زيلينسكى: الجهل وراء تعاطف بعض الأوروبيين مع روسيا.. والمعرفة هى الجواب على الجهل

آخر تحديث: الجمعة 21 أكتوبر 2022 - 7:21 م بتوقيت القاهرة

أسماء سعد ومنى غنيم

أحمد بدير: الأزمات الاقتصادية فى أوروبا تنعكس على واحد من أكبر معارض الكتب فى العالم

يختتم غدا الأحد معرض فرانكفورت الدولى للكتاب فعاليات دورته الحالية التى افتتحها الرئيس الألمانى فرانك ــ فالتر شتاينماير والملك الإسبانى فيليبى السادس مساء الثلاثاء الماضى، وافتتح أمام جمهور القراء، أمس الجمعة، ويشارك فى المعرض حوالى 4 آلاف جهة عرض من 95 دولة. وحضره عدد كبير من الناشرين البارزين والكتاب والمفكرين من مختلف دول العالم. وتحل إسبانيا ضيف شرف على الدورة الحالية للمعرض فى نسخته الـ 74، والتى تأتى بعد اجتياز أزمة وباء كورونا. ويعد المعرض الأكبر والأهم فى العالم، ويمثل قيمة ثقافية وأدبية كبيرة ورفيعة المستوى، حيث يلتقى بالمعرض عشرات الآلاف من المثقفين والكتاب والباحثين والناشرين من شتى الدول، ويتم أيضا طرح عشرات الألوف من عناوين الكتب من كل الثقافات.
وخلال فعاليات المعرض ألقى الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى خطابا مصورا، شدد من خلاله على أهمية المعرفة وتحصيل المعلومات فى النضال من أجل السلام والحرية، وذلك بعد مرور ٨ شهور على الغزو الروسى لبلاده فى ٢٤ فبراير الماضى.
وأشار «زيلينسكى» إلى أن ذلك الأمر ينعكس بوضوح على الصراع الروسى الأوكرانى الذى ينشغل به العالم اليوم؛ فالجهل ونقص المعرفة هما السببان الرئيسيان اللذان يدفعان العديد من الشخصيات العامة فى أوروبا إلى التعاطف مع روسيا ومحاولة إيجاد سبل للتحاور معها، وهو نفس الجهل الذى يؤدى بالعديدين إلى التسامح مع السياسات الإرهابية التى تطبقها بعض الدول مثل إيران، على حد تعبير الرئيس الأوكرانى.
وقال إن «المعرفة هى الجواب على الجهل، الكتب والنصوص الوثائقية والمقالات والتقارير هى الإجابات على كل الأسئلة المحيرة التى تعتمل بالعقول حول طبيعة الصراع».
ووجّه «زيلينسكى» دعوة للمؤلفين والقائمين على صناعة النشر من أجل كتابة ونشر وتوزيع كتب «عن أولئك الذين يضعفون قوة أوروبا»، مشيرًا فى ذلك إلى روسيا وإيران اللتين خرجتا من إطار تصدير ثقافتهما للعالم، وأصبحتا «أداتى هدم» تصدران «الموت فقط» للعالم.
وقال الرئيس الأوكرانى إن أقرب مثال على ذلك كان الطائرات بدون طيار الإيرانية التى استخدمتها روسيا فى الهجمات الأخيرة على أوكرانيا.
واختتم الرئيس كلمته بدعوة المؤلفين والناشرين للحضور إلى أوكرانيا ومشاهدة مخلفات الحرب بأعينهم.
وعقب بث كلمة الرئيس المسجلة مسبقًا باللغة الأوكرانية، ألقى رئيس جمعية الناشرين وبائعى الكتب فى أوكرانيا، أولكسندر أفونين، كلمة حض من خلالها على إنشاء صندوق ثقافى لتمويل الترجمات من وإلى اللغة الأوكرانية من أجل إطلاع البشر فى كل مكان على الهوية الثقافية لتلك البلدان المستهدفة من قِبَل الدب الروسى.
وقال إن الأموال التى سيتم التحصل عليها فى حال إنشاء ذلك الصندوق يمكنها أن تُسهّل أيضًا عمليات الاستحواذ للمكتبات الأوكرانية ودعم الناشرين الأوكرانيين الذين يعانون من العدوان الروسى.
واقترح «أفونين» أن يتولى تأسيس وإدارة هذا الصندوق اتحاد الناشرين وبائعى الكتب الألمان ورابطة الناشرين الأوروبيين، نقلًا عن موقع «تيليجراف إنديا» الإخبارى.
وعلى جانب آخر أعرب مدير المعرض يورجن بوس عن سعادته بأن معرض فرانكفورت يُقام وأخيرًا بشكل شبه طبيعى، بعد معاناته خلال العامين الماضيين بسبب تفشى جائحة فيروس كورونا (كوفيد ــ 19)، وقد أقيم المعرض عام ٢٠٢٠ بشكل افتراضى، بينما شارك حوالى 200 كاتب فقط فى معرض العام التالى.
وقد تم افتتاح الدورة الحالية للمعرض للجمهور دون أى قيود، ولكن عدد الدول المشاركة (أكثر من 90) لا يزال أقل من العدد المسجل فى عام 2019 قبل الجائحة.
وقال أحمد بدير، مدير عام دار الشروق: إن هناك عدة ملاحظات متعلقة بمعرض فرانكفورت الدولى للكتاب، منها استشعار «محدودية» حجم المعرض وفعالياته والتجهيزات بداخله، مقارنة بسنوات أخرى سابقة، مع الوضع فى الاعتبار أنه تم إلغاؤه فى العام 2020 بسبب كوفيد 19، ثم عاد فى 2021 بفعاليات نصفها أونلاين ونصفها الآخر داخل المعرض.
وأضاف بدير: السنة الحالية هى الأولى التى يفترض رجوعه بشكل طبيعى بعد تأثيرات انتشار وباء الكورونا فى العالم، ولكنه تأثر تاليا بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، كاشفا عن أن «الناشرين البريطانيين» أكثر من يظهر عليهم التأثر بسبب الأزمات الاقتصادية، فالأمر مثير للاستغراب الشديد إذ تم تغيير الأسعار 3 مرات فى عام واحد، بدولة يفترض أنها تتمتع باستقرار سعرى وتضخم أقل.
وأوضح أن باقى دول أوروبا وناشريها، قد بدا عليهم التأثر، إلا أن ذلك التأثر يكون واضحا لدى الناشر الإنجليزى، خاصة عند الوضع فى الاعتبار أن إنجلترا فى عالم النشر هى أحد أكبر اللاعبين فى العالم، لا تضاهى الولايات المتحدة الأمريكية، لكنها تأتى فى مركز عالمى تالٍ لها مباشرة، لذا فإن تأثرها، يؤثر فى العالم أجمع.
«كانت هناك أرفف ومساحات لناشرين صغار، لكنها تتمتع بتصميم جذاب، وطريقة ساحرة فى العرض، واعتماد على ديكورات شديدة الجمال، غاب ذلك عن المعرض بشكل واضح» هكذا أوضح مدير عام دار الشروق، الذى أكد أن ذلك له معنى يتعلق بالأزمة الاقتصادية أيضا، وأنه من ملاحظاته عن أجواء المعرض، فإن الإصدارات باتت أقل بشكل واضح.
وتطرق بدير إلى أنه وعلى غير العادة، لا وجود لمؤلف ضخم، صاحب كتاب يشكل «حدثا كبيرا» بإصدار هام ومتميز كما كان يجرى دائما، ورغم ذلك لا يزال المعرض فى رأيه الأهم فى العالم بكل تأكيد، رغم تأثره بما يدور حوله فى العالم، وأن الأمر يصل إلى حد تداول أن أزمة الغذاء فى أوروبا تتجسد فى بعض ملامح معرض فرانكفورت للكتاب، فالأماكن المخصصة للخدمات، ومنها الطعام تنفذ كمياتها سريعا، وتزدحم أمامها الطوابير، وهو أمر غير مسبوق.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved