وزير الداخلية: الشرطة أجهضت محاولات تكوين بؤر إرهابية وتمرير تمويل بـ 2.4 مليار جنيه
آخر تحديث: الأربعاء 22 يناير 2025 - 2:44 م بتوقيت القاهرة
مصطفى عطية
تحديات وصراعات المنطقة أوجدت بيئة خصبة تهدد أمن واستقرار الدول
جماعة الإخوان سعت لإحياء نشاطها بترويج الشائعات واستقطاب صغار السن
الشرطة المصرية على عهدها وعقيدتها "حصنا منيعاً للأمن والاستقرار"
قال اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، إن ذكرى عيد الشرطة تجسد روح الانتماء والتضحية عندما بذل رجال الشرطة البواسل دماءهم وأرواحهم دفاعاً عن الوطن وصون مقدراته أمام قوى الاحتلال، ليصبح علامة مضيئة في سجل البطولات الوطنية، وتأتي الذكرى في عامها الـ 73 والشرطة المصرية على عهدها وعقيدتها بأن تظل حصنا منيعاً للأمن والاستقرار.
وأضاف خلال احتفالية الوزارة بعيد الشرطة اليوم بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أن ما تشهده مصر من أمن واستقرار هو ثمرة قيادة رشيدة وعزم صادق كي تحتل مصر مكانتها الرائدة بين الأمم رغم كل المتغيرات المتلاحقة إقليمياً ودولياً، مشيرًا إلى أن ذلك لم يكن ذلك ليتحقق إلا بالتمسك بما ينادي به الرئيس بوحدة الصف وتماسك أبناء الوطن كتلة واحدة في مواجهة التحديات.
وشدد توفيق على أن رجال الشرطة تجدد العهد بأن يظلوا في أتم الاستعداد والجاهزية ماضون بكل عزم وإصرار في أداء واجبهم مدافعين عن أمن مصر عازمين على توفير المناخ الآمن لشعبها من أجل مواصلة مسيرة التقدم والتنمية.
وأشار توفيق إلى أن الاستراتيجية الأمنية للوزارة ترتكز على استقراء الواقع الأمني الداخلي ومحيطه الإقليمي ووضع الخطط اللازمة لمواجهة التحديات الناجمة عن الصراعات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة، والتي أوجدت بيئة خصبة لمختلف الأنشطة غير المشروعة باتت تهدد أمن واستقرار الدول في ظل التطور الهائل للوسائل التكنولوجية الحديثة والقدرة على تطويعها لارتكاب الجريمة بأنماط جديدة.
وذكر أنه لا تزال في مقدمة تلك التحديات آفة الإرهاب ومخططات نشر الفوضى والتي تستوجب اتخاذ أقصى درجات اليقظة، في ضوء محاولات التنظيمات الإرهابية استغلال تراجع الأوضاع الأمنية بالمنطقة في استعادة قدراتها والتمدد بالمناطق غير المستقرة واتخاذها منطلقاً لأنشطتها الهدامة لتكوين بؤر جديدة ودفعها للقيام بأعمال عنف تستهدف مقدرات شعوبها.
وتابع أنه في هذا الإطار تسعى جماعة الإخوان الإرهابية لإحياء نشاطها عبر التوسع في ترويج الشائعات والأخبار المغلوطة واستقطاب الشباب صغير السن ودفعه للقيام بأعمال غير مسئولة أملاً في زعزعة الأمن والاستقرار، فضلاً عن التنسيق مع عدد من ذوي التوجهات الفكرية الأخرى من منطلق المصالح المشتركة لتبني الدعوة لإعادة دمجها في النسيج المجتمعي، الذي لفظها لفكرها القائم على العنف والتخريب.
وأكد وزير الداخلية أن أجهزة الوزارة تواصل جهودها في الرصد المبكر لتلك المخططات وإحباطها عبر توجيه الضربات الأمنية الاستباقية لها وقطع خطوط ومسارات تمويلها، حيث نجحت الجهود على مدار العام الماضي وبمساندة شعبية فاعلة في إجهاض العديد من محاولات تكوينها لبؤر إرهابية وضبط عناصر لجانها الإعلامية والكيانات التجارية التي تستخدمها كواجهات لتمرير الدعم المالي، بلغت قيمتها السوقية 2.4 مليار جنيه.
وأشار إلى أنه انعكاسا لما تشهده المنطقة من تراجع أمني أدى إلى تصاعد ملحوظ لكل صور الجريمة المنظمة وعلى رأسها جرائم المخدرات، فقد اضطلعت أجهزة المعلومات والمكافحة بالوزارة بإفراد متابعة دقيقة لحركة ومسارات عمليات التهريب والقائمين عليها، حيث تمكنت من إحباط وضبط كميات غير مسبوقة من المواد المخدرة قدرت بــ 15.7 مليار جنيه.
ولفت إلى أن الجهود حالت أيضا دون نفاذ كميات ضخمة من المخدرات التخليقية للبلاد تمهيداً لإعادة تهريبها إلى دول أخرى، والتي تقدر قيمتها بالدول المستهدفة 28 مليار جنيه.
وأكد توفيق أنه انطلاقاً من حرص الوزارة على التصدي لهذا الخطر الذي يستهدف عقول الشعوب فقد تم إنشاء مقراً جديداً لقطاع المخدرات والأسلحة غير المرخصة وتزويده بالتقنيات الحديثة التي تمكنه من مواكبة التطور النوعي لتلك الجرائم، فضلاً عن استحداث المركز المصرى الدولي للتدريب على مكافحة المخدرات ودعمه بأحدث الإمكانيات والوسائط التدريبية لصقل مهارات العنصر البشري، مشيرًا إلى أنه من المقرر أن يمتد نشاط المركز إلى تدريب الكوادر الشرطية المتخصصة بالدول الشقيقة والصديقة في إطار التعاون الدولي في مجال المكافحة.
وتابع أنه في الفترة الماضية نشطت عصابات تهريب المهاجرين على المستويين الإقليمي والدولي والتي اتخذت في نشاطها أنماطاً جديدة لتجنب الرصد الأمني، وقد تمكنت الجهود الأمنية من تقويض الهجرة غير الشرعية انطلاقاً من البلاد وضبط القائمين عليها مما لاقى إشادة دولية.
واستطرد وزير الداخلية، أنه من أجل تحقيق مفهوم الأمن الشامل في ظل التمدد الحضاري غير المسبوق بالبلاد تحرص الوزارة على مكافحة الجريمة الجنائية والقضاء على البؤر الإجرامية والتشكيلات العصابية والتصدي للجرائم الاقتصادية وعلى رأسها الاتجار بالنقد الأجنبي، حيث بلغ ما تم ضبطه نقدا ما يقرب من 4.6 مليار جنيه.
وأشارت الإحصائيات إلى انخفاض معدلات ارتكاب الجرائم الجنائية خلال العام الماضي بنسبة بلغت 14.2% عن العام الذي سبقه، والذي جاء كمحصلة للجهود الأمنية إلى جانب جهود الدولة في تنفيذ البرامج الاجتماعية والتطوير الحضاري للمناطق التي كانت تشكل بيئة خصبة لتنامي السلوك الإجرامي.
وفي نهاية كلمته، وجه وزير الداخلية التحية لرجال الشرطة على ما بذلوه من جهود صادقة وما قدموه من تضحيات مخلصة لتحقيق رسالة الأمن السامية التي أقسموا على الاضطلاع بمسئولياتها من أجل الحفاظ على أمن الوطن وأمان شعبه العظيم.
كما وجه التحية إلى لأرواح الشهداء الأبرار من رجال القوات المسلحة الباسلة والشرطة الأبية الذين جادوا بأرواحهم في سبيل وطنهم، متمنيا للمصابين الشفاء والعودة لصفوف الواجب.