بعد اغتيال قادته.. هل استعاد حزب الله قدراته وتوازنه بعد الضربات الإسرائيلية؟

آخر تحديث: الإثنين 21 أكتوبر 2024 - 2:54 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

ما زال التصعيد الدامي بين حزب الله اللبناني وإسرائيل مستمرا، بعدما شن الطرفان هجمات عسكرية مكثفة على مدار أشهر، فيما قادت إسرائيل سلسلة اغتيالات لأهم قادة الحزب اللبناني على رأسهم حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، والذي يقوده منذ أكثر من 32 عاما، وقادته العسكريين فؤاد شكر وإبراهيم عقيل وعلي كركي وغيرهم.

ليعود حزب الله ويشن هجمات مضادة ضد إسرائيل، كان أبرزها استهداف طائرة مسيرة انتحارية مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا، في خطوة غير مسبوقة من حزب الله، حيث يعتبر أول استهداف ناجح لمنزل نتنياهو في تاريخ الصراع العربي مع الاحتلال، عكس تصعيد جديد باستخدام الطائرات المسيرة في استهداف مناطق حساسة داخل العمق الإسرائيلي وأظهر وجود فشل استخباراتي كبير.

وبالرغم من تكثيف الهجمات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي المستمرة ضد نقاط ارتكاز حزب الله جنوبي لبنان واغتيال قادته واحدا تلو الآخر، إلا أن عودة حزب الله لتكثيف هجماته على عدة مناطق إسرائيلية بالصواريخ والمسيرات، جعل البعض يتساءل: هل استعاد الحزب توازنه في مواجهة إسرائيل؟

- خبير عسكري لبناني: نجح باستعادة المنظومة القيادية للسيطرة

نقلت فضائية "الحرة" الأمريكية عن الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني نزار عبدالقادر، أن حزب الله "استعاد أنفاسه" في إشارة إلى الهجمات الأخيرة التي شنها على إسرائيل.

ويرى عبد القادر، أن حزب الله نجح في استعادة المنظومة القيادية للسيطرة، من خلال تعزيز قياداته العسكرية العليا بكوادر وقيادات؛ لأن أسلوب العمل والخطة تغيرتا، مشيرا إلى أنه بدأ بوضع خطة جديدة أكثر فعالية من كل ما فعله منذ دخوله بحرب غزة في 8 أكتوبر الماضي.

- قائد في الجيش الأردني: لم يفقد قدراته العسكرية بعد

ويرى الفريق ركن قاصد محمود نائب رئيس هيئة أركان الجيش الأردني سابقا، أن حزب الله لم يفقد قدراته العسكرية بعد، وأنه يعمل وفق خطة التصعيد التدريجي مع إسرائيل، لافتًا إلى أنه من المرجح أن يتطور القتال بين الجانبين لمستويات أعلى من المستويات الحالية، وفق ما نقل موقع "إرم" الإماراتي.

وأكد أن هجوم حزب الله يمثل رسائل قوية لإسرائيل، أولها أنه لم يفقد قدراته العسكرية، وأنه بالرغم من عمليات الاغتيال التي طالت عددًا من قيادات الصف الأول؛ إلا أن لديه القدرة على مواصلة القتال.

وتابع: "أما الرسالة الثانية: "فتتمثل في أن حزب الله قادر على رفع وتيرة المواجهة، وزيادة كلفة الخسائر العسكرية والأمنية الإسرائيلية"، مبينًا أن الرسالة الثالثة تتمثل في أن الحزب لم يستخدم بعد جميع قدراته العسكرية.

- عميد لبناني: الفجوات لم تؤثر على القرار الميداني

ويرى العميد اللبناني المتقاعد محمد رمال، أنه عندما يتمكن حزب الله من إطلاق مئات الصواريخ يوميا، ومن أكثر من منصة وموقع في ظل التفوق الجوي الإسرائيلي، فهذا يعني أن آليات التنسيق فعالة بين الوحدات المقاتلة؛ لأن ذلك يتطلب تنسيقا دقيقا بين من يقوم بإلهاء القبة الحديدية ومن يطلق المسيرات.

