مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية: العرب لم يحرقوا مكتبة الإسكندرية

آخر تحديث: الأربعاء 22 يناير 2025 - 12:45 م بتوقيت القاهرة

هدى الساعاتي:

أكد الدكتور الحسين عبدالبصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، أن العرب لم يحرقوا مكتبة الإسكندرية وأن زوالها المفاجئ والنهائي من الوجود مثير للدهشة، وأن روايات حرق العرب للمكتبة من اختراع أسقف مسيحي شرقي هو أبو الفرجيوس، أو أبو الفرج، الذي ادعى تلك الأكاذيب في تاريخ لاحق بالقرن الثالث عشر الميلادي، أي بعد مرور ستة قرون على فتح العرب لمصر.

وتابع عبدالبصير، خلال ندوة نظمها مركز جمال عبدالناصر الثقافي بالتعاون مع جمعية أصدقاء مكتبة الإسكندرية، أن أوروبا تلقت تلك الأكاذيب في القرن السابع عشر الميلادي، وروجت لها بشدة على يد الكاهن والمستشرق الإنجيلي بوكوك.

وأشار إلى أنه من المعروف تاريخيا أن مكتبة الإسكندرية القديمة كانت درة التاج في مصر البطلمية، والعالمين اليوناني والروماني وحوض البحر المتوسط، وكانت هناك المكتبة الصغرى، ملحقة بمعبد السيرابيوم الشهير في الحي المصري في نفس موقع عمود السواري الحالي جنوب مدينة الإسكندرية.

وأضاف أنه من المعروف أيضا تاريخيا أن مكتبة الإسكندرية الكبرى حُرقت في أثناء الحروب التي دارت في الإسكندرية بسبب المناورة الحربية التي قام بها القائد الروماني الأشهر يوليوس قيصر فى نهاية القرن الأول قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وتحديدًا في حدود العام 48 قبل الميلاد. وقد زالت المكتبة الصغرى مع زوال السيرابيوم في القرن الرابع الميلادي، بسبب ما قام به الأسقف تيوفيلو وأتباعه من الرهبان.

وعن حقيقة حريق مكتبة الإسكندرية القديمة قال عبد البصير: "الحقيقة هي أن يوليوس قيصر هو من قام بحرق المكتبة الكبرى، وأن من هدم المكتبة الصغرى هو تيوفيلو. وقام أبو الفرج باتهام العرب ونسج تلك الأكاذيب المتأخرة فى ذلك الشأن، وجاء بوكوك، ونشر تلك الأكاذيب ضد العرب، واستمرت تلك الأكاذيب فترة زمنية طويلة، لمدة حوالي ألف وسبعمائة عام، منذ زمن يوليوس قيصر في القرن الأول قبل الميلادي إلى زمن بوكوك في القرن السابع عشر الميلادي حين ظهرت الحقيقة".

وتابع: "تبين للجميع أن العرب أبرياء من حريق وهدم مكتبة الإسكندرية الكبرى والصغرى براءة الذئب من دم سيدنا يوسف ابن سيدنا يعقوب عليهما السلام".

وفي ختام حديثه أكد عبدالبصير، أن العرب لم يهدموا أو يحرقوا لا المكتبة الكبرى ولا المكتبة الصغرى، وذلك بسبب أن حرق وهدم المكتبتين قد حدث قبل وصولهم إلى الإسكندرية بقرون عديدة، أي قبل وصولهم إلى الإسكندرية في القرن السابع الميلادي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved