بطولة استثنائية لكل العرب.. حلم ربع نهائي المونديال يداعب وجدان 4 منتخبات عربية

آخر تحديث: الأحد 20 نوفمبر 2022 - 1:42 ص بتوقيت القاهرة

محمد عاطف

تستعد العاصمة القطرية الدوحة لاستضافة منافسات بطولة كأس العالم للمنتخبات 2022، والتي ستنطلق مساء اليوم الأحد وحتى 18 ديسمبر القادم، بمشاركة 32 منتخبا من مختلف قارات العالم.

وستكون المشاركة العربية في نهائيات كأس العالم 2022 متمثلة في أربعة منتخبات، وهم، السعودية، تونس، والمغرب، إلى جانب قطر بصفتها البلد المستضيف للبطولة.

 وستحمل المنتخبات الأربعة آمال الجماهير العربية في تحقيق إنجاز تاريخي ببلوغ الدور ربع النهائي من كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ، حيث كانت أفضل نتيجة للفرق العربية في المونديال هي الوصول لدور الـ 16، عندما تأهلت منتخبات المغرب، الجزائر، والسعودية إلى الدور الثاني من البطولة.

- السعودية بتوليفة فرنسية تريد العبور للدور الثاني

ويسعى المنتخب السعودي في مشاركته السادسة بكأس العالم، إلى تكرار إنجاز مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، عندما وصل منتخب الصقور الخضر إلى دور الـ 16 من البطولة، ولكنه خسر حينذاك أمام منتخب السويد الذي أحرز الميدالية البرونزية في تلك النسخة.

ولعب المنتخب السعودي 16 مباراة في نهائيات كأس العالم عبر التاريخ، حقق خلالهم الانتصار في 3 مباريات مقابل 11 هزيمة وتعادل في مباراتين، فيما سجل لاعبوه 11 هدفا ومنيت مرماه بـ 39 هدفا، وتمتلك السعودية أطول سلسلة تأهلا متتالية بين المنتخبات العربية في المونديال، بعدما شاركت أعوام 1994، 1998، 2002، 2006.

وسيصطدم طموح المنتخب السعودي في العبور للدور الثاني من المونديال بـ 3 منتخبات قوية، بعدما أوقعته قرعة كأس العالم 2022 في المجموعة الثالثة بجانب الأرجنتين والمكسيك وبولندا، ولكن يعوّل الجمهور السعودي على المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، في قيادة المنتخب الأخضر إلى الدور الثاني من البطولة.

واحتل المنتخب السعودي المركز الـ 51 عالميا في التصنيف الأخير للمنتخبات، الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وجاء في المركز السادس على الصعيد الآسيوي والعربي، فيما بلغت القيمة التسويقية للمنتخب قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 23.15 مليون يورو.

المغرب تسعى لتكرار إنجاز 86 بمدرب وطني

فيما يمتلك المنتخب المغربي جيلا مميزًا من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية، بقيادة المدرب الوطني وليد الركراكي، لذلك فهو من المرشحين بقوة للعبور للدور الثاني وتكرار إنجاز نسخة 1986 بالمكسيك، حينما وصلت المغرب إلى دور الـ 16 ولكنها خسرت أمام منتخب ألمانيا الغربية وصيف تلك البطولة.

وخاض المنتخب المغربي 16 مباراة في 5 مشاركات سابقة في نهائيات كأس العالم، حقق خلالهم الانتصار في مباراتين مقابل 9 هزائم وتعادل في 5 مباريات، وسجل لاعبوه 14 هدفا ومنيت مرماه بـ 22 هدفا، ويُعد منتخب أسود الأطلس أكثر المنتخبات العربية تسجيلاً للأهداف في تاريخ كأس العالم.

ولم يختلف الوضع كثيرًا مع المنتخب المغربي، حيث أسفرت القرعة عن تواجده في مجموعة صعبة بدور المجموعات، مع منتخبي كرواتيا وبلجيكا أصحاب المركزين الثاني والثالث في مونديال روسيا 2018، إلى جانب المنتخب الكندي العائد للمشاركة في البطولة بعد غياب دام 36 عامًا، وستكون المنافسة قوية بين المنتخبات الأربعة على بطاقتي التأهل للدور القادم من المسابقة.

وتواجد المنتخب المغربي في المركز الـ 22 عالميا في التصنيف الأخير للمنتخبات، الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وجاء في المركز الثاني على الصعيد الإفريقي خلف المنتخب السنغالي، فيما تصدر أسود الأطلس تصنيف المنتخبات العربية، فيما بلغت القيمة التسويقية لـ منتخب أسود الأطلس قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 236.3 مليون يورو.

تونس تبحث عن مغامرة للتاريخ

بينما يعيش المنتخب التونسي لحظات عصيبة قبل انطلاق نهائيات كأس العالم، بسبب الأزمات التي تمر بها الكرة التونسية في الأيام الماضية، نتيجة الخلاف القائم بين الاتحاد التونسي لكرة القدم ووزارة الرياضة بسبب مسألة الصلاحيات، والتي وصلت تبعياتها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وهدد بوقف النشاط الرياضي في تونس واستبعاد المنتخب الوطني من مونديال قطر.

ورغم ما تمر به الكرة التونسية من أزمات إدارية في الوقت الراهن، ولكن المنتخب الوطني بقيادة مدربه جلال القادري، واصل استعداداته لخوض نهائيات كأس العالم بشكل طبيعي، كما خاض الفريق معسكر إعداد في مدينة الدمام بالسعودية خلال الفترة بين 6 و 14 من شهر نوفمبر الجاري، قبل أن يتوجه إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في المونديال.

وسيشارك المنتخب التونسي في نهائيات كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، والذي يُعد من أكثر المنتخبات العربية مشاركة في البطولة متساويًا مع منتخبي السعودية والمغرب، ولم ينجح منتخب نسور قرطاج في التأهل إلى الدور الثاني  خلال الـ 5 مشاركات السابقة له في المونديال، ويسعى القادري لتحقيق إنجاز تاريخي للكرة التونسية، إذا وصل بمنتخب بلاده لدور الـ 16 من بطولة العالم.

ولعب المنتخب التونسي 15 مباراة في نهائيات كأس العالم عبر التاريخ، حقق خلالهم الانتصار في مباراتين مقابل 9 هزائم وتعادل في 4 مباريات، فيما سجل لاعبوه 13 هدفا ومنيت مرماه بـ 25 هدفا، ويُعد منتخب نسور قرطاج صاحبا ثاني أطول سلسلة تأهلا متتالية بين المنتخبات العربية في المونديال بـ 3 مرات، بعدما شارك أعوام 1998، 2002، 2006.

وكانت قرعة دور المجموعات لبطولة كأس العالم 2022، التي أقيمت في الدوحة بشهر أبريل الماضي، قد أسفرت عن وقوع المنتخب التونسي في المجموعة الرابعة بجانب المنتخب الفرنسي، حامل اللقب، وأحد أبرز المرشحين للوصول إلى الأدوار النهائية من البطولة، كما يتواجد أيضًا في المجموعة منتخبا الدنمارك وأستراليا.

واحتل المنتخب التونسي المركز الـ 30 عالميا في التصنيف الأخير للمنتخبات، الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وجاء في المركز الثالث على الصعيد الإفريقي خلف منتخبي السنغال والمغرب، فيما بلغت القيمة التسويقية للمنتخب قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 65.85 مليون يورو.

قطر تستغل الأرض والجمهور

فيما سيخوض المنتخب القطري نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، حيث لم يسبق له التأهل للمونديال من قبل، ولكنه سيتسلح بعاملي الأرض والجمهور في تلك النسخة، من أجل العبور إلى الدور الثاني من البطولة وتحقيق إنجاز تاريخي للكرة القطرية.

ويتولى المدرب الإسباني فليكس سانشيز القيادة الفنية لقطر منذ يوليو 2017، وخاض مع منتخب العنابي العديد من المنافسات الدولية في السنوات الأخيرة استعدادا للمشاركة في المونديال مثل كوبا أمريكا 2019، كأس الكونكاكاف الذهبية 2019، وتصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2022، كما قاد الفريق للتتويج بلقب كأس آسيا 2019.

وأسفرت قرعة دور المجموعات لمونديال 2022، عن تواجد المنتخب القطري في المجموعة الأولى، والتي ضمت منتخبي هولندا والسنغال، إلى جانب منتخب الإكوادور الذي سيخوض المباراة الافتتاحية للبطولة مع منتخب العنابي يوم الأحد 20 من نوفمبر الجاري.

 واحتل المنتخب القطري المركز الـ 50 عالميا في التصنيف الأخير للمنتخبات، الصادر من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وجاء في المركز الخامس على الصعيد الآسيوي والعربي، فيما بلغت القيمة التسويقية للمنتخب قبل انطلاق نهائيات كأس العالم 18.33 مليون يورو.

ولكن سيبقى السؤال الأهم في هذا التوقيت، هل المنتخبات العربية قادرة على الوصول إلى الدور ربع النهائي في تلك النسخة الاستثنائية من المونديال، والتي تقام في أرض عربية للمرة الأولى منذ انطلاق البطولة في عام 1930، أم سيظل الحلم العربي مُعلقًا حتى نسخة كأس العالم 2026 في المكسيك وأمريكا وكندا؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved