المخابرات البريطانية تخشي فقدان «عملائها» فى صفوف الإسلاميين

آخر تحديث: السبت 19 ديسمبر 2015 - 12:18 م بتوقيت القاهرة

كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أن المخابرات البريطانية حذرت، في وقت سابق، رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، من طلب تقرير حول علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالتطرف، باعتباره في غير الصالح البريطاني.

وأكد تقرير للموقع أعده الكاتبان بيتر أوزبرون وديفيد هيرست، أن مسئول كبير في مكتب المخابرات البريطانية الداخلية "MI5"، والمسئول عن الأمن الداخلي، حذر كاميرون بشكل شخصي من أن التحقيق سيكون "غير مثمر". موضحا أن تخوفات المخابرات البريطانية تتركز بشأن انعكاسات تقرير الإخوان على العلاقات بين عناصرها وعناصر من المجتمع البريطاني المسلم، والذين استُخدموا من قبل في إخراج السلفيين الجهاديين من المساجد في بريطانيا، واحباط أعمال عنف سابقة.

وبحسب الموقع ذاته، فإن كاميرون استمر في إجراء ذلك التحقيق ليس بغرض المصلحة الوطنية، وإنما جراء ضغط كبير من الإمارات، والتي قال إنها هددت بريطانيا بخسارة عقود تجارية إذا لم تتحرك ضد الجماعة، مشيرا إلى أنها ستقابل عدم خروج التقرير بتوصية مفادها تصنيف جماعة الإخوان كجماعة إرهابية بغضب شديد.

وأوضح الموقع، أن التقرير كان قد واجه مشاكل بعد فترة قصيرة من بدءه إثر قيام المكتب المخابراتي السادس "MI6" المسئول عن الأمن الخارجي، بتبرئة الإخوان من العنف السياسي في مصر، وتحديدا الهجوم على الحافلة السياحية في سيناء، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة سائح كوري جنوبي.

وكشف التقرير عن إصرار الإخوان على الاطلاع على التقرير قبل نشره استنادا إلى أساس قانوني بريطاني، والاحتفاظ بحق الرد، لاسيما مع خطورة ربط الجماعة بالتطرف، موضحا أن كاميرون لجأ لتمرير التقرير للبرلمان كمذكرة لتفادي رد الفعل القانوني من جماعة الإخوان بسبب عدم اطلاعهم على محتوى التقرير قبل نشره.

من ناحية أخرى، أشار الموقع إلى أن أحد من كتبا التقرير كان السير جون جينكينز، والذي كان سفيرا لبريطانيا في السعودية، موضحا أن اللورد رايت، والذي كان سفيرا أيضا بالرياض، انتقد القرار بتعيين سفير بالسعودية على رأس لجنة التحقيق، قائلا إنه سيكون في "وضع غير عادل للغاية"، انطلاقا من رغبة السعودية في تدمير الإخوان.

ولفت إلى أن التقرير البريطاني تأخر لعام بسبب عدم قدرة كاميرون على المخاطرة بمواجهة أبوظبي بعد علمه بعدم توصية التقرير باعتبار الإخوان جماعة إرهابية، منوها إلى وثائق نشرتها صحيفة "جارديان" الريطانية، الشهر الماضي، بشأن تهديد الإمارات لبريطانيا بمنع صفقة أسلحة بمليار دولار مع بريطانيا، ووقف الاستثمار القادم وقطع التعاون المخابراتي، حال عدم التحرك ضد الإخوان.

كما نوّه إلى وثائق أخرى تثبت تلقي سفير المملكة المتحدة بالإمارات، تحذيرا من خلدون المبارك، رئيس نادي مانشيستر سيتي، والذراع اليمنى لوليّ العهد الإماراتي، من أن "علما أحمر" رُفع بشأن لامبالاة بريطانيا لعمل الإخوان. فيما أوضح أن لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البريطاني ستحقق في المزاعم بشأن "ضغوط أجنبية مفرطة" على الحكومة البريطانية فيما يتعلق بالتقرير المشار إليه.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved