مسجد السيدة نفيسة.. تبرك الزائرين بنفيسة العلم

آخر تحديث: الأربعاء 20 مارس 2024 - 3:15 م بتوقيت القاهرة

محمود عماد

مع حلول شهر رمضان الكريم يسعى أغلب الناس إلى زيارة الجوامع والمساجد التي لها اسمها وتاريخها لصلاة فيها، والشعور فيها بالأجواء الرمضانية، وتزخر مصر في جميع ربوعها بالعديد من المساجد كالمساجد الأثرية، ومساجد آل البيت، وغيرها من المساجد الأخرى، ومن أهم تلك المساجد هو مسجد نفيسة العلم.

مسجد السيدة نفيسة يقع في حي السيدة نفيسة (أو درب السباع)، وهو جزء من مقبرة تاريخية أكبر تسمى القرافة (أو مدينة الموتى) في القاهرة، بُني المسجد لإحياء ذكرى السيدة نفيسة وهي عالمة إسلامية معروفة من نسل النبي محمد ويقع ضريحها داخل المسجد، المسجد مدرج مع المقبرة المحيطة كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في القاهرة التاريخية، يقع المسجد في بداية الطريق المسمى طريق أهل البيت، حيث يصبح المشهد النفيسي هو المحطة الثانية في هذا الطريق بعد مشهد الامام علي زين العابدين، وطريق أهل البيت طريق شهير يبدأ بمقام زين العابدين وينتهي بمشهد السيدة زينب بنت علي مرورا بالسيدة نفيسة والسيدة سكينة بنت الحسين والسيدة رقية بنت علي بن أبي طالب ومحمد بن جعفر الصادق والسيدة عاتكة عمة الرسول محمد.

بعد وفاة السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أراد زوجها أن يحملها إلى المدينة المنورة كي يدفنها بالبقيع، فعرف المصريون بذلك فهرعوا إلى الوالي عبد الله بن السري بن الحكم (كان أميرًا لمصر من سنة 206 إلى سنة 211 هـ) واستجاروا به عند زوجها ليرده عما أراد فأبى، فجمعوا له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم فأبى أيضا، فباتوا منه في ألم عظيم، لكنهم عند الصباح في اليوم التالي وجدوه مستجيبا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم.

جاء في خطط المقريزي أن أول من بنى على قبر السيدة نفيسة هو عبيد الله بن السري والي مصر من قبل الدولة العباسية. ثم أعيد بناء الضريح في عهد الدولة الفاطمية حيث أضيفت له قبة، ودون تاريخ العمارة على لوح من الرخام وضع على باب الضريح ويبين اسم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله وألقابه.

أعيد تجديد القبة في عهد الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله بعد أن حدثت فيها بعض التصدعات والشروخ. كما تم كساء المحراب بالرخام سنة 532هـ (1138م)، إلى أن أمر السلطان الناصر محمد بن قلاوون أن يتولى نظارة المشهد النفيسي الخلفاء العباسيون، وكان أول من تولى النظر عليه هو الخليفة العباسي المعتضد بالله أبو الفتح أبو بكر ابن المستكفي وهو من بقايا العباسيون الذين هاجروا إلى مصر بعد أن قضي عليهم المغول سنة 656هـ (1258م).

وجدد المشهد النفيسي في عصر العثمانيين في عهد الأمير عبد الرحمن كتخدا وبني الضريح علي هذه الهيئة الموجودة عليه الآن. والمسجد له مدخل للرجال ومدخل للنساء وحديثًا تم تجديد المدخل وفرشه بالرخام الفاخر. وفي داخل المسجد ممر طويل يصل إلى المقام الشريف. وفي هذا الممر يوجد لوحات مرسومة رائعة حب أهل البيت، وبعض الأشعار الرائعة في مدح أهل البيت، كما جددت المقصورة النحاسية الموجودة بالضريح في عهد والي مصر عباس الأول.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي افتتح مسجد السيدة النفيسة بعد أعمال ترميمه في 8 أغسطس 2023 برفقة سلطان البهرة، وذلك ضمن المشروع التي أطلقته الدولة تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2021 لتطوير مساجد آل البيت، وحتى الآن تحظى السيدة نفيسة ومسجدها وضريحها بمكانة كبيرة وخاصة لدى المصريين فتلك علاقة ممتدة منذ سنوات، والتبرك بنفيسة العلم لا ينقطع.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved