علي إسماعيل نجم افتتاح «الموسيقى العربية».. أعماله أعادت للأذهان العصر الذهبي للغناء المصري

آخر تحديث: الجمعة 21 أكتوبر 2022 - 6:41 م بتوقيت القاهرة

تقرير: أمجد مصطفى

نيفين الكيلاني: الموسيقى جزء أصيل وراسخ في هويتنا
جيهان مرسي: المهرجان يربط الماضي بالحاضر

علي إسماعيل هو نجم حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية الـ31 الذى أقيم أمس، هذا هو المختصر المفيد، فأعمال هذا الفنان التى قدمت خلال تلك الليلة أو التى لم تقدم بسبب الوقت المحدد، تؤكد أننا كنا أمام فنان كبير، متنوع، ثرى، متدفق، وأتصور أن هذا الفنان ظُلم كثيرا، ولم ينل فنه حقه من الاهتمام، لقد اهتم الموسيقيون والمطربون فى عالمنا العربى بأعمال محمد عبدالوهاب ورياض السنباطى وبليغ حمدى وكمال الطويل ومنير مراد وغيرهم، وتناسوا فنانا بحجم على إسماعيل قدم الأغنية الوطنية والعاطفية، وموسيقى أهم الأفلام المصرية وأغانى الاستعراضات الخاصة بفرقة رضا وغيرها، وهو الموزع الموسيقى الذى صاغ أعمال الكبار بكل براعة، وأضاف لها الكثير دون أن يقول إنه بطل هذا العمل، وهو قائد أوركسترا بارع، كما ساهم فى تطوير الفلكلور المصرى بحسن صياغته لموسيقاه.
أيضا ظُلم على إسماعيل نجم الافتتاح عندما أطلقنا عليه بيتهوفن العرب، مع كل الاحترام لعبقرية بيتهوفن، لكن على إسماعيل هو شخصية موسيقية مستقلة بذاتها لا تشبه أحدا ولا تتشبه بأحد، قدم الموسيقى المصرية فى ثوب لم نعتده قبل ظهوره، لم يقلد الخواجات، بل إن جملته الموسيقية المصرية هى أبلغ رد ودليل على نبوغه الموسيقى، عندما تستعرض أعماله، لابد أن تصيبك الدهشة من فرط حلاوة ما يقدمه.
(أم البطل، يا سمر يا سكر، السكر النبات، كايدة العزال، يا مغرمين، العتبة جزاز، عيب اعمل معروف، إدى العيش لخبازه، فالح يا وله»، كما لحن لعبدالحليم حافظ فى مطلع حياته 11 أغنية هى: «الأصيل» و«الجدول» و«مركب الأحلام» و«ماتصدقنيش» و«حبيبى فى عينيه» و«العيون بتناجيك» و«غنى غنى» و«انت غريب» و«افترقنا» و«يا مغرمين».
مؤلف موسيقى «الملاية اللف» و«مولد السيدة» و«شوى العصارى» و«زرونى»، ووضع الموسيقى التصويرية للأفلام، أبرزها: «الأرض، إجازة نصف السنة، غرام فى الكرنك، عروس النيل، صغيرة على الحب، شفيقة القبطية، المماليك»، كما وزع أغانى عبدالحليم حافظ: «السد العالى، ونشيد الوطن الأكبر، حبيبها» وأغانى أعياد الثورة. تلك بعض أعماله بين تلحين وتوزيع هل هناك تشابه ولو من بعيد بين كل عمل منها.
كما أنه قاد أوركسترا فرقة رضا للفنون الشعبية، عندما كوَّن الأخَوان رضا (على رضا ومحمود رضا) فرقة رضا للفنون الشعبية ــ كان على إسماعيل رئيس الفرقة الموسيقية ومؤلف موسيقى الرقصات والتابلوهات الاستعراضية، منها: رنة الخلخال، المجنونة نين زين، رقصات صعيدية، العرقسوس، حلاوة شمسنا، وغيرها.
كون (فرقة الثلاثى المرح)، فقدم لهم العتبة جزاز، يا أسمر يا سكر، مانتاش خيالى ياوله وغيرها، ولحن على إسماعيل جميع الأغانى والموسيقى التصويرية لأفلام فرقة رضا وهى: إجازة نص السنة، غرام فى الكرنك، حرامى الورقة كما وضع الموسيقى التصويرية لكثير من الأفلام المصرية التى عاشت فى وجدان الشعب المصرى وأهمها:
الأيدى الناعمة، السفيرة عزيزة، الحقيقة العارية، معبودة الجماهير، وهل ننسى موسيقى فيلم الأرض الذى لحن فيه الأغنية التى تقشعر لها الأبدان «الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا».
أمَّا عن الأغانى الوطنية فقد قاد الأوركسترا فى حفلات قيام ثورة 23 يوليو فترة العدوان الثلاثى على مصر 1956 ولحن أغنيته (دع سمائى) التى غنتها فايدة كامل.
وقاد الفرقة الموسيقية للأغانى الوطنية الرائعة لعبدالحليم حافظ وكمال الطويل فى أعياد الثورة مثل (المسئولية، صورة، مطالب شعب).
فى السبعينيات فى حرب أكتوبر 1973 قدم أغنيات (رايات النصر) للمجموعة ولحن لشريفة فاضل أغنية (أم البطل)، «رايحين شايلين فى إيدنا سلاح»، والنشيد الوطنى الفلسطينى (فدائى) سنة 1972، هذا هو باختصار على إسماعيل.
وكانت ليلة الافتتاح قد شهدت تقديم مجموعة من أعماله موسيقى خان الخليلى وغرام فى الكرنك والأيدى الناعمة والأرض وشفيقة القبطية وقصر الشوق، ومن الأغانى حلاوة شمسنا أداء حنان عصام، وأم البطل أداء الميرة أحمد، ويا مغرمين أداء أحمد عفت، رايحة فين يا عروسة أداء نهى حافظ، ويا مراكبى أداء وليد حيدر، دع سمائى غادة آدم، والختام بأغنية الأقصر بلدنا أداء محمد رشاد. صاحب تلك الأعمال باليه أوبرا القاهرة تصميم أرمينيا كامل، إلى جانب عرض مقاطع من الأفلام التى قدمت موسيقاها فى خلفية المسرح عبر شاشة ضخمة، لذلك عاش الحضور مع العمل الأصلى بمصاحبة الموسيقى الحية للأوركسترا الذى قاده ببراعة المايسترو أحمد عاطف، وفى تلك الليلة كان الأوركسترا فى أعلى مستوى بالتأكيد فالعزف يختلف عندما تكون الموسيقى لعلى إسماعيل، لذلك كان الأوركسترا من نجوم الليلة مع الأصوات الشابة من أبناء الأوبرا، وجميعها أصوات واعدة، تمثل مستقبل الأغنية المصرية ودار الأوبرا.
وكانت الليلة قد بدأت بكلمة لجيهان مرسى مديرة المهرجان قالت فيها: إن مـصر خطت فى السنوات الأخيرة خطوات كبيرة وغير مسبوقة فى بناء الإنسان المصرى وخلـق بيئة ثقافية للمبدعين كافـة عـلى جميع المستويات، تمتد فوائدهـا للأجيال القادمـة، وأضافت أن مصر فى عهـد الرئيس عبـد الفتـاح السيسى شيدت مدنـا جـديـدة حضارية تليق بالإنسان المصرى وفى كل مدينة جديدة كان للفن والثقافة مساحة تؤكد الاهتمام بالإنسان المصرى ووجدنا الفنـون حاضرة فى أجندة الدولة للعبور إلى المستقبل، وأمام هذا التطور الكبير الذى تشهده مصر سعينا أن نلاحق الركب والتطور بتقديم دورة تليق باسم مصر حاولنا خلالها أن نربط الماضى بالحاضر ونحن ننظر للمستقبل بفلسفة وفكر مصر الجديدة.
ونوهت أن المهرجان ليـس ليالى غنائية فقط، لكننـا بالتوازى مع جميع الليـالى نـقـدم المؤتمر العلمى الذى يضم علماء وخبراء الكل جـاء بأبحاثه العلمية لخدمة الموسيقى العربية من خلال توصيات مهمة تعمل على الارتقاء بالموسيقى العربية، كما وجهت الشكر للشركة المتحدة ووصفتها بشركاء النجاح لأنها نقلت المهرجان عبر شاشاتها إلى كل ربوع مصر.
وأنهت كلمتها بتأكيدها على أن الدولة المصرية تسعى لبناء الإنسان المصرى وهو الهدف الذى أصبح بمثابة تكليف لنا وأصبحنا جميعا جنودا من أجل تحقيقه.
ثم تحدثت الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة قائلة: واحد وثلاثون دورة هى عمر هذا المهرجان العريق، ويلمع فيه على مدار خمس عشرة ليلة نجوم الغناء والطرب فى مصر والوطن العربى، ليتأكد أن الموسيقى جزء أصيل وراسخ فى هويتنا، وأحد أسلحة قوتنا الناعمة وسبلها للتواصل مع أشقائنا فى كل البلاد العربية، وتابعت، المهرجان ولد كبيرا على يدى إحدى زعيمات الفن المصرى الراحلة الدكتورة رتيبة الحفنى وما يزال على مدار دوراته يقدم الفن الأصيل والجاد كل عام كما يناقش المؤتمر المصاحب له من خلال موائده البحثية كل ما يستجد فى الموسيقى، مؤكدة أن المهرجان يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن مصر ستظل حائط الصد وحاملة راية الفنون والإبداع والثقافة، ثم أعلنت افتتاح الفعاليات.
ثم قامت بمصاحبة الدكتور مجدى صابر رئيس الأوبرا وجيهان مرسى مديرة المهرجان بتكريم 16 شخصية ساهمت فى إثراء الحياة الفنية فى مصر والوطن العربى هم اسم الموسيقار الكبير الراحل على إسماعيل وتسلمتها ابنته شجون، واسم المؤرخ والناقد الموسيقى الراحل الدكتور زين نصار عضو اللجنة العلمية لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية وتسلمها نجله أحمد، الفنان اللبنانى راغب علامة الذى يتسلم التكريم خلال حفله، الشاعر هانى عبدالكريم، الموسيقار مودى اﻹمام، الفنان البحرينى أحمد يوسف الجميرى، الفنان الكويتى يعقوب الخبيزى، الدكتور عاطف إمام أستاذ آلة الناى والعميد الأسبق لمعهد للموسيقى العربية الدكتورة رشا طموم الأستاذ بقسم النظريات والتأليف الموسيقى بكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان ورئيس اللجنة العلمية لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، الدكتور نبيل الدراس رئيس تحرير مجلة البحث الموسيقى الصادرة عن المجمع العربى للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية، الدكتور صالح رضا صالح مصطفى رضا، عازف القانون الدكتور ماجد عسكر، فنان الخط العربى محمد يوسف عبداللطيف المغربى رئيس النقابة الفرعية للخطاطين بالإسكندرية والمشرف الفنى بمدرسة محمد إبراهيم للخط العربى بالإسكندرية، الموسيقار حسين فوزى، شاعر العامية والأديب والسيناريست شوقى حجاب، الفنانة والإعلامية صفاء أبو السعود التى أضفت بهجة كبيرة خلال ظهورها على المسرح وقامت بغناء بعض أعمالها التى عرضت خلال وجودها على المسرح.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved