أبو الغيط: العراق يتخذ خطوات ملموسة لاستعادة التوازن في علاقاته بمحيطه العربي والإقليمي

آخر تحديث: الثلاثاء 20 ديسمبر 2022 - 5:20 م بتوقيت القاهرة

كتبت- ليلى محمد

اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن العراق يشهد مرحلة تحول مهمة في تاريخه المعاصر حيث يتخذ خطواتٍ ملموسة على صعيد استعادة التوازن في علاقاته بمحيطه العربي والإقليمي. وذلك بعد تشكيل حكومة جديدة جاءت في أعقاب مخاض عسير شهد استقطاباتٍ داخلية حادة، نجح العراقيون في احتوائها بمنطق السياسة وآلية الحوار.

وأضاف أبو الغيط خلال كلمته التي ألقاها في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، في دورته الثانية بالعاصمة الأردنية عمان اليوم الثلاثاء، أن هذه الحكومة أخذت على عاتقها مهمةً صعبة من أجل استعادة ثقة الشعب وتخفيف معاناته.

وتابع : "نحسب أن العراقيين يتطلعون لمرحلة جديدة تطوي صفحة المحن والمآسي التي عانى منها العراق على مدى عقود وبما يُمكِّن هذا البلد من تحقيق الازدهار والتنمية، والقيام بدوره في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة بعيداً عن أية تجاذبات إقليمية أو مساعٍ لبسط النفوذ أو الهيمنة.

و مضي قائلا أن "العراق لا ينبغي له أن يكون ساحة للصراع أو تصفية الحسابات.وإننا نجتمع اليوم لنقول إننا ندعم حق العراقيين في أن يروا مستقبلاً أفضل لأبنائهم، وأن يحققوا تطلعاتِهم المشروعة في النمو والاستقرار بتوظيف الإمكانيات الهائلة لبلدهم.

وأشار لنقاط مضيئة على الساحة الإقليمية، حيث إدراك الدول بأن التعاون وبناء شبكات من المصالح المتبادلة، الذي يُمثل مساراً لا غِنى عنه من أجل تجاوز الصعوبات الاقتصادية، مضيفا أن موارد المنطقة يمكن أن تتعاظم مراتٍ ومراتٍ إن هي استُغلت في إطار من التعاون البنّاء.

وتابع : "تمثل المشروعات الطموحة بين عددٍ من الدول العربية -من الربط الكهربائي إلى الاستثمارات المشتركة في البنية الأساسية- طاقةَ أملٍ لشعوب المنطقة وشبابها".

واستطرد قائلا: "لا شك أن هذا الاجتماع يُعد منصةً مهمة لتعزيز هذا النوع من التعاون والتشبيك عبر الإقليم، غير أن تحقيق الازدهار للإقليم يظل رهناً بتخفيض حدة التوترات الأمنية والتهديدات".

وأكد أبو الغيط أن معالجة حالة الاستقطاب في الإقليم تبدأ من التزام جميع الأطراف بالمبدأ المؤسس للعلاقات الدولية الحديثة وهو عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ، واتباع سياسة حسن الجوار ،فضلاً عن الامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها كوسيلة لحل المنازعات.

وأوضح أن ما يعاني منه الإقليم من أزمات وصراعات متفاقمة يظل انعكاساً لاستمرار بعض الأطراف الإقليمية في مباشرة تدخلات سافرة تؤجج الصراع والعنف، وتغذي النعرات الطائفية والانقسامات.

وأكد أن هذه التدخلات الإقليمية لا تضر العراق واستقراره وسلمه الأهلي فحسب، وإنما تُسهم في زعزعة الأمن والاستقرار الإقليميين وتزيد من حدة الأزمات القائمة وتُضعف من فرص حلها.

و تابع: أن الأزماتِ الإقليمية ترتبط بحلقةٍ متصلة ولا شك أن استمرارَ الصراعِ الفلسطيني الإسرائيلي وما يشهده حل الدولتين من تراجع وتغييب في ظل صمتٍ دولي مُريب. ووسط انعطافٍ يمينيّ، حاد وخطير، في إسرائيل، وتجذُرٍ لليأس والإحباط لدى الشعب الفلسطيني ينذر بأسوأ العواقب، ويهددُ استقرارَ المنطقةِ بأسرها ويضرب جهود التعاون الإقليمي في الصميم".

وأشار إلى أن المجتمعَ الدولي مطالبٌ بتحمل مسئولياته نحو وقف هذا التدهور المُتسارع في الوضع الفلسطيني والعمل من أجل إطلاق جهد جاد لتحقيق التسوية على أساس رؤية الدولتين.

وقال الأمين العام إن "المنطقةَ تقف في لحظةٍ فاصلة بين اليأس والأمل وعواملُ الأملِ أكبر بكثير من بواعث اليأس والإحباط، ويقيني أن دولَ المنطقة قادرةٌ على خلق واقع جديد من الشراكة والتعاون والتنسيق على كافة المستويات".

وأكد على وقوف الجامعة العربية بكل قوة خلف كل جهد مخلص لمد الجسور وتعزيز شبكات المصالح المشتركة. مشددا على أن دعم العراق في هذه المرحلة ركناً أساسياً في استراتيجية النهوض الإقليمي الشامل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved