من أهم شخصيات مسلسل الحشاشين.. اكتشف من هو نظام الملك الوزير الأعظم في عصر السلاجقة
آخر تحديث: الخميس 21 مارس 2024 - 10:06 م بتوقيت القاهرة
محمود عماد
مع تواصل عرض حلقات مسلسل الحشاشين بطولة كريم عبد العزيز، تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمي يتواصل النقاش والبحث عن الفرقة التي أرعبت العالم فرقة الحشاشين ومؤسسها حسن الصباح.
ومن أهم شخصيات المسلسل هو الوزير الأعظم وزير الدولة السلجوقية نظام الملك والذي يقوم بدوره الفنان فتحي عبد الوهاب.
• النشأة
قوَّام الدين أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي الملقب بـ خواجة بزك أي نظام المُلك هو من مواليد طوس بخُراسان أحد أشهر وزراء السلاجقة، كان وزيرا لألب أرسلان وابنه ملكشاه.
كما ورد في كتاب "حركة الحشاشين.. تاريخ وعقائد أخطر فرقة في العالم الإسلامي" لدكتور محمد الخشت، أن نظام الملك لم يكن وزيرا لامعا وسياسيا ماهرا فحسب، بل كان داعيا للعلم والأدب محبا لهما أنشأ المدارس المعروفة باسمه "المدارس النظامية"، وأجرى لها الرواتب، وجذب إليها كبار الفقهاء والمحدثين، وفي مقدِمتهم حجَة الإسلام أبو حامد الغزالي.
تولى الوزارة للسلطان السلجوقي ألب أرسلان ثاني سلاطين الدولة السلجوقية، واعتمد من أول يوم لوزارته سياسة تقريب الرجال الأكفاء الصالحين واشترك مع ألب أرسلان في معركته الشهيرة ملاذكرد ضد الروم وعلا قدره عند ألب أرسلان جدا.
وحاول السعاة والوشاة أن يغيروا قلبه تجاه نظام الملك ولكنه لم يسمع لهم وعند موته أوصى ولده ملكشاه أن يتخذ نظام الملك وزيرا من بعده وبالفعل صار نظام الملك لملكشاه وظل على كفاءته ومقدرته العالية في إدارة البلاد.
• نفوذ يتزايد
وكما ذكر الروائي أمين المعلوف في روايته سمرثند، أن قوة الوزير نظام الملك ظهرت وتكرست نفوذه بعد وفاة ألب أرسلان، فوقف إلى جوار ابنه الأكبر ملكشاه، وكان الصراع حينها محتدما بين أفراد البيت السلجوقي، لكن ملكشاه كان أرجحهم كفة، وأقواهم نفوذا فضلا عن مؤازرة الوزير نظام الملك وتأييده له فتولى السلطنة، وأسند الوزارة إلى نظام الملك حتى تستقر الأوضاع ويعم الأمن أرجاء الدولة
أما بالنسبة للمدارس النظامية فجاءت فكرة تأسيسها بسبب انتشار المذهب الشيعي في المشرق خصوصا خراسان والعراق وغيرها من أقاليم تلك البلاد، وقد كان نظام الملك مهتما بنشر المذهب السني ومحاربة انتشار المذهب الشيعي، واعتقد أن غزو بلادهم وانتزاع فارس من قبضة البويهيين لم يكن كافيا لذلك.
ولذا فقد قرر نظام الملك البدأ بإنشاء سلسلة من المدارس التي تعلم الدين حسب تعاليم مذهب السنة، وبشكل أكثر خصوصا المذهب الشافعي بسبب كون نظام نفسه شافعيا.
بدأ بتأسيس أولى هذه المدارس في مدينة بغداد عام 457 هـ، وانتهى بناؤها في شهر ذي القعدة عام 459 هـ وحضرها جمع عظيم من سكان بغداد عند افتتاحها، وقد كلف بالتدريس بها أبو إسحاق الشيرازي.
وقد كانت مواقع إنشاء أولى المدارس النظامية هي: بغداد وبلخ ونيسابور وهراة وأصفهان والبصرة والموصل ومرو وطبرستان.
• الاغتيال
اغتيل نظام الملك في أصبهان على يد أبي طاهر الأراني، والذي هو أحد أعضاء فرقة الحشاشين بأمر من مؤسس الفرقة حسن الصباح العدو الأكبر لنظام الملك، حيث تقدم إليه وهو في ركب السلطان في صورة
زاهد، فلما اقترب منه أخرج سكينا كان يخفيها وطعنه طعنات قاتلة، فسقط صريعا.
ورغم الإمساك بقاتله إلا أنه قال، كما يروي بعض خدامه: "لا تقتلوا قاتلي فإني قد عفوت عنه وتشهد ومات"، وخلفه في الوزارة أحد خصومه وهو تاج الدين الشيرازي، الذي على ما يبدو لم يكن خير خلف لخير سلف.
وكما جاء في أكثر الكتابات أن بعد وفاة نظام الملك بخمسة وثلاثين يوما توفي السلطان ملك شاه، فانطوت صفحة من أكثر صفحات التاريخ السلجوقي تألقا وازدهارا.
وأشهر مؤلف لنظام الملك هو كتاب "سير الملوك" ، كان ذلك إنشاء لأشكال فارسية واضحة للحكم والإدارة والتي استمرت لقرون، جزء كبير من نهجه في الحكم موجود في سير الملوك.
التي هي في تقليد من الكتابة الفارسية الإسلامية المعروفة باسم "مرايا الأمراء"، يُعرف نظام الملك بالتفصيل ما تراه عدالة أن "تعطى حقها" لجميع الطبقات وأن تتم حماية الضعفاء حيثما أمكن.
يتم تحديد العدالة من خلال العرف والقانون الإسلامي ويكون الحاكم مسؤولا أمام الله، حكايات متجذرة في الثقافة الإسلامية، وأحيانا ما قبل الإسلام والثقافة والتاريخ مع أبطال مشهورين على سبيل المثال، محمود الغزنة وشاه خسرو أنوشيروان قبل الإسلام الذين كانوا يعتبرون نماذج للخير والفضيلة تظهر كثيرًا.
يُعتبر سير الملوك بمثابة نظرة ثاقبة لموقف النخبة الفارسية في القرن الثاني عشر تجاه ماضي حضارتهم بالإضافة إلى دليل على أساليب البيروقراطية ومدى تأثرها بتقاليد ما قبل الإسلام.