المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: 2020 كان من أحر 3 سنوات مسجلة

آخر تحديث: الثلاثاء 20 أبريل 2021 - 5:21 م بتوقيت القاهرة

الحرارة ترتفع 1.2 درجة مئوية فوق مستوى عصر ما قبل الثورة الصناعية

كان عام 2020 من أحر 3 أعوام مسجلة على الإطلاق، إذ بلغ المتوسط العالمي لدرجات الحرارة نحو 1.2 درجة مئوية فوق مستوى عصر ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900، وفقاً لتقرير جديد أعدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وشبكة واسعة من الشركاء.

وقال التقرير، الذي تلقت "الشروق" نسخة منه، إن الطقس المتطرف وجائحة كوفيد-19، عصفا بملايين الأشخاص العام الماضي، ومع ذلك عجز التباطؤ الاقتصادي المرتبط بالجائحة عن كبح عوامل تغيّر المناخ وتسارع آثاره.

ويوثق التقرير حالة المناخ العالمي في عام 2020 من خلال مؤشرات النظام المناخي، بما فيها تركيزات غازات الاحتباس الحراري، وزيادة درجات الحرارة في البر والمحيطات، وارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الجليد وتراجع الأنهار الجليدية، والطقس المتطرف، ويبرز الآثار على التنمية الاجتماعية الاقتصادية، والهجرة والنزوح، والأمن الغذائي، والنظم الإيكولوجية البرية والبحرية.

وكانت السنوات الست الأخيرة،منذ عام 2015، أحر السنوات المسجَّلة على الإطلاق، إذ كان العقد الممتد من عام 2011 إلى عام 2020 أحر عقد مسجَّل على الإطلاق.

وقال الأمين العام للمنظمة، البروفيسور بيتيري تالاس، إن 28 عاماً مرت منذ أن أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أول تقرير عن حالة المناخ في عام 1993، وعلى الرغم من تزايد فهم النظام المناخي والقدرات الحاسوبية منذ ذلك الحين، فإن الرسالة الأساسية لا تزال نفسها وباتت لدينا 28 سنة أخرى من البيانات تظُهر زيادات كبيرة في درجات الحرارة فوق البر والبحر، فضلاً عن تغييرات أخرى مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الجليد البحري والأنهار الجليدية، والتغيرات في أنماط هطول الأمطار.

وأضاف تالاس أن الاتجاه السلبي للمناخ سيستمر على مدى العقود المقبلة بغض النظر عن نجاحنا في التخفيف من حدة تغير المناخ، ولذلك فمن المهم الاستثمار في التكيف، ومن أقوى طرائق التكيف الاستثمار في خدمات الإنذار المبكر وشبكات مراقبة الطقس، إذ تشهد بلدان عدة من أقل البلدان نمواً ثغرات كبيرة في أنظمة الرصد الخاصة بها، وتفتقر لأحدث خدمات الطقس والمناخ والماء.

ومن ظواهر التردي المناخي، استمرار تركيزات غازات الاحتباس الحراري الرئيسية في الزيادة في عامَي 2019 و2020.

ووفقاً للتقرير، تجاوز المتوسط العالمي للكسور الجزيئية لغاز ثاني أكسيد الكربون 410 أجزاء في المليون، وإذا اتبع تركيز ثاني أكسيد الكربون التوجه نفسه، فسيبلغ أو يتجاوز 414 جزء اً في المليون في عام 2021.

ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أدى التباطؤ الاقتصادي إلى خفض مؤقت في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ولكن لم يكن له أي تأثير ملحوظ في تركيزات الغلاف الجوي، كما استمر تحّمض المحيطات وتناقص الأكسجين فيها، مما أضر بالنظم الإيكولوجية والحياة البحرية ومصائد الأسماك.

وتمتص المحيطات أيضاً أكثر من 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن الأنشطة البشرية.

وشهد عام 2019 أعلى محتوى حرارة في المحيطات على الإطلاق، ومن المرجح أن يستمر هذا التوجه في عام 2020.

ووفقاً لمرفق كوبرنيكوس البحري التابع للاتحاد الأوروبي، كان معدل ارتفاع درجة حرارة المحيطات على مدى العقد الماضي أعلى من المتوسط الطويل الأجل، مما يشير إلى استمرار امتصاص الحرارة الناتجة عن غازات الاحتباس الحراري.

وشهدت أكثر من 80% من مساحة المحيطات موجة حرارة بحرية واحدة على الأقل، إذ كانت نسبة المحيطات التي شهدت موجات حرارة بحرية قوية ما يعادل 45%، وهي أعلى من تلك التي شهدت موجات حرارة بحرية "معتدلة" 28%.

وارتفع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر في سجل القياسات بمقياس الارتفاع منذ عام 1993، وشهد مؤخراً ارتفاعاً بمعدل أعلى، ويرجع ذلك جزئياً إلى زيادة ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند وأنتاركتيكا، ومن المرجح أن يكون الانخفاض الطفيف في متوسط مستوى سطح البحر في العالم في صيف عام 2020 مرتبط اً بتغير أحوال ظاهرة النينيا.

وبوجه عام، استمر متوسط مستوى سطح البحر العالمي في الزيادة في عام 2020.

وهطلت أمطار غزيرة وفيضانات واسعة النطاق على أجزاء كبيرة من إفريقيا وآسيا في عام 2020، أثرت في جزء كبير من منطقة الساحل ومنطقة القرن الإفريقي الكبرى، مما أدى إلى تفشي الجراد الصحراوي.

وشهدت شبه القارة الهندية والمناطق المجاورة، والصين، وجمهورية كوريا واليابان، وأجزاءًا من جنوب شرق آسيا، معدلات سقوط أمطار عالية بشكل غير عادي في أوقات مختلفة من السنة.

وأثر الجفاف الشديد في أجزاء عديدة من المناطق الداخلية من أمريكا الجنوبية في عام 2020، وكانت المناطق الأكثر تضرراً هي شمال الأرجنتين وباراجواي والمناطق الحدودية الغربية في البرازيل. وقُدِّرت الخسائر الزراعية بنحو 3 مليارات دولار أمريكي في البرازيل، مع تكبد الأرجنتين وأوروجواي وباراجواي خسائر إضافية.

واستمر الجفاف الطويل الأجل في أجزاء من جنوب القارة الإفريقية، ولا سيما في مقاطعتي كيب الشمالية وكيب الشرقية في جنوب إفريقيا، على الرغم من أن أمطار الشتاء ساعدت في استمرار التعافي من ظاهرة الجفاف المتطرف التي بلغت ذروتها في عام 2018.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved