ليست الأولى.. مواقف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا المؤيدة للفلسطينيين تثير غضب الاحتلال
آخر تحديث: الأربعاء 21 فبراير 2024 - 11:30 ص بتوقيت القاهرة
منال الوراقي
بعد تصريحات الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دي سيلفا، الحادة والمعادية للاحتلال الإسرائيلي لممارساته الإجرامية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، والتصريحات المتبادلة بين البرازيل وإسرائيل، أعلنت وكالة "رويترز" البريطانية، أن الرئيس لولا دا سيلفا سحب السفير البرازيلي من تل أبيب.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن البرازيل استدعت السفير الإسرائيلي لديها من أجل توبيخه بعد سحبها سفيرها من "تل أبيب"، وبعدها، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن البرازيل قامت بطرد السفير الإسرائيلي لديها.
الأزمة الأخيرة ليست الوحيدة للرئيس البرازيلي في تأييد الفلسطينيين، فقد ذكرت فضائية "آي 24 نيوز" العبرية، في تقرير سابق أعدته، أن الزعيم البرازيلي - وهو سياسي يساري مخضرم ورئيس أكبر دولة في أمريكا اللاتينية من حيث عدد السكان - لديه سجل حافل من التصريحات المؤيدة للفلسطينيين.
وانتقد الرئيس البرازيلي دا سيلفا الممارسات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين مرارا وتكرارا خلال الأعوام الماضية، ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، انتقد دا سيلفا هجوم المقاومة الفلسطينية "حماس" على إسرائيل في البداية، لكن تلاها انتقادات عدة لما تقوم به دولة الاحتلال من جرائم في قطاع غزة.
* شبه إسرائيل بالنازيين
وكانت أشد تصريحاته، التي أدلى بها، حين خرج خلال حديث للصحفيين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على هامش مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي، واتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة" بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مشبّهًا ما تقوم به الدولة العبرية بمحرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.
وقال لولا: "ما يحدث في قطاع غزة ليس حربًا، إنه إبادة، فما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أي مرحلة أخرى في التاريخ. في الواقع، سبق أن حدث بالفعل حين قرر هتلر أن يقتل اليهود"، وفق ما نقلته "سكاي نيوز".
وسرعان ما توالت ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة والمنددة، فقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "مقارنة إسرائيل بالمحرقة النازية وهتلر تجاوز للخط الأحمر، مؤكدا أن "الرئيس البرازيلي شيطن الدولة اليهودية".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه سيستدعي السفير البرازيلي لتوبيخه بسبب تصريحات رئيسه، وبعدها أعلن وزير الخارجية أن الرئيس البرازيلي سيظل "شخصا غير مرغوب فيه" في إسرائيل حتى يتراجع عن تصريحاته، ليرد بطرد السفير الإسرائيلي من بلاده.
* إسرائيل تقتل الأبرياء من دون أي معيار
وقبل ثلاثة أشهر، اتّهم الرئيس البرازيلي إسرائيل بقتل أبرياء من دون أيّ معيار في قطاع غزة، مؤكدا أن رد إسرائيل لا يقلّ خطورة عن الهجوم الذي شنّته عليها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" في السابع من أكتوبر، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال لولا خلال حفل رسمي في العاصمة برازيليا للترحيب بالبرازيليين وعائلاتهم الذين تم إجلاؤهم من غزة، إنّه بعد الأعمال التي ارتكبتها حركة المقاومة الفلسطينية، تبيّن أن العواقب، وأن الحل الذي انتهجته إسرائيل، لا يقل خطورة عن ذاك الذي انتهجته "حماس"، إنهم يقتلون أبرياء من دون أي معيار".
واتهم دا سيلفا إسرائيل بإلقاء قنابل على أماكن فيها أطفال، كالمستشفيات، بحجّة وجود إرهابيين فيها، مؤكدا أن هذا أمر لا يمكن تفسيره، وتابع: أولاً، عليك أن تنقذ النساء والأطفال، ثم تتقاتل مع من تريد، وشدد على أن عدد النساء والأطفال الذين قُتلوا لم يسبق له مثيل.
وأثارت تصريحات دا سيلفا غضب الجالية اليهودية في البرازيل، التي تعد ثاني أكبر جالية يهودية في أمريكا اللاتينية.
* إسرائيل ترتكب جريمة جماعية
وقبلها بأيام، قال سيلسو أموريم، مستشار الرئيس لولا دي سيلفا، الذي مثّل البرازيل في مؤتمر إنساني حول غزة في باريس، إنه يؤيد "وقفاً لإطلاق النار" بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية "حماس".
وقال مستشار الرئيس البرازيلي آنذاك إن مقتل آلاف الأطفال الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على غزة يدفع للتفكير بـ"إبادة جماعية".
* الأمم المتحدة أسست إسرائيل
في أبريل الماضي، وقبل انتخابه رئيسا للبرازيل، أثار دا سيلفا غضب إسرائيل بعد قال إن الأمم المتحدة هي من أسست دولة إسرائيل.
وصرح دا سيلفا، خلال خطاب ألقاه في إسبانيا: "أن الأمم المتحدة أنشأت دولة إسرائيل في عام 1948، لكنها لم تفعل الأمر نفسه فيما يتعلق بالفلسطينيين".
وأضاف: "كانت الأمم المتحدة قوية بحيث تمكنت في عام 1948 من إنشاء دولة إسرائيل، لكنها في عام 2023، فشلت في إقامة دولة فلسطينية".
* رفض زيارة مؤسس الصهيونية
وفي استنكار لممارسات لولا دي سيلفا، ذكرت فضائية "آي 24 نيوز" العبرية، إنه في عام 2010، أصبح لولا أول رئيس دولة برازيلي يزور إسرائيل منذ أن زار الإمبراطور بيدرو الثاني فلسطين في عام 1876.
ومع ذلك، فقد رفض دا سيلفا الذهاب إلى قبر تيودور هرتزل - الذي شكل المنظمة الصهيونية وشجع اليهود على الهجرة إلى فلسطين ساعياً لتشكيل دولة يهودية - وفق جدول الزيارات الموضوع للزوار الأجانب، حيث تتم مرافقتهم لتقديم التحية في الذكرى الـ150 لمؤسس الصهيونية.
وذكرت الفضائية العبرية، أنه وبعد أيام قليلة، وضع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا إكليلا من الزهور على الرئيس الفلسطيني الراحل قبر ياسر عرفات، في رام الله.
* اعتراف البرازيل بدولة فلسطين
واستنكرت الفضائية العبرية، أنه وفي الشهر الأخير من ولاية الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا السابقة، اعترفت حكومته رسميًا بدولة فلسطينية.