بورتريه مشوه لنفرتيتي.. كيف يمكن إنقاذ مصر من التماثيل القبيحة؟ «ملف»

آخر تحديث: الثلاثاء 21 يوليه 2015 - 4:29 م بتوقيت القاهرة

كتب: مصطفى ندا

• نفرتيتي و توت عنخ آمون ضحية الإهمال في وزارة الآثار

• القومي للتنسيق الحضاري: الارتجالية وعدم التنسيق من المحافظين مع الجهاز بشأن التماثيل يؤديان إلى كارثة

• الآثار ووزارة الثقافة طرف أساسي.. واستشارة الخبراء في وزارة الآثار في التماثيل القديمة أمر ضروري


الاعتزاز بالحضارة الفرعونية والاحتفاء بالشخصيات التي أثرت التاريخ المصري، قد يدفعان بعض المسئولين إلى اتخاذ قرار إنشاء نصب تذكاري أو تمثال لأحد الشخصيات التاريخية، ولكن أحيانًا تتحول التماثيل إلى كوارث، وتنقلب النُصب إلى نَصب، مثلما حدث في تمثال الملكة نفرتيتي في مدخل مدينة سمالوط بمحافظة المنيا، فيما وصفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ«أم تيتي».

الشروق حاورت فنانون تشكيليون وأساتذة في كليات الفنون الجميلة حول أسباب انتشار ظاهرة التماثيل التذكارية المشوهة وطرق الحد منها والقضاء عليها ليحل محلها تماثيل أخرى تخلد ذكرى أصحابها ومنفذيها.

• نفرتيتي وتوت عنخ آمون ضحية الإهمال في وزارة الآثار:
بهذه الكلمات عقبت الدكتورة مونيكا حنا أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية عضو الحملة المجتمعية للحفاظ على التراث والآثار، على النموذج المشوه لتمثال نفرتيتي في محافظة المنيا، وقالت إن "الفنانين التشكيليين كانوا يدركون جيدا أن النسخة الأصلية للتمثال موجودة في متحف برلين في المانيا وليس بمصر، وبالتالي فهم لجأوا إلى صورة تقريبية للتمثال الأصلي لعمل النموذج، فخرج بهذه الصورة التي اعتبرتها جميع الصحف العالمية المهتمة بالتراث بأنه أسوأ وأقبح نموذج لتمثال فرعوني في القرن الـ21.

وتوضح أستاذة علم المصريات، أن "المسئولية في عمل النماذج الخاصة بالتماثيل الفرعوينة وغيرها، تقع على عاتق الجهاز القومي للتنسيق الحضاري والمجالس المحلية للمدن والمحافظات، وكذلك كلا من وزارتي الآثار والثقافة فيما يتعلق بالإشراف على أي عمل ميداني له شأن بعمل التماثيل".

وأضافت حنا، أن "أزمة تمثال نفرتيتي لم تكن الأولى أو الأخيرة من نوعها"، موضحة، أن "وزارة الآثار المصرية تعمل بشكل غير منظم ودون وجود استراتيجية واضحة في التعامل مع ترميم القطع الأثرية وعمل النماذج من خلال وجود تباين في الرؤى لدى كل وزير يتولى منصبه؛ فيخطط بشكل آخر ومختلف عمن سبقوه، مما يضر بكل تأكيد بعمليات الترميم والآثار المصرية بصفة عامة، وآخرها ما حدث لتمثال توت عنخ آمون"، لافتة إلى أن "الخبير الألماني كريستيان أكمن، لم يقم بترميم أو معالجة التشوه الذي حدث في قناع توت عنخ آمون، وإنما أصدر توصيات للعاملين في وزارة الآثار، وبالتالي من المقرر أن يقوم بعملية الترميم وينفذ ما جاء في توصيات الخبير الألماني هم خبراء ترميم مصريين".

واقترحت عالمة المصريات، تشكيل جهاز مستقل بذاته عن الدولة، يضم مجموعة من صفوة الخبراء في مجال ترميم الآثار، يتولى الإشراف المباشر على الوزارة، فيما تقوم به من عمليات ترميم للقطع الأثرية، وفي نهاية المطاف يتولى هذا الجهاز عملية المحاسبة لأي تقصير من الممكن أن يحدث من العاملين بالوزارة في التعامل مع القطع الاثرية

وأوضحت «حنا»، أن "ما حدث لقناع توت عنخ آمون، يكشف عدم وجود برتوكول من قبل وزارة الآثار في التعامل مع القطع الأثرية، الذي أدى إلى حدوث فشل في ترميم أو معالجة الذقن".

• القومي للتنسيق الحضاري: الارتجالية وعدم التنسيق من المحافظين مع الجهاز بشأن التماثيل يبنع عنه كارثة
تحدثت «الشروق» إلى الدكتورة سهير ذكي حواس عضو مجلس إدارة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري أستاذ العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، للتعرف على ملابسات الموقف ومسئولية الجهاز تجاه النماذج المقلدة للتماثيل، فأشارت إلى وجود أدبيات لابد من اتباعها لتفادي الأخطاء عند عمل نماذج للتماثيل؛ فإذا أرادت أي محافظة أن تقيم تمثال، لابد أولا من مخاطبة الجهاز القومي للتنسيق الحضاري والحصول على تصريح رسمي لعمل النماذج الأثرية وغيرها من الجهات المختصة في وزارة الثقافة، مثلما حدث عند إقامة تمثال للرئيس الراحل أنور السادات في شبين الكوم"’

ورأت حواس، أن "أي أعمال تخص النحت الميداني، لابد أن يسأل فيها هيئة التنسيق الحضاري"، موضحة أن "كارثة تمثال نفريتي -بحسب وصفها- نابعة من قرار ارتجالي لمحافظ المنيا ومجلس مدينة سمالوط، دون أي تنسيق أو تخطيط مع الجهات المعنية، نتج عنه مصيبة في ميدان عام".

وقالت، "نموذج نفرتيتي يستحق الحصول على جائزة عالمية في القبح، بعد أن فوجئنا كجهاز قومي بوجود صور النموذج البشعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة لمخالفة آلية العمل".

وكشفت عضو الجهاز القومي للتنسيق الحضاري عن، أن المنطقة التي أقيم بها نوذج تمثال نفرتيتي غير مسلجة لدى هيئة التنسيق، وبالتالي لم تتوفر لها الحماية التشريعية، وقالت، "عندما أقرر كمحافظة إقامة نموذج لتمثال أثري، لابد أن أخاطب الجهاز، وبناءً عليه يتم تكليف لجنة مُشكَّلة من الفنانين التشكيليين لدراسة الموقف وتحديد طبيعة المكان ومستوى الرؤية وإضاءة التمثال وطبيعة المرور في الميدان محل الدراسة، حتى لا يحدث إعاقة لرؤية التمثال من قبل المواطنين ولكن ما حدث هو العكس تماما".

وختمت حديثها قائلة، "وزارة الآثار ليس لها أي علاقة بعمل نماذج التماثيل، والمسئولية كلها في يد الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ووزارة الثقافة".

• الآثار ووزارة الثقافة طرف أساسي.. واستشارة الخبراء في وزارة الآثار في التماثيل القديمة ضروري:
بدوره، رأى الدكتور علي قطب خبير الترميم الأثري، أن "عمل النماذج والتماثيل القديمة بمثابة مسئولية مشتركة بين وزارتي الثقافة والآثار، وكذلك المحافظات، مع ضرورة قيام الفنانين التشكيليين في كل محافظة باستشارة خبراء الترميم في وزارة الآثار، بالإضافة إلى التنسيق مع المتحف المصري فيما يتعلق بالنسخ المراد تقليدها من التماثيل الفرعونية".

اقرأ أيضا

أستاذ بـ«فنون المنيا»: لدينا مئات الفنانين بالكلية والمحافظة تتجاهلهم وتستعين بمقاولين

رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة: توفير النفقات وراء انتشار التماثيل المشوهة في ميادين مصر

أستاذ نحت: تشكيل لجنة من فنانيين تشكيليين متخصصين لحل فوضى التماثيل المشوهة

نحت الألباستر.. وصية الفراعنة لأبناء البر الغربي

القرنة.. مدينة أثرية يمارس أبنائها فن النحت بالوراثة

حكاية أشهر 10 تماثيل بالقاهرة.. من إبراهيم باشا إلى أحمد شوقي

بالصور.. «الشروق» تكشف ما يخفيه ستار تمثال جامعة المنصورة

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved