أطهر كنبة وكرسي بالعالم في بيتنا.. ما قصة المنزل الذي استشهد به يحيى السنوار؟

آخر تحديث: السبت 19 أكتوبر 2024 - 9:04 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

عبّرت الأسرة المالكة للمنزل الذي وقع به استشهاد يحيى السنوار، عن فخرها بلجوء القائد البارز في المقاومة الفلسطينية لبيتهم في معركته الأخيرة التي خاضها جريحا مع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليكون الفصل الأخير في حياة السنوار أيقونيًا، ومخلدا لبطولة، وبسالة متفردة في تاريخ نضال ومقاومة الشعب الفلسطيني.

وجاءت تدوينة على منصة التواصل "إنستجرام"، لفتاة يعتقد أنها من بين أفراد العائلة المالكة للمنزل، قالت فيها: "أطهر وأشرف كرسي وكنبة في العالم كله في بيتنا، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته يا أبا إبراهيم".

وكتب النص على صورة قديمة تظهر من خلالها الأريكة والكرسي، معها صورة السنوار وهو جالس على الكرسي يقاوم حتى آخر أنفاسه.

*بيت عائلة طه

واكتسب بيت عائلة "طه" شهرة غير متوقعة عندما أصبح موقعًا لأحد الأحداث الكبرى في الصراع بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي.

وكان المنزل الذي بناه أشرف أبو طه وأسرته على مدار سنوات، يمثل بالنسبة لهم ملاذًا آمنًا عاشوا فيه لخمسة عشر عامًا دون أن يتركوه حتى في أصعب الأوقات، وفقا لبي بي سي.

وتحول منزل العائلة إلى ساحة معركة دون أن يكون لأصحابه أي صلة مباشرة بالسياسة، لم تكن تتوقع الأسرة يتحول مكان ذكرياتهم العائلية إلى عنوان رئيسي في الأخبار العالمية ومعلما بارزا يشهد على تاريخ نضال وصمود المقاومة الفلسطينية باستشهاد أحد أبرز قياداتها في السنوات الأخيرة.

ويقع المنزل أمام المستشفى الإماراتي في شارع ابن سينا بحي السلطان، غرب مدينة رفح، يقع منزل لأسرة فلسطينية قروية.

ويقول أشرف أبو طه، صاحب المنزل ورب الأسرة التي كانت تقيم فيه: "عشت في هذا المنزل على مدار 15 عاماً مع أسرتي، لم ننزح منه قط ولا حتى خلال الحروب السابقة، لم يجبرني عن النزوح عنه سوى اقتراب العمليات العسكرية الإسرائيلية منه وصدور أوامر إخلاء ونزوح كل جيراني في رفح".

أما الأريكة الملونة التي ظهرت في مقطع الفيديو الذي نشره أفيخاي أدرعي، الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، وكان يجلس عليها السنوار في لحظاته الأخيرة بحسب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيقول عنها أبو طه: "هي ذاتها الأريكة التي كنت أجلس عليها وأنا ألملم بعض الأدوات التي ستكون بصحبتي في رحلة نزوحي".

وأضاف: "هذه الأريكة قطعة من طقم جلوس أهدتني إياه والدتي لذلك له وقع خاص في نفسي، وهو ذاته طقم الجلوس الذي طالما اجتمعت عليه أفراد أسرتي على مدار 15 عاما".

*تهون الممتلكات في طريق المقاومة والنضال

كما نشر محمد سامي أبو طه تدوينة على حسابه في "إنستجرام" قال فيها: "تحصن (السنوار) في منزل يعود لعائلتنا أبو طه، وارتقى فيه مجاهدًا مدافعًا حتى آخر نفس".

وأضاف: "نحن فخورون به وبكل من سار على هذا الدرب فداءً للحق"، مشيرًا إلى أن الأرواح والممتلكات تهون في سبيل هذا الطريق.

الحساب نشر أيضًا عدة صور للمنزل قبل تعرضه للدمار نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، وعلق الحساب قائلاً: "بيتنا زاد شرفًا وفخرًا بالقائد أبو إبراهيم"، معربًا عن امتنانه لنيل هذا الشرف، فقل لموقع فلسطين أون لاين.

*أثر الاستشهاد رمزيٌ أم ميدانيٌ؟

وعلى الصعيد الميداني في قطاع غزة، قللت مصادر من حركة المقاومة حماس في حديث للشروق، من تأثير غياب السنوار عن المشهد الميداني، رغم تشديدها على رمزيته وكونه قائدا من الصعب تعويضه أو استبداله خاصة في ظروف استثنائية.

وأوضحت المصادر، أن المجلس العسكري للحركة مازال يزخر بعدد من القيادات القدامى أصحاب الخبرات العسكرية الواسعة وعلى رأسهم عز الدين الحداد قائد لواء غزة الحالي، ومحمد السنوار قائد هيئة عمليات القسام والمسئول الرئيسي عن ملف تأمين الأسرى الإسرائيليين، بالإضافة لرائد سعد قائد منظومة التصنيع العسكري، ومحمد شبانة قائد لواء رفح.

وفي السياق أيضا كررت المصادر تأكيد حماس الرسمي بعدم استشهاد قائد الأركان محمد الضيف الذي أبلغت إسرائيل الجميع رسميا باغتياله.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved