سيمنس وجنرال إليكتريك يتنافسان لتوريد ١٠٠ جرار قطار لمصر
آخر تحديث: السبت 19 نوفمبر 2016 - 9:46 م بتوقيت القاهرة
كتب ــ عماد الدين حسين:
- مسئولو الشركة: سننتج الجرارات فى مصر.. ونوفر لكم المواد الخام والعمالة والتدريب
- الجرار سرعته ١٦٠ كيلومترًا فى الساعة ويناسب الظروف المناخية والتشغيلية فى مصر
- الأسعار تبدأ من ٢ مليون يورو للجرار وتصل إلى سبعة ملايين يورو
- جنرال إليكتريك الأمريكية المنافس الأول لسيمنس على الصفقة
على مساحة أربعين ألف متر مربع وعلى أطراف مدينة ميونيخ الألمانية يقع مصنع شركة سيمنس لجرارات القطارات. المصنع الذى يعمل به 800 عامل ومهندس ومشرف ومصمم، يأمل أن يكسب ثقة الحكومة المصرية فى الفترة المقبلة ليوقع معها صفقة قد تشمل مائة جرار.
مقر شكركة سيمنس فى القاهرة دعا ستة صحفيين مصريين لزيارة مقر المصنع فى ميونيخ طوال يوم الاثنين قبل الماضى.
سألت سابرينا سوزان الرئيس التنفيذى لوحدة أعمال خطوط المواصلات الرئيسية، بقطاع النقل والمواصلات بشركة سيمنس ألمانيا، عن المدى الذى وصل إليه التفاوض مع الحكومة المصرية فقالت إنها مازالت مستمرة، وأن الشركة متحمسة جدا لتوريد الجرارات التى تصفها بأنها ذات كفاءة عالية والأفضل من نوعها على مستوى العالم، ولا ينافسهم إلا أمريكا وبعض البلدان الأوروبية، لكنهم يصفون أنفسهم باعتبارهم الشركة الأفضل أوروبيا، وواحدة من أهم عشر شركات على مستوى العالم فى سائر المجالات وليس الجرارات فقط.
فى تقدير السيدة سابرينا فإن القيمة المضافة التى تمثلها جرارات سيمنس مقارنة بأنواع أخرى هى أن الشركة عرضت على الحكومة المصرية التصنيع المحلى، وهو أمر أكبر من مجرد التجميع، بمعنى أنه سيتم إنتاجها فى مصر بالتعاون مع أحد مصانع وزارة الإنتاج الحربى بحيث يتم إنتاج جسم الجرار فى مصر وبمواد مصرية من حديد وصلب وعمالة وبالتالى سيتم توفير وظائف فى مصر تتمتع بالتدريب العالى.
سألت مرارا عن سعر الجرار الذى سيتم بيعه إلى مصر، لكن الإجابة كانت دائما: «نحن فى مرحلة تفاوض، وبالتالى لا يمكن أن نعلن عن السعر».
لكن بصفة عامة فإن سيمنس تنتج العديد من الأنواع من الجرارات، أسعارها تبدأ من ٢ مليون يورو وتصل إلى ٧ ملايين يورو للجرار الواحد.
لديهم الجرارات الخفيفة للركاب وتصل سرعتها إلى ١٦٠ كيلومترا فى الساعة وهى اقتصادية فى الوقود ويعتقدون أنها تناسب الظروف المناخية المختلفة وكذلك ظروف التشغيل فى مصر.
لدى سيمنس جرار آخر يعمل إلكترونيا، بالطاقة الكهربائية وليس الديزل وتصل سرعته إلى ٣٦٥ كم فى الساعة.
ويقول المهندس إن السوق لا تطلب كثيرا السرعات العالية التى تحتاج إلى إمكانيات متنوعة فى البنية التحتية والتجهيزات وجميع الظروف المحيطة، لكن فى حالة مصر وكثير من البلدان المشابهة لظروفها، فإن العوامل الأساسية هى الأمان والحالة الاقتصادية، والرهان عليها وأن تكون متاحة، إضافة إلى عامل مهم هو الصيانة. أحد العوامل المهمة أيضا ألا يؤثر الجرار على البنية التحتية والقضبان، وهو عامل يسمى تكلفة دورة الحياة، بمعنى أن السعر لا يتحدد فقط بالحجم أو الوزن أو القيمة بل بمدى الإهلاك الذى يتسبب به للبنية التحتية والجرار التقليدى لدى سيمنس فإن دورة حياته تتراوح بين ٣٠ ــ ٤٠ عاما.
ركبنا أحد الجرارات التى تعمل بالديزل، والكابينة بها قسمان. مصنع سمينس متصل بشبكة القطارات القومية. الشركة اتصلت بالمقر الرئيسى، واتفقت على تأجير القضبان لمدة أقل من ساعة، لكى تنفذ لنا على أرض الواقع تجربة عملية، وسمحت لبعض الزملاء بإمكانية القيادة ولكن تحت الإشراف طبعا.
الانتقال من سرعة صفر إلى ١٠٠ كليو فى الساعة تم خلال ٢٩ ثانية فقط ومثلها تقريبا للوصول إلى السرعة القصوى وهى ١٦٠ كليومترا.
فى ألمانيا فإن البنية التحتية للسكة الحديد مملوكة للدولة حصريا، لكن عاملا جديدا حدث فى العشر سنوات الأخيرة حينما تم السماح للقطاع الخاص بالعمل فى القطاع التشغيلى بمعنى، أن تكون هناك قطارات قطاع خاص تعمل على الشبكة القومية التى تتمتع بكفاءة عالية، وتعتبر من أكفأ شبكات النقل بالسكك الحديد فى أوروبا والعالم.
سألت مصادر مصرية مطلعة على التفاوض فقالوا لى ان شركة جنرال إليكتريك الأمريكية قدمت عرضا مشابها ويتضمن العديد من المزايا ايضا وسوف تحسم الحكومة المصرية امرها طبقا لمن سيقدم افضل عرض من عدة نواحى اهمها المتانة والقوة والقيمة المضافة وتدريب الخبراء المصريين، بل وحتى العلاقات الثنائية والاقتصادية فى مجملها.