آخرها طوفان الأقصى.. مواجهات عديدة أشعلها السنوار ضد الاحتلال الإسرائيلي

آخر تحديث: السبت 19 أكتوبر 2024 - 10:36 ص بتوقيت القاهرة

محمد حسين


أعلنت حركة المقاومة حماس عن استشهاد يحيى السنوار رئيس مكتبها السياسي وزعيمها البارز في غزة، خلال اشتباكات مع جنود الاحتلال الإسرائيلي في منطقة تل السلطان.

- المقاومة تتعهد بمواصلة القتال وتزف السنوار شهيدا إلى العلا..

وأصدرت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس بياناً يؤكد تعهدها بمواصلة القتال حتى تحرير فلسطين، بعد تأكيد الحركة استشهاد يحيى السنوار.

وجاء في البيان: "تزف كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى العلا الشهيد القائد الكبير يحيى السنوار (أبو إبراهيم) قائد حركة المقاومة الإسلامية حماس، الذي ارتقى مقبلاً غير مدبر في أشرف المعارك دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك وعن شعبنا وحقوقه المشروعة".

وواصل البيان: "إنه لمن دواعي الفخر أن تقدم حركتنا القادة قبل الجند، وأن يتقدم قادتها قافلة شهداء شعبنا الذين قدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل الله وعلى طريق تحرير فلسطين".

ويختلف السنوار عن غيره من قادة المقاومة كونه يوصف بالأكثر دراية بالفكر الإسرائيلي وسياسته من واقع تجربته لسنوات طوال داخل سجون الاحتلال، أمضاها في الدراسة والاطلاع والمتابعة، ما مكنّه من توجيه ضربات نافذة ضد إسرائيل في السنوات التي أعقبت خروجه من سجونهم.

-العصف المأكول: دور بارز للسنوار في تطور استراتيجيات المقاومة..

عقب أقل من 3 سنوات من الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي، لعب الشهيد يحيى السنوار دورا بارزا في عملية "العصف المأكول" في يوليو عام 2014، حيث ساهم بشكل كبير في توجيه العمليات الهجومية والدفاعية.

وتحت قيادته، تبنت المقاومة تكتيكات جديدة مثل الهجمات عبر الأنفاق والقتال المباشر ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية، مما ساعد على إبراز المقاومة الفلسطينية في ميدان الحرب.

- مسدس ضابط إسرائيلي.. غنيمة السنوار الشاهدة على فشل الاحتلال

وفي مارس 2017 جرى انتخاب يحيى السنوار لرئاسة المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، ليزيد موقعه الجديد من مهام إدارة الأوضاع في القطاع المحاصر.

في ليلة 11 نوفمبر 2018، نفذت وحدة خاصة بجيش الاحتلال الإسرائيلي عملية سرية داخل قطاع غزة بهدف جمع معلومات استخباراتية.

وفقًا لمسئولين في حركة حماس، كان الجنود الإسرائيليين من وحدة النخبة "ساييرت ماتكال"، ودخلوا القطاع عبر معبر حدودي، وبعد اكتشاف وجودهم من قبل عناصر المقاومة، اندلعت اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل ضابط إسرائيلي واستشهاد 7 فلسطينيين، بينهم القائد البارز في كتائب عز الدين القسام، نور بركة، مما دفع حماس إلى التوعد بالرد.

في الأيام التالية، أطلقت الفصائل الفلسطينية حوالي 460 قذيفة صاروخية على المناطق الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، مستهدفة بلدات مثل سديروت ونتيفوت، مما أدى إلى إصابة 55 إسرائيليًا.

وخلال العملية الإسرائيلية، استولت المقاومة على مسدس كان يعود لضابط إسرائيلي قُتل أثناء اشتباك مع عناصر الحركة، ليحتفظ السنوار به واستخدمه كرمز لفشل العملية الإسرائيلية.

ظهر السنوار في مناسبات عدة متفاخرًا بهذا السلاح، معتبراً إياه دليلاً على نجاح المقاومة.

-سيف القدس

بالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية على سكان حي الشيخ جراح في القدس في مايو2021، نفذت المقاومة الفلسطينية معركة "سيف القدس".

وقاد السنوار الجناح العسكري للحركة في المعركة ضد الاحتلال، حيث أظهرت حماس قدرة عسكرية متطورة من خلال قصف تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى.

وأكد السنوار خلال تصريحاته أن المقاومة نجحت في إحداث تأثير كبير على الاحتلال، موضحا أن حماس استخدمت جزءًا فقط من قدراتها العسكرية خلال تلك المعركة.

-طوفان الأقصى.. الصفعة الأقوى لإسرائيل

وتمثل معركة "طوفان الأقصى" التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023 هي المحطة الأهم في مسيرة المقاومة والنضال بحياة الشهيد يحيى السنوار، حيث يعد من المهندسين والمخططين الأساسيين لتلك العملية التي مُنيت إسرائيل من بعدها بخسائر استراتيجية غير مسبوقة.

وُعرف السنوار بإتقانه لاستراتيجيات حرب العصابات، نجح في تحويل هذه العملية إلى نقطة تحول في المقاومة الفلسطينية، واستغل السنوات السابقة لتطوير شبكة من العلاقات مع محور المقاومة.

وأدار السنوار المعارك ضد الاحتلال على مدار العام، إلى أن استشهد في اشتباك مع قوة إسرائيلية بتل السلطان.

ونشر الاحتلال الإسرائيلي مقطع فيديو قصير يظهر اللحظات الأخيرة في حياة يحيى السنوار، وكان مرتدياً زيًا عسكريًا ومصاباً في يده اليمنى، ورغم ذلك حاول إبعاد طائرة مسيرة إسرائيلية عنه بعصا في يده، قبل أن يتم قتله من قبل جنود الاحتلال.

وقبل شهرين من استشهاده، أختير يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة المقاومة حماس خلفاً للشهيد إسماعيل هنية الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في العاصمة الإيرانية طهران.

وشهدت الفترة التي قضاها السنوار على رأس المكتب السياسي لحماس تصعيداً إقليمياً، حيث كثف الاحتلال الإسرائيلي من غاراته الجوية على جنوب لبنان وضربات في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى جانب اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وغالبية قيادات الصف الأول في الحزب، بالإضافة إلى قيادات في الحرس الثوري الإيراني.

-كيف سيتأثر الوضع بغياب السنوار؟

وعلى الصعيد الميداني في قطاع غزة، قللت مصادر من داخل حركة حماس تحدثت لـ"الشروق"، تأثير غياب السنوار عن المشهد الميداني، رغم تشديدها على رمزيته وكونه قائدا من الصعب تعويضه أو استبداله خاصة في ظروف استثنائية.

وأوضحت المصادر أن المجلس العسكري للحركة مازال يزخر بعدد من القيادات القدامى أصحاب الخبرات العسكرية الواسعة وعلى رأسهم عز الدين الحداد قائد لواء غزة الحالي، ومحمد السنوار قائد هيئة عمليات القسام والمسئول الرئيسي عن ملف تأمين الأسرى الإسرائيليين، بالإضافة لرائد سعد قائد منظومة التصنيع العسكري، ومحمد شبانة قائد لواء رفح.

وفي السياق أيضا كررت المصادر تأكيد حماس الرسمي بعدم استشهاد قائد الأركان محمد الضيف الذي أبلغت إسرائيل الجميع رسميا باغتياله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved