عندما لا يستطيع المرء نسيان حبه الضائع.. ما السر الذي يكمن وراء مثالية العلاقة السابقة؟

آخر تحديث: الأربعاء 21 أغسطس 2024 - 9:23 ص بتوقيت القاهرة

كولونيا - د ب أ

بغض النظر عما إذا كانت هناك علاقة طويلة تربط المرء بشخص مميز، أو إذا ذهب في موعد غرامي أو أكثر، ففي بعض الأحيان ينتهي الأمر بحزنه على حبه الضائع لفترة طويلة.

وعادة ما يعبّر الحزن على فقد "الشخص الذي صار بعيدا"، عن شعور المرء بالندم، أو بحنينه إلى فرصة قد يشعر بأنه أضاعها من بين يديه.

ولكن أيا كان السبب وراء ذلك، فإن العلاقة لم يكتب لها النجاح، إذن لماذا يبذل المرء جهدا من أجل تخطيها؟

قد يشعر المرء بأن تخطي العلاقة السابقة هو أمر مستحيل، ولكن "في النهاية، يعتبر تخطيها مجرد قرار. ومن المرجح أن يكون المرء غير راغب في تخطيها من الاساس"، وذلك بحسب ما يقوله إريك هيجمان، الأخصائي في العلاج الزواجي من ألمانيا.

وقد يكون هذا هو الحال لعدة أسباب، بداية من استمرار الأمل وحتى شعور المرء بعدم الرضا عن علاقته الحالية. وقد يفهم المرء أيضا الرومانسية بأنها تعني أن القَدَر هو الذي جمعهما سويا أولا قبل أن يفرقهما من جديد.

ومن الممكن أن تكون إحدى المشكلات أيضا هي قيام المرء بمقارنة ما كان يحتمل أن يكون مثاليا مع واقعه الحالي، وذلك بحسب ما تقوله إيلكا شوته، وهي أخصائية أخرى في العلاج الزواجي. عادة ما يكون التفكير في الماضي أكثر جاذبية بالمقارنة مع الواقع اليومي. ولكن السؤال هو، ما الذي يكمن وراء هذه المثالية للعلاقة السابقة؟

إضفاء الطابع الرومانسي على الماضي: ففي كثير من الأحيان قد يقوم المرء بإضفاء الطابع الرومانسي على علاقته السابقة، على أساس فكرة وجود علاقة مثالية كان من الممكن أن يحصل من خلالها على كل شيء مع حبيبه إلى الأبد، إلا أن الأمر لم ينجح معهما، بحسب ما يقول هيجمان. بمعنى آخر، أن يقوم المرء بالمبالغة في إضفاء الطابع الرومانسي على حبيبه، ويسلط كل آماله ورغباته عليه.

وعلى صعيد متصل، تقول عالمة النفس الالمانية، فيليسيتاس هاينه، إن هناك أسطورة وراء هذه المثالية، موضحة بصراحة أنه "ليس هناك شيء اسمه الشريك المثالي". ولكن طالما تمسك المرء بهذه الأسطورة، فإنه لن يتمكن أبدا من أن يكون سعيدا وراضيا تماما في أي علاقة.

ومن الممكن أن يؤدي التفكير في الذكريات إلى تفاقم المبالغة في إضفاء الطابع الرومانسي على العلاقة السابقة، وذلك لأنها تشير إلى أن كل شيء كان "مثاليا"، وذلك فيما تطلق عليه هاينه اسم "التأثير الرومانسي للماضي"، حيث تقول: "لقد كانت الأمور السيئة عادة ما تبدو في الماضي أقل سوءا، إلا أن الأمور الجميلة عادة ما تبدو أجمل. فنحن ننسى ما كان سيئا ونبالغ فيما كان جيدا."

فيما توضح شوته أن مثل هذه اللحظات المثالية تظهر في المقدمة، ثم يبدأ المرء في مقارنة الماضي بالواقع، وهو الأمر الذي من الممكن أن يكون له تأثير سلبي على علاقته أو حياته العاطفية الحالية، حيث يبدو له أن ماضيه كان أفضل بسبب ذكرياته المشوهة.

التوقف عن إضفاء المثالية على الماضي: توصي شوته بالتركيز على الواقع، موضحة أن "ما يساعد دائما هو عدم الانسياق وراء هذا العالم الخيالي، ولكن بالنظر إلى الواقع ورؤية ما هو عليه بالفعل."

ويمكن للمرء أن يقوم بتسجيل هذه العملية إما عن طريق الكتابة أو التحدث مع الأصدقاء المقربين أو العائلة. وتقول هاينه إن المشاركة والاستماع إلى وجهة نظر أخرى تعد أمرا مهما، لأن الأصدقاء أو أفراد العائلة لا ينظرون من خلال نظارات الذاكرة الشخصية للمرء والتي عادة ما تكون "وردية اللون"، لذلك فإن ذكرياتهم ربما تكون أكثر موثوقية بالمقارنة مع ذكريات المرء.

تخطي الامر بوعي: إن أسهل شيء يمكن فعله دائما هو توفير المزيد من الأمور الإيجابية في الوقت الحاضر، والتي تربط أفكار المرء بالحاضر، حتى لا يكون لديه وقت للتفكير في الماضي، بحسب ما تقوله هاينه.

ومن جانبه، يقول مدرب العلاقات هيجمان إنه يمكن للمرء تخطي الأمر بمجرد أن يشعر بأن لديه الإلهام والحافز للقيام بذلك. ومن الطبيعي تماما أن تكون هناك رغبة لدى المرء في استعادة حبيبه السابق خلال مرحلة انفطار القلب. ولكن يتعين على المرء أن يتذكر أن هذه المرحلة ستمر إذا تخلى عن هذه الأفكار بوعي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved