كاتب سياسي أمريكي: بدء الحرب بشأن سياسة ترامب الخارجية حال فوزه بفترة رئاسة ثانية

آخر تحديث: الخميس 20 يونيو 2024 - 11:04 ص بتوقيت القاهرة

واشنطن - د ب ا

يرى الكاتب السياسي الأمريكي جاكوب هيلبرون رئيس تحرير مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، أن ما نشره روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي السابق في عهد دونالد ترامب بمجلة فورين أفيرز الأمريكية وحدد فيه السياسة الخارجية التي سيتبعها ترامب حال فوزه بالرئاسة، والتي قال إنها ستشهد "العودة إلى الواقعية بمذاق جاكسوني"، على أنه دعوة إلى اتباع سياسة الرئيس الأمريكي الأسبق أندرو جاكسون.

ويقول هيلبرون في تحليل نشرته ناشونال انتريست إن أوبراين يسعى في حقيقة الأمر إلى شن حرب على روح سياسة ترامب الخارجية. ويستخدم اوبراين تعبير " أمريكا أولا" لتعزيز ما يبدو أنه اتجاه محافظ جديد- وهي سياسة خارجية متشددة تماما لا تتضمن أي إشارة لتعزيز الديمقراطية. وهي سياسة سوف تدعم إسرائيل بلا أدنى شك، وتدفع أوروبا إلى تحمل عبء دعم أوكرانيا، وشن حرب باردة جديدة ضد الصين، والسعي لاسقاط النظام في إيران.

ويقدم أوبراين ترامب، على أنه مثل رونالد ريجان، سوف يسعى إلى إحياء القوة الأمريكية في الداخل والخارج. ويرى أن الصين تمثل التهديد الرئيسي لأمريكا، كما كان الاتحاد السوفيتي خلال حقبة الحرب الباردة. ويتبنى أوبراين تماما عقيدة ريجان المتمثلة في " السلام من خلال القوة"، معلنا أنه في ظل قيادة ترامب الحكيمة ، يمكن أن تصبح أمريكا مرة أخرى " أفضل آخر أمل للبشرية".

ومن خلال إشادة أوبراين بترامب، فإنه يرفض فكرة أن الرئيس السابق يميل تماما لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأنه انعزالي- ويرى أن الحقيقة عكس ذلك، إذ أن ترامب دعم الناتو كما دعم التحالفات في آسيا. ولم يكن ترامب يحاول معاداة حلفاء أمريكا، ولكنه كان، ببساطة، يلتزم بنظرة موضوعية إزاء وضع أمريكا في الخارج، الذي شهد سوء إدارة بدرجة كبيرة في عهد الرئيس باراك أوباما.

ويرى أوبراين أنه بعد أربع سنوات من حكم الرئيس جو بايدن أصبح الوضع أسوأ مما كان عليه من قبل، ويقول: "يدعو هذا المستنقع من الضعف الأمريكي وحالات الفشل إلى قيام ترامب باستعادة السلام من خلال القوة".

ويدعو أوبراين إلى زيادة القوة العسكرية الأمريكية في آسيا لمواجهة الصين، بما في ذلك تعزيز القوات المسلحة الفلبينية والفيتنامية والإندونيسية، وكذلك نقل كل سلاح مشاة البحرية إلى منطقة الباسيفيك. كما يتعين على واشنطن أن تشن حربا اقتصادية وذلك من خلال وقف ربط اقتصادها باقتصاد الصين تماما.

كما يرى أوبراين أن هناك ترهلا خطيرا فيما يتعلق بهدف أمريكا في الشرق الأوسط. ويرى أن مصدر العداءات بين حماس وإسرائيل يكمن في طهران. ووفقا لأوبراين، من شأن العودة إلى حملة الضغط الأقصى ضد إيران ومنح إسرائيل الموافقة التامة لسحق حماس تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وبالمثل، يرى أوبراين أن من الممكن أن تكون هناك نهاية سريعة لحرب أوكرانيا. ويقول إن موقف ترامب سوف يتمثل في مواصلة تزويد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة ، بتمويل من الدول الأوروبية، مع الإبقاء على الباب مفتوحا للدبلوماسية مع روسيا.

ويقول هيلبرون إن وليام روجر، رئيس المعهد الأمريكي للاصلاح الاقتصادي وأحد مرشحي ترامب في السابق لتولي منصب سفير أمريكا لدى أفغانستان، يرى في تعليقه على توصيات أوبراين إن أوبراين صوت مهم بالنسبة للحديث عن السياسة الخارحية للحزب الجمهوري. وهو يدافع بحق عن سجل السياسة الخارجية لترامب خاصة تصميمه على تجنب اندلاع حروب جديدة وإنهاء "حروبنا التي لا تنتهي في الشرق الأوسط".

لكن روجر ابدى تحفظا مقنعا بشأن الصراع مع الصين، حيث يرى أنه على الرغم من أن الصين تمثل أهم تحد استراتيجي أمام أمريكا، فإن الدعوة لفك الارتباط بها ليست واقعية أو حكيمة. إذ أن ذلك سوف يلحق ضررا بالمستهلكين والمنتجين الأمريكيين على السواء. إن موقف أمريكا تجاه الصين يجب تحديده بصورة ذكية ويتعين ألا يكون موقفا رجعيا أو حربا باردة ثانية. ويرى روجر أن ترامب نفسه سوف "يتعامل مع الصين بالحكمة المناسبة خلال فترة رئاسته الثانية.

وفي ختام تحليله يتساءل هيلبرون قائلا: حرب باردة ثانية أم واقعية جديدة؟ أم" أمريكا أولا؟ أم " انعزالية"؟ الآن أطلق أوبراين الطلقة الأولى في معركة مطولة بشأن سياسة ترامب الخارجية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved