تحليل: اغتيال كارلوف سيزيد التقارب بين موسكو وأنقرة

آخر تحديث: الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 - 11:02 م بتوقيت القاهرة

كتب - محمد هشام:

- محللون: البلدان لا يرغبان فى التصعيد وسيستغلان الحادث للهجوم على خصومهما.. وهناك اعتقاد بمحاولات غربية لافتعال خصومة بين بوتين وأردوغان.. والمقارنة باغتيال أرشيدوق النمسا فى «غير محلها»
رأى محللون روس وأتراك، أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ونظيره التركى رجب طيب أردوغان من المحتمل أن يجدا فى واقعة اغتيال السفير الروسى لدى أنقرة أندريه كارلوف، أرضية مشتركة للرغبة فى توجيه اللوم إلى خصومهم الاستراتيجيين، لاسيما مع تحركهما السريع لاحتواء أى ضرر فى العلاقات بين البلدين عقب الحادث.

وقال مكسيم سوشكوف، الخبير فى شئون الشرق الأوسط فى مجلس الشئون الدولية الروسى، إنه «لا يوجد حافز سياسى فى موسكو أو أنقرة لتحويل اغتيال السفير إلى أزمة أوسع»، بحسب صحيفة «جارديان» البريطانية.

وأعرب سوشكوف عن اعتقاده بأن ما يجرى من مقارنات مخيفة مع حادث اغتيال ولى عهد النمسا الارشيدوق فرانز فرديناند فى سراييفو عام 1914 أى قبل نحو أكثر من قرن، «أمر فى غير محله».

ورأى الخبير الروسى، أن «أوجه الشبه المزعجة لبداية الحرب العالمية الأولى فى الأجواء، ولكن إذا تمكن أردوغان مع بوتين من إدارة الأزمة الدبلوماسية بفاعلية، لن تكون هناك عواقب وخيمة على العلاقات الثنائية بين البلدين».

بدوره، قال الكاتب الصحفى التركى مصطفى أكيول، إن «أردوغان وبوتين يريدان أن يشيرا بأصابع الاتهام إلى خصومهم المتصورين»، مضيفا «يعتقد الجانبان بوجود مؤامرة غربية لوضعهما فى حالة عداء».

من جانبه، قال أرون شتاين، الزميل البارز فى المجلس الأطلنطى (مركز أبحاث بواشنطن) إن «روسيا وتركيا لديهما حافز لإدارة هذه الأزمة. إن الإجلاء القسرى من حلب فى قلب المجهود الحربى الروسى، فى حين أن تركيا حصلت على موافقة موسكو على عملياتها فى مدينة الباب السورية والتى تهدف لوقف التوسع الكردى».

وأضاف اشتاين أن «اغتيال السفير كارلوف من المرجح أن يؤدى لمزيد من عدم التكافئ فى العلاقات الثنائية بين البلدين» موضحا أن «روسيا دائما كانت صاحبت اليد العليا، وهذا الحادث سيجعلها أقوى».

ولفتت«جارديان» إلى أن تركيا وروسيا على حد سواء تحدثا عن مؤامرة أوسع وراء إطلاق النار على السفير الروسى، إذ أشار رئيس الوزراء التركى، بن على يلدريم، إلى «قوى الظلام» التى وراء القاتل، فيما وصف بوتين اغتيال كارلوف بأنه «استفزاز» يهدف إلى إفشال تطبيع العلاقات الروسية التركية.

إلى ذلك، ذهب خبراء موالون للسلطة فى كلا البلدين سريعا للاعتقاد بوجود أيادٍ غربية وراء القتل، مرددين وجهات نظر التآمرية التى يتبناها بوتين وأردوغان.

وقال عضو مجلس الشيوخ الروسى، فرانتز كلينتسيفش، إنه «من المحتمل جدا أن يكون ممثلو أجهزة مخابرات لدول أعضاء فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) وراء قتل كارلوف».

من جهته، قال سنان أولجن، الدبلوماسى التركى السابق والباحث حاليا فى مؤسسة كارنيجى للسلام، إن «اغتيال كارلوف لن يؤدى إلى نفس الأزمة فى العلاقات بين البلدين عقب إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية على الحدود السورية فى نوفمبر 2015».

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved