السياسي الأمريكي روبرت ويلكي: خطوط أمريكا الحمراء لم تعد تخيف خصومها

آخر تحديث: الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 9:36 ص بتوقيت القاهرة

د ب أ

تأتي الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في الأسبوع الأول من نوفمبر المقبل، في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة تحديات جوسياسية شديدة الصعوبة مما أعطى ملف السياسة الخارجية أهمية كبيرة في معركة الانتخابات الحالية، على عكس الحال في دورات سابقة سيطرت فيها القضايا الداخلية من الاقتصاد إلى حق الإجهاض على السجال الانتخابي.

وفي الوقت نفسه، يواجه الرئيس الديمقراطي جو بايدن الذي يستعد لخوض معركة الانتخابات للفوز بولاية ثانية، هجوما حادا من جانب خصومه الجمهوريين ومعسكر اليمين السياسي بشكل عام  على خلفية سياسته الخارجية التي يرى البعض أنها تجعل الولايات المتحدة تبدو ضعيفة على الصعيد العالمي.

وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، قال روبرت ويلكي الذي خدم في إدارة الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق دونالد ترمب كعاشر وزير لشؤون المحاربين القدماء ووكيل لوزارة الدفاع لشؤون الأفراد والجاهزية، إن اليسار الأمريكي لم يستوعب دروس الحرب العالمية الثانية عندما تجاهل الغرب تنامي قوة ألمانيا النازية بعد الحرب العالمية الأولى والتهام الزعيم النازي أودولف هتلر الدول الأوروبية واحدة وراء أخرى، حتى اشتعلت الحرب العالمية الثانية التي قضت على نمو 40 مليون إنسان.

ويرى ويلكي، الذي عمل كباحث زائر في مركز الأمن الأمريكي التابع لمعهد سياسات أمريكا أولا للأبحاث، أن الولايات المتحدة تواجه حاليا خطرا مميتا من محور الشر الذي يضم الصين وروسيا وإيران، وهو المحور الذي أصبح أشد خطورة وأكثر تعقيدا من الاتحاد السوفيتي السابق.

وفي الوقت نفسه، قال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس: "إننا ندخل الآن مرحلة ما قبل الحرب" في وقت لا يمتلك فيه الجيش البريطاني ذخيرة تكفيه للقتال أكثر من أسبوع واحد إذا واجهت بريطانيا حربا كتلك الدائرة في أوكرانيا.

ويقول ويلكي، إن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما ونائبه بايدن كنائب سعت إلى استرضاء الخصوم التقليديين للولايات المتحدة ،إيران وروسيا، والصين.

وأرسلت مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب إلى الملالي في إيران ووعدت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتساهل معه بعد إعادة انتخابه، وأظهرت الضعف أمام الصين من خلال عدم الاحتفاظ بالوجود العسكري الأمريكي في المحيط الهادئ. أما الأكثر خطورة وإثارة للقلق فهو أن هذه الإدارة شجعت الخصوم والأعداء على تجاوز "الخطوط الحمراء" التي كانوا يخشون تجاوزها لأن الرد الأمريكي عليها يكون ساحقا ومدمرا.

وقد تم تجاوز هذه الخطوط عدة مرات دون رد مناسب من جانب البيت الأبيض.

وظهرت الولايات المتحدة كنمر من ورق كما يقول باستمرار الشيوعيون  والجماعات الدينية المتطرفة.

وفي الوقت نفسه، اتسع نطاق الحروب وزاد عدد الأمريكيين المعرضين للخطر.

ثم جاءت أفغانستان والآن جاءت الردود الضعيفة على الهجمات التي تشنها جماعات موالية لإيران على الأمريكيين في الشرق الأوسط.

والآن أصبحت القوة العسكرية الأمريكية منتشرة على نطاق يفوق قدرتها، كما أنها لم تعد تحظى بالتقدير الكافي وتعاني من قلة الموارد.

وأصبحت الولاية الثالثة لأوباما ممثلة في إدارة الرئيس جو بايدن أسوأ لأن الرئيس بايدن يشرف حاليا على أكبر تراجع لقوة ومكانة أمريكا في تاريخها.

وانخفضت نسبة الإنفاق العسكري للولايات المتحدة من إجمالي الناتج المحلي إلى أقل مستوياتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، كما تدهور مستوى التجنيد العسكري لآن إدارة بايدن تستخدم وزارة الدفاع كحقل تجارب لسياسات العدالة الاجتماعية. ولم يحتاج بايدن إلى أكثر من 7 أشهر لكي يجعل الولايات المتحدة موضع سخرية في أفغانستان.

ويواصل ويلكي هجومه على الرئيس بايدن في تحليله ويقول إذا لم يكن ما سبق كافيا، فإن وزارة العدل الأمريكية قالت للعالم يوم 8 فبراير الحالي، إن رئيس الولايات المتحدة غير قادر على القيام بوظيفته.

وعلى الفور أبلغ رؤساء أجهزة المخابرات في العالم  رؤساء دولهم  بمحتوى "تقرير هور" وأعادوا تشغيل الفيديوهات التي تحتوي على سقطات وأخطاء الرئيس بايدن أمام وسائل الإعلام.

كان المحقق الأمريكي روبرت هور الذي تولى التحقيق في اتهام بايدن بإساءة التعامل مع الوثائق السرية قد أعلن ملخص تقريره الذي قال فيه إن الرئيس الديموقراطي، 81 عاما، «ذو ذاكرة ضعيفة»، وأن ذاكرته «ضبابية وغامضة وضعيفة»، وأن بايدن لا يستطيع أن يتذكر تواريخ تخص معالم بارزة في حياته، كتوقيت وفاة ابنه بو، أو عندما شغل منصب نائب الرئيس.

لكن بايدن رد بغضب على التقرير قائلا: «ذاكرتي جيدة»، وانتقد المحقق الخاص لادعائه أنه غير قادر حتى على تذكّر تاريخ وفاة ابنه بو عام 2015، في حين وصفت نائبة الرئيس كامالا هاريس تقرير هور بأنه «غير مبرر وغير دقيق وغير مناسب ومدفوع سياسيا».

ويختتم روبرت ويلكي تحليله، بالقول إن هذه الأوضاع تطرح السؤال عمن يقود البيت الأبيض، مشيرا إلى أنه في الإدارة الحالية اختفى وزير الدفاع عدة أيام دون أن يلاحظ ذلك أحد، عندما دخل إلى المستشفى لتلقي العلاج دون إعلان وتفويض نائبه بمهام منصبه كما تقضي القواعد.

وفي الوقت نفسه، تواجه الولايات المتحدة مخاطر هائلة في حين لا يبدو أن الرئيس بايدن قادرا على الإمساك بزمام الأمور كما يجب بالنسبة للرئيس الأمريكي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved