طحا الأعمدة تودع «قتيل الإتاوة ».. ووالدته: اعتبره ابنك يا سيسى

  

طحا الأعمدة التابعة لمركز سمالوط فى محافظة المنيا، تحولت إلى سرادق عزاء يملؤه الغضب أكثر من الحزن، وتبادل المشيعون والمعزون فيه العبارات المطالبة بالقصاص، أكثر من عبارات التعازى.
ألماظ طلبة محمود، والدة مصطفى، كانت محط الأنظار خلال تشييع الجنازة، وأبكت المشيعين مرارا بعباراتها التى كانت تطلقها بين نوبات البكاء الهستيرى وفقدان الوعى: مش عاوزه حاجة من الدنيا.. الرجالة مش بتتباع بالفلوس، ولن نقبل ملء الارض ذهبا، أنا عاوزه حق ابنى، وأطالب بالقصاص العادل من أمين الشرطة».
واختتمت حديثها برسالة للرئيس، قالت: «اعتبره ابنك يا سيسى وهاتلى حق مصطفى».
وظلت ألماظ وأهل القرية فى انظار جثمانه لنحو 18 ساعة على مدخل القرية، لحين وصول سيارة نقل الموتى من القاهرة، حيث مشرحة زينهم التى أودعها الجثمان عقب تشريحه، وبيان ما به من إصابات أدت إلى الموت.
وبحسب تحقيقات نيابة حوادث شرق القاهرة برئاسة المستشار محمد الجرف، وبإشراف المحامى العام الأول لنيابات شرق القاهرة الكلية، فقد أطلق أمين الشرطة عيارا ناريا صوب مصطفى فأصابه بالصدر ما أدى لوفاته، علاوة على إصابة اثنين من المارة، استمعت النيابة إلى أقوالهما، أمس بعدما سمحت حالتهما الطبية بذلك، قبل أن تقرر حبس أمين الشرطة، السيد زينهم عبدالرازق، 4 أيام على ذمة التحقيق.
عيد خيرى عبدالرحيم، المصاب الأول فى الحادث، قال فى أقواله أمام النيابة إنه كان يستقل ميكروباص فى موقع الحادث، وشاهد سيارة شرطة «تقف بميدان الرحاب (المعروف بصينية العمال)، وتوجه الشرطى لسيارة الشرطة وأحضر سلاحا آليا ووجهه صوب المجنى عليه وأطلق منه أعيرة نارية استقرت فى جسده.
أما المتهم فقال فى التحقيقات التى استمرت لنحو 16 ساعة، وباشرها المستشار أحمد ربيع، إنه أسرع لسيارة الشرطة للحصول على السلاح الميرى ليستخدمه فى إطلاق النار على ملثمين مستقلين دراجة بخارية، وأنكر تهمة القتل العمد للعامل، وما تم تداوله فى الرأى العام عن عدم دفعه لثمن كوب الشاى، وقال إن إصابة الاثنين الآخرين كانت نتيجة هروب الملثمين خلف الميكروباص الذى كان يستقله أحدهما.