وأوضح: "يبدو أن الفجوات التي حصلت على مستوى القيادة لم تؤثر على القرار الميداني، وهو ما يتجلى على الحدود البرية، حيث إن العدو الإسرائيلي عاجز عن الدخول"، وفق ما نقلت عنه صحيفة "الشرق الأوسط".

وأضاف: "مَن يلاحظ ارتفاع وتيرة إطلاق الصواريخ يستخلص أن هناك مخزونا يطمئن له الحزب؛ لأنه يعرف أنها حرب مفتوحة ليس معروفا متى تنتهي، وبالتالي الأرجح أن تكون لديه خطة للتعامل مع الاحتياطي الذي لديه".

- خبير عسكري واستراتيجي لبناني: نجح في استعادة قدرته الردعية

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني العميد إلياس حنا، في حديث لفضائية "الجزيرة"، إن حزب الله نجح في استعادة قدرته الردعية في مواجهة إسرائيل، محدثا تحولا استراتيجيا في ميزان القوى.

وأضاف أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وخاصة القبة الحديدية، أصبحت عاجزة عن توفير حماية شاملة لإسرائيل في مواجهة التهديدات الجديدة التي يفرضها حزب الله.

وتابع أن تأثير اغتيال قيادات حزب الله على استراتيجيته استلزم وقتا لإعادة التوازن وتفعيل القيادة والسيطرة، مضيفا: "اليوم، انتقلنا إلى مرحلة جديدة حيث يسعى حزب الله لرفع مستوى الردع من جديد".

- خبير إسرائيلي: يستعيد توازنه الاستراتيجي

من جهته، قال الخبير الأمني الدولي في الجامعة العبرية في القدس، دانييل سوبلمان، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن حزب الله لا يزال قادرًا على توجيه الضربات، مضيفا: "هذا مؤشر واضح على أن حزب الله يستعيد توازنه الاستراتيجي بعد الضربات المدمرة الأخيرة التي تلقاها قيادته وأجهزة القيادة".

- عسكري لبناني: يستعيد قواه بعد الضربات

أما العميد اللبناني المتقاعد جورج نادر، فيرى أن العمليات الأخيرة التي نفذها حزب الله توحي بأنه يستعيد قواه بعد الضربات المتلاحقة التي تلقّاها، متابعا: "حتى ولو تم قطع طرق إمداده فهو قادر على الصمود؛ لأن لديه احتياطاته التي باتت محدودة بعد ضرب جزء كبير من مخازنه".

وأضاف أن وضع القيادة والسيطرة داخل الحزب مهزوز، بوصف أن تسليم قادة جُدد مهام القادة المخضرمين الذين تم اغتيالهم ليس بالأمر السهل والفعّال.

- مستشار البنتاجون: اجتهادات من القيادات الأقل مستوى

من جهته، قال المستشار السابق في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لشئون الشرق الأوسط، كاظم الوائلي، لفضائية "سكاي نيوز" البريطانية، إن حزب الله فقد قيادته وما يجري اجتهادات من القيادات الأقل مستوى في السلم العسكري.

وأضاف الوائلي، أن تصعيد حزب الله يأتي في ظل عدم وجود قيادة مركزية لوضع حدود للاشتباك، متابعا: "من الناحية التكتيكية أعتقد أن ضربات حزب الله ستزداد.. نحن ندخل في مرحلة الضربات الإسرائيلية وردود الفعل بين حزب الله وإسرائيل"، موضحا أن ما يميز الضربات الأخيرة لحزب الله هو تحديد الهدف وإحداث خسائر مباشرة.

- يديعوت أحرنوت: قيادات مجهولة لإسرائيل

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، عن مسئول إسرائيلي، أن حزب الله أعاد تعزيز صفوف قيادته بعناصر كانت أسماؤهم غير معروفة سابقًا لإسرائيل؛ ما أتاح له مواصلة القتال ضد إسرائيل رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها.

وأشار المسئول الإسرائيلي، إلى القادة الجدد كانوا في السابق قادة من مستوى أدنى؛ مما ساهم في قدرة حزب الله على تنفيذ عمليات عسكرية رغم الضغوطات المتزايدة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved