الفانوس الخشبي الدمياطي ينافس البلاستيك الصيني حاملا علم فلسطين تضامنا مع غزة

آخر تحديث: الأربعاء 21 فبراير 2024 - 3:53 م بتوقيت القاهرة

حلمي ياسين

تنشط في مثل هذه الأوقات من كل عام، صناعة الفوانيس الخشبية داخل عدد كبير من ورش دمياط، خاصة الورش التي تصنع الديكور، والانتيكات والإكسسوارات بجميع أنواعها، حيث تبدأ من شهر رجب وتنشط في أواخر شعبان وتنتهي منتصف رمضان، وكل عام له خصوصيته واهتماماته، وهذا العام اتجه صناع الفوانيس إلى حرب غزة برسم العلم الفلسطيني.

قال محمد أبو قمر الباحث في التراث الشعبي، في كتابه "الحرف والمهن في مصر دمياط نموذجا"، إن صناعة الفوانيس في دمياط ترجع إلى عهد بعيد فقد ازدهرت صناعة الفوانيس في نهاية القرن الماضي في مدينة دمياط، وكان الفانوس الدمياطي يباع في الحوانيت، ويضاء بالشموع، ومن بينها فوانيس رمضان للأطفال.

وأضاف أبو قمر، لـ" الشروق"، أن مهنة صناعة الفوانيس يطلقون عليه في هذا الوقت لقب «السمكري»؛ لأنه كان يستخدم طريقة «اللحام» في صناعة الفانوس، والتي كان يتم صناعتها من بقايا علب الصفيح، التي تعبأ فيها «الجبنة» الدمياطي الشهيرة، وهو نفسه الذي كان يقوم بصناعتها، وكانت تنافس منطقة «تحت الربع» في القاهرة التي تشتهر بصناعة هذا النوع من الفوانيس حتى الآن، وكان صانعها يبدع في تشكيلها؛ ليرضي كل الأذواق مستخدما التشكيلات الهندسية المختلفة، والزجاج الملون والمعشق وقبل حلول الشهر الكريم تستخرج من المخازن لتباع في الأسواق.

أكد محمد الغرباوي الشهير بـ«حميدو» صاحب ورشة لصناعة الانتيكات، استمرار ورش دمياط في صناعة الفوانيس فهي من القرن الماضي، ولكن تبدلت صناعتها من الصفيح إلى الأخشاب، الذي تطور بشكل كبير؛ بسبب استخدام التكنولوجيا الحديثة في صناعته، مثل طباعة الصور على الأخشاب، والكتابة بالليزر، وأصبحنا نصدر الفوانيس لعدد من الدول العربية والأوروبية، ونستعد من شهر رجب، ونعمل حتى منتصف رمضان في صناعة الفوانيس، وهذا العام تميز الفانوس بطباعة علم فلسطين تعاطفا وتضامنا مع شعب غزة.

وعن الأسعار، أوضح «حميدو» أنها بالطبع زادت عن كل عام؛ بسبب ارتفاع أسعار الأخشاب ولكننا نروج لها عن طريق البيع بـ«العروض» كي نبيع أكثر وبمكسب أقل وطبعا بأسعار خاصة، وهذا يقلل إلى حد ما من البيع بسعر مرتفع.

وتابع: "قللنا من صناعة الفوانيس الكبيرة، واتجهنا لصناعة الفانوس الميدالية حتى يتاح للجميع وسعره في متناول اليد، ومع هذا لم نتخل عن ابتكاراتنا التي يتميز بها الفانوس الدمياطي كل عام، فصنعنا فانوس نتيجة رمضان الدوارة، وهي فكرة تجعل مقتني الفانوس مرتبطا به بشكل يومي، ومعظم ورش صناعة الفوانيس بدمياط، لم تتخلى عن صناعة الفوانيس المحلاة بالزخرفة والرسم على الخشب، بجميع الأحجام وبأشكال إسلامية، وزخرفية متنوعة ومودرن، ومع ذلك مازال الفانوس الخشبي الدمياطي في منافسة كبيرة مع الفانوس «البلاستيك» الذي يطلقون عليه الفانوس الصيني".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved