قد تصل للوفاة.. تعرف على تأثير الحرارة الشديدة والرطوبة على صحتك

آخر تحديث: الجمعة 21 أغسطس 2020 - 10:02 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

تُظهر الأدلة المتزايدة من الدراسات والأبحاث المختلفة أن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي آخذة في الارتفاع مسببة الاحتباس الحراري العالمي، وترتفع معدلات الوفيات بشكل متزايد مع زيادة درجات الحرارة.

قليل من هذه الوفيات يمكن تشخيصها طبيًا بأنها ناجمة عن الحرارة، حيث يسبب الإجهاد الحراري فقدان الملح والماء في العرق؛ ما يؤدي إلى تركيز الدم والذي بدوره يؤدي إلى زيادة تجلط الدم في الشريان التاجي والدماغ.

ويقول ديفيد شيرمان، أستاذ في الطب بجامعة أديلايد ورئيس سابق لمجلس الحفاظ على البيئة في جنوب أستراليا: "المخ يصبح أكثر سخونة مع مرور الوقت، والحرارة الشديدة مسؤولة بالفعل عن مئات الوفيات كل عام، إنه قاتل بيئي كبير".

وأضاف: "أكثر الأشخاص المعرضين للخطر هم كبار السن والأشخاص المصابون بأمراض مزمنة والذين يعيشون في ظروف اجتماعية واقتصادية سيئة والعاملين في الهواء الطلق والرياضيين الذين يمارسون رياضتهم في درجات حرارة شديدة الارتفاع"، مشيرًا إلى أنه "يجب التأكيد على أن الحرارة الشديدة يمكن أن تؤثر على أي شخص في أي عمر"، وفق ما ذكر في موقع "ذا كونفيرزيشن" الأسترالي.

يقول ويليام إت كالفين، أستاذ في كلية الطب بجامعة واشنطن وباحث في التهديدات المناخية: "البشر يستطيعون الحفاظ على درجة حرارة أجسامهم في نطاق العمل وفي ظروف قاسية مثل الحرارة الشديدة مع مجهود شديد".

وتسائل كالفين، في تقرير نشر حديثا، عما إذا كان الإنسان قادرًا على التكيف فلماذا تؤدي الحرارة الشديدة للطقس في وفاته أحياناً؟ وأرجعت الإجابة على السؤال هذا إلى عدة أسباب.

- الرطوبة:

يعاني النصف الشرقي من الولايات المتحدة، على سبيل المثال، من أجواء حارة ورطبة للغاية في الصيف، وذلك بسبب بخار الماء الناتج عن تواجد خليج المكسيك والبحيرات العظمى.

الموجات الشديدة من الحرارة والرطوبة قد تسبب في وفاة الأشخاص، مثلما حدث في عام 1995، بمدينة شيكاغو الأمريكية، وأدت لمقتل 739 شخصا في أسبوع واحد.

يقول كالفين عادةً ما يتبخر العرق من الجلد ويبرد، ولكن مع الرطوبة العالية والشديدة، يكون الهواء مشبعًا بالفعل ببخار الماء، وبالتالي يتوقف التبريد، ويستمر جسد الإنسان في التعرق ما يهدده بالجفاف.

يمكن لموجات الحر أن تقتل عن طريق الجفاف الناجم عن التعرق الشديد، تخلط تركيزات الصوديوم والبوتاسيوم المتغيرة في الدم بين كل من القلب والخلايا العصبية، وبالتالي قد يتوقف الإنسان عن التنفس فجأة.

- الحرارة الشديدة:

الطريقة الرئيسية الأخرى للوصول إلى نتيجة تهدد حياة الإنسان هي ارتفاع درجة الحرارة لفترة طويلة، حيث يمكن أن يؤدي إلى التهاب واسع المدى، وليس مجرد إحمرار في الوجه فقط، نتيجة لتمدد الكثير من الأوعية الدموية الصغيرة، وقد يستغرق العلاج منها شهرين إلى 12 شهرًا.

ويذكر أن التيارات الساخنة في الغلاف الجوي أدت إلى موجتين حراريتين هائلتين، قتل إحداهما في أوروبا 70 ألف شخص في عام 2003، وبعد سبع سنوات فقط، قُتل 56 ألف شخص في روسيا لنفس السبب.

وفي العشرين عامًا الماضية، تصاعدت الظواهر الجوية المتطرفة، إلى جانب موجات الحر الهائلة، حيث ارتفع عدد العواصف الشديدة، وارتفع عدد الفيضانات الداخلية الشديدة، وأصبح عدد حرائق الغابات التي بلغت خسائرها مليار دولار الآن خمسة أضعاف أرقام القرن العشرين.

يقول شبرمان في الطقس المرتفع، يحافظ الجسم على درجة حرارته الأساسية عن طريق فقدان الحرارة بعدة طرق، أحدهما هو نقله إلى بيئة أكثر برودة، مثل الهواء المحيط أو الماء، من خلال بشرتنا، ولكن إذا كانت درجة الحرارة المحيطة هي نفسها أو أعلى من الجلد -أكبر من 35-37 درجة مئوية- فإن فعالية هذه الآلية تقل بشكل كبير.

يتسبب ذلك فيما يسمى بـ"الإجهاد الحراري"، ومن أعراضه، التشنجات الحرارية، والإنهاك الحراري، الشحوب والتعرق والدوار والإغماء، إذا ارتفعت درجة الحرارة الأساسية عن 40.5 درجة مئوية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ضربة شمس، وهي حالة طبية طارئة، يمكن أن تحدث فجأة وغالبًا ما تؤدي إلى الوفاة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved