على رأي المثل (10).. القشة التي قصمت ظهر البعير

آخر تحديث: الأربعاء 20 مارس 2024 - 2:08 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

بينما تعد الأمثال الشعبية ترمومتر الثقافة فى كل دولة، يشتهر الشعب المصري بأمثال شعبية وأقوال قد تبدو غير مفهومة للوهلة الأولى، ولكن إذا تعمقت في الكلام فستجد أن مضمونها يحمل دلالات ومعاني عميقة.

فالمثل الشعبي هو قصة حياة ترويها الأجيال، وحكاية حكمة الأجداد الصالحة لكل زمان ومكان وإن اختلفت اللهجات، إلا أن المعنى والمغزى من المثل الشعبي يبقى واحداً تردده الألسن، إذ لا يخلو هذا المثل من بلاغة التشبيه والإيجاز والاستعارات والكلام المسجع، للوصول إلى المقصود من دون قصور.

في سلسلة "على رأي المثل" وعلى مدار شهر رمضان الكريم، تقدم لكم "الشروق" قصصا وحكايات للأمثال الشعبية المصرية والعربية استنادا لكتاب " قصص الأمثال" للكاتب المصري سيد خالد.

القشة التي قصمت ظهر البعير

يحكى أن أحد التجار كانت له تجارة كبيرة وواسعة، وفي أحد المرات وأثناء سفره في إحدى رحلاته التجارية، قام بشراء العديد والعديد من التجارة فقد كانت أكبر صفقة تجارية له على مر حياته، ولكنه لم يكن معه من العير ما يتحمل هذه الكمية من المشتريات.

فأشار عليه التجار رفقاءه في الرحلة التجارية بأن يشتري بعير حتى يستطيع تحميل عليه هذه الزيادات أو يخفض من الحمولة لكنه كان قد نفد ماله، فتكبر أن يخبرهم بذلك فقال لهم أنه يعلم جيدًا كيف يقوم بتحميل هذه الحمولة الزائدة على البعير التي معه من النوق والجمال.

وبالفعل في صباح اليوم التالى جعل يرفع حمولته على البعير ويزيد فيها، والناس من حوله ينظرون ويتعجبون لفعله وصنيعه، وجعل يزيد فيها والبعير متماسك ومتزن، حتى جاء بربطة صغيرة من القش ووضعها فوق حمولته من البضائع، فما كان من النوق إلا أن وقعت على الأرض ووقعت جميع حمولتها وذلك لعدم تحملها فوق طاقتها.

فصار الناس يتندرون أن ربطة القش الضعيفة كانت هي السبب في وقوع البعير على الأرض، وصاروا يرددون “القشة التي قصمت ظهر البعير"، ولكنهم كانوا يعلمون جيدا أن الذي قصم ظهر البعير هو عناد ذلك التاجر وتكبره عن السماع لنصيحة أصدقاؤه من التجار.

اقرأ أيضا: على رأي المثل (9).. كأنك يا أبو زيد ما غزيت

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved