زوجة العامل المنتحر بالمحلة: عجز عن توفير جرعة الكيماوي لابننا فقرر «الصمت للأبد»

«لو كان الفقر رجلا لقتلته» هذه العبارة كافية لوصف حادث انتحار أشرف فاروق (44 عامًا - عامل حداد) الذي انتحر يوم الإثنين شنقا، بمنزله في منطقة الرجبي بالمحلة، لعجزه عن الإنفاق على أسرته وتدبير نفقات علاج نجله المصاب بمرض سرطان الدم.

«الشروق» التقت بأسرة العامل الذي ترك أسرته تستكمل صراع الحياة وحدها، بعد أن عجز عن مواجهة أعبائها وتوفير ضروراتها لأسرته، فتخلص من الحياة بأسرها.

وقالت عبير، زوجة العامل الذي قرر التخلص من حياته وشنق نفسه، إن "زوجها كان يعاني من ظروف المعيشة الصعبة وكان بلا دخل ثابت، وكان يعمل باليومية، وهي كانت تعاونه في نفقات المنزل".

ووصفت عبير يوم الحادث بـ«الليلة المشئومة» التي شهدت اختفاء زوجها من حياة الأسرة بانتحاره، حيث دار بينهما حوارا حول زيادة أعباء الحياة ومرض كريم، ابنهم الصغير، وأنه بحاجة سريعة لجرعة علاج كيماوي باهظة الثمن، وهي تعلم أنه لا يملك من حطام الدنيا شيئا، ولكنه كان حوارا حسب قولها «على سبيل الفضفضة» ولأول مرة لا يستطيع زوجها التعليق على كلامها وظل صامتا محدقا في أرجاء الحجرة، ولم أكن أعلم أنه قرر أن يصمت للأبد".

وقال كريم، (15 سنة - طالب بالصف الثاني الإعدادي)، فوجئت بصراخ والدتي حوالي الساعة 6 صباح يوم الإثنين، عندما توجهت إلى البلكونة بحثا عن والدي الذي لم تجده في غرفة النوم، فوجدت رأسه مائلة على سور البلكونة ورقبته ملفوف حولها حبل غسيل مثبت بالسقف، وهو يعاني من صعوبة التنفس ويصدر صوتا قالوا لي عنه أنه «حشرجة الموت».

وأضاف كريم -المصاب بمرض السرطان- "تمكنت أنا وشقيقي الأكبر إبراهيم (سائق توك توك) من نقل والدنا إلى قسم الاستقبال بمركز القلب في محلولة يائسة لإنقاذ حياته، إلا أنه كان قد فارق الحياة قبل وصوله إلى المركز الطبي.

واختتم حديثه قائلا: "نفسي أتعالج على نفقة الدولة زي أطفال كتير الدولة وفرت لهم علاج مجاني، حتى لا تكون حياة أبي ذهبت هباء".

كان اللواء مدير أمن الغربية قد تلقى بلاغا بانتحار حداد بمنطقة الرجبي بالمحلة بتعليق نفسه بحبل في بلكونة منزله، بعد أن عجز عن توفير نفقات علاج نجله المريض بالسرطان، وتم التصريح بدفن الجثة بعد أن تبين عدم وجود شبهة جنائية بالحادث.