صحفى فضيحة «ووترجيت» يثير زوبعة فى مملكة «ترامب»

آخر تحديث: الجمعة 21 أغسطس 2020 - 11:37 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ منى غنيم:

ــ صحفى أمريكى يُوثق كواليس تعامُل الرئيس «ترامب» مع أزمات الاقتصاد المنهار.. ووباء «كورونا».. واحتجاجات أصحاب البشرة السوداء فى كتاب جديد

قام الصحفى الأمريكى اللامع، بوب وودوارد، بالكشف عن موعد صدور كتابه الجديد الذى يحمل عنوان «الغضب»، والذى صرح أنه سيكشف من خلاله عن تفاصيل جديدة مذهلة حول سلوك رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، داخل البيت الأبيض، وكواليس صناعة القرار؛ لا سيما فيما يخص القضايا الراهنة؛ كالاقتصاد الذى عصفت به أزمة وباء «كورونا» المُستجد، وأفكار الرئيس وقراراته بشأن الفيروس التاجى الذى أودى بحياة أكثر من 165 ألف شخص فى أمريكا، والمظاهرات الاحتجاجية التى حملت شعار «حياة السود مهمة Black Lives Matter »، وهدفت للحد من العنف ضد السود، بالإضافة إلى عدة قضايا محورية أخرى متعلقة بالأمن القومى.

أصدر «وودوارد» الذى يعمل لدى صحيفة «الواشنطن بوست» من قبل كتابا عن «ترامب» عام 2018 يحمل عنوان «الخوف»، وقد وصل الكتاب إلى قائمة الكتب الأكثر مبيعا فى الولايات المتحدة فور صدوره، كما اشتهر الصحفى الحائز على جائزة «البوليتزر» مرتين، بتقاريره المميزة، وبحثه الاستقصائى غير المسبوق من أجل الوصول للحقائق، وقد وعد هذه المرة بـ «جلب القُراء داخل المكتب البيضاوى كما لم يحدث من قبل» فى كتابه الثانى المُرتقب صدوره فى الخامس عشر من شهر سبتمبر المقبل.

ونشر جوناثان كارب، الرئيس التنفيذى لدار النشر الخاصة بالكتاب «سايمون آند شوستر» قائمة بأفضل الكتب مبيعا عن «ترامب» والتى صدرت فى وقت سابق من هذا العام، وضمت كتاب مستشار الأمن القومى السابق، جون بولتون، وابنة شقيق الرئيس، مارى ترامب، وقال فى تصريح خاص لشبكة «سى إن إن» الإخبارية: «إن كتاب الغضب هو أهم كتاب سيصدر عن دار النشر هذا العام، ويتعين على أى ناخب قراءته قبل الثالث من شهر نوفمبر المُقبل»، وأضاف أنه تجرى الآن طباعة 1.3 مليون نسخة من الكتاب.

وقد فجر «وودوارد» مفاجأة حين صرح أنه قام بنفسه بإجراء عدة مقابلات مع «ترامب» فى يناير الفائت من أجل الكتاب، وهو الأمر المُستغرب بعد أن انتقد «ترامب» كتابه الأول،«الخوف»، بشدة. وقد كشف «وودوارد» أنه طلب مرارا من «ترامب» إجراء مقابلة معه من أجل ذلك الكتاب حين كان بصدد كتابته، ولكن «ترامب» تظاهر بأنه لم يتلق الطلبات مطلقا، وكشفت عدة مصادر داخل البيت الأبيض أن «ترامب» وافق هذه المرة على إجراء 17 مقابلة مع «وودوارد» داخل البيت الأبيض، ومنتجع «مار لاجو» الشهير الذى يقضى به الرئيس عطلة عيد الميلاد، وأيضا عبر الهاتف، وذلك فى الفترة مابين شهر ديسمبر عام 2019 وأواخر شهر يوليو عام 2020.

كما كشفت دار النشر عن حصول «وودوارد» على: «ملاحظات ورسائل بريد إلكترونى ومذكرات ووثائق سرية»، بما فى ذلك 25 رسالة شخصية «مثيرة للجدل» بين «ترامب» والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون؛ حيث نقلت صحيفة «الواشنطن بوست» العام الماضى وصف مسئولين داخل البيت الأبيض مراسلات «ترامب» و«كيم» بـ بـ«رسائل الحب»، كما وصفت مصادر مُطلعة على الكتاب الرسائل بـ«غير الاعتيادية»، حتى أن «كيم» نفسه وصف العلاقة بين الزعيمين فى إحدى الرسائل ذات مرة وكأنها قادمة من «فيلم خيالى».

وفى بيان صحفى خاص بها، أعلنت دار نشر «سايمون آند شوستر» أن الكتاب الجديد سيقدم طرحا ثريا بالتفاصيل حول «الاضطرابات والتناقضات والمخاطر المصاحبة لرئاسة ترامب»، كما سيضم أيضا آراء الرئيس الفظة عن رؤساء الولايات المتحدة السابقين، واعتقاده الخاص حيال فوزه هذه المرة فى الانتخابات من عدمه، نقلا عن شبكة «سى إن إن» الإخبارية. ويأتى عنوان الكتاب من اقتباس لـ «ترامب» خلال مقابلة أجراها مع صحيفة «الواشنطن بوست»، فى مارس عام 2016 خلال حملته الانتخابية؛ حين قال: «أنا أثير مشاعر الغضب دائما، ولا أعرف إن كان هذا نعمة أم نقمة» وهى نفس المقابلة التى ألهمت عنوان «الخوف» لكتاب «وودوارد» عام 2018، حين قال «ترامب»: «إن القوة الحقيقية تكمن فى إثارة الخوف، برغم عدم رغبتى فى استخدام هذا المصطلح».

وقد احتل كتاب «وودوارد» الأول عن «ترامب» عناوين الصحف التى كشفت بالتفصيل الإجراءات غير العادية التى اتخذها موظفو البيت الأبيض لمنعه من التصرف وفقا لما وصفوه بـ «الرعونة التامة»؛ وقد نُقِل عن رئيس الأركان السابق، جون كيلى، وصفه للبيت الأبيض بعد أن دخله «ترامب» بـ «مدينة المجانين»، وقال وزير الدفاع آنذاك جيمس ماتيس: «إن الرئيس يمتلك عقلية طالب بالصف الخامس أو السادس الابتدائى»، كما وصفه محاميه الشخصى السابق، جون دود، ذات مرة بـ«الكاذب»، وأسدى له النُصح ألا يحاول أبدا أن يجرى مقابلة مع المستشار الخاص، روبرت مولر، الذى كُلِف بالكشف عن حقيقة تدخُل روسيا فى الانتخابات الرئاسية، وإلا سينتهى به الأمر مُرتديا «بذلة برتقالية اللون»، كناية عن إيداعه بالسجن.

وفى حديثه إلى صحيفة «الجارديان» البريطانية عن كتابه الأول «الخوف»، قال «وودوارد» إنه كرس نفسه لكشف الحقائق، ونقل «ما حدث بالفعل»، وأضاف أن الكثير من الناس فقدوا بوصلتهم الحيادية، وأصبحوا «منزعجين عاطفيا» فحسب بشأن «ترامب»، ووعد بفعل الشىء ذاته عبر صفحات كتابه الجديد.

يجدر بالذكر أن صيت «وودوارد» قد ذاع فى أعقاب فضيحة «ووترجيت» التى قدمها للصحف بالتعاون مع الصحفى الأمريكى، كارل برنشتاين، والتى أطاحت بالرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون فى أوائل السبعينيات من القرن الماضى، ولقد استقال «نيكسون» آنذاك لتجنب محاكمة العزل فى مجلس الشيوخ، ولكن لا يبدو أن «ترامب» سيفعل الشىء ذاته.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved