مصر تستضيف اجتماعا دوليا لبناء السلام في أفريقيا الاثنين المقبل
آخر تحديث: الجمعة 21 نوفمبر 2014 - 4:02 م بتوقيت القاهرة
سنية محمود
تُنظم وزارة الخارجية تحت رعاية وزير الخارجية الوزير سامح شكرى، وبالتعاون مع سكرتارية الأمم المتحدة، اجتماعاً دولياً حول تعزيز البُعد الإقليمى لأنشطة بناء السلام، خاصة فى إفريقيا، يوم الاثنين المقبل.
وسوف يشارك عدد من الدول الأفريقية والأطراف الدولية المعنية بدعم جهود بناء السلام والتنمية فى الدول الخارجة من النزاعات، إضافة لعدد من المانحين كبرنامج الأمم المتحدة للتنمية والبنك الدولى وبنك التنمية الإفريقى، كما سيُشارك فى أعمال الاجتماع مجموعة من كبار المسؤولين الدوليين، من بينهم مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة لدعم بناء السلام ورئيس لجنة بناء السلام فى الأمم المتحدة، علاوةً على عدد من المندوبين الدائمين فى الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى والسفراء الأجانب المُعتمدين فى القاهرة.
ويأتى انعقاد الاجتماع دعماً من مصر للمُراجعة المُقررة لهيكل الأمم المتحدة لبناء السلام عام 2015 وفقا لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة، والتى تُجرى كل خمسة أعوام بهدف مراجعة التقدُم المُحرز فى تنفيذ توصيات لجنة بناء السلام فى المنظمة حول الأنشطة التى يتم تنفيذها لاستعادة الأمن والاستقرار والتنمية فى الدول الخارجة من النزاعات ومنع عودتها للانزلاق إلى مرحلة النزاع مجدداً.
وسيُركز الاجتماع، حسب بيان أصدرته وزارة الخارجية الذى سيأخذ صورة ورشة عمل، على سبُل تعزيز البُعد الإقليمى لأنشطة بناء السلام فى أفريقيا استنادا لخبرات وتجارب الاتحاد الأفريقى والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية فى القارة، خاصة فيما يتعلق بدعم نجاح العمليات السياسية وبناء مؤسسات الدولة فى حالات ما بعد النزاع لضمان تحقيق السلام والاستقرار بعيد المدى، وبما يُسهم فى إعداد مُداخلات تُقدمها إفريقيا للأمم المتحدة حول سبل تعزيز البعد الإقليمى لأنشطة بناء السلام، وصولاً لزيادة انخراط القارة فى التعامل مع السياسات والأنشطة ذات الصلة فى الأمم المتحدة وعلى المستوى الدولى ككل.
ويُشار إلى أن مصر أسهمت بدور رئيسى فى بلورة سياسات الأمم المتحدة لبناء السلام منذ قيام الجمعية العامة ومجلس الأمن بإنشاء لجنة بناء السلام فى المنظمة عام 2005 لمتابعة حالات الدول الخارجة من النزاعات، لاسيما فى إفريقيا، حيث تبحث اللجنة حالات 6 دول من القارة: سيراليون وليبيريا وبوروندى وغينيا بيساو وغينيا وجمهورية إفريقيا الوسطى. وتشغل مصر حالياً عضوية لجنة بناء السلام للفترة 2013-2014، وذلك للمرة الثالثة منذ عام 2005، كما تشغل عضوية المجموعة الاستشارية لصندوق الأمم المتحدة لبناء السلام منذ 2009 وحتى الآن.
كذلك تحظى مسألة بناء القدرات الإفريقية للسلم والأمن، بما فيها المُتعلقة ببناء السلام فى مرحلة ما بعد النزاعات، بأولوية مُتقدمة على أجندة الاهتمامات المصرية، حيث كانت مصر فى مُقدمة الدول الداعمة لسياسة الاتحاد الإفريقى لإعادة الإعمار والتنمية بدول ما بعد النزاع منذ إقرارها عام 2006، بما فى ذلك مُبادرة التضامن الإفريقى التى تم تدشينها فى يوليو 2012 لمساعدة الدول الإفريقية الخارجة من النزاعات. كما تحرص مصر على تقديم الخبرات اللازمة لبناء قدرات الدول الإفريقية الخارجة من النزاعات، وذلك من خلال البرامج التدريبية ذات الصلة التى ينظمها مركز القاهرة الإقليمى للتدريب على تسوية المُنازعات وحفظ السلام فى إفريقيا والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
ويتكامل ما تقدم مع ما تُبديه مصر من حرص دائم على تعزيز الأمنِ والتنمِية فى قارتها الإفريقية من خلال المُشاركة الفاعلة فى بعثات حِفظ السلام التى توفدها الأمم المتحدة للقارة، حيث تُعد مصر من بين أكبرِ الدول المُساهمة بقوات للجيش والشرطة فى هذه البعثات، فضلاً عن دفعِ جهود الأمم المتحدة للتعامل مع قضايا القارة وفق رؤية شاملة تستهدف معالجة جُذور النِزاعات وتحقيق التنمية المستدامة، كما تُعنى مصر بتعزيز الروابط المؤسسية للتعاون بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى فى مسائل السلم والأمن، وهو ما سيتم تعزيزه وتقويته لدى حصول مصر على العضوية غير الدائمة لمجلس الأمن للفترة 2016-2017 وانضمامها كعضو غير دائم فى المجلس.