خبير آثار يرصد معالم وحكاية جبال التيه بسيناء

آخر تحديث: الجمعة 22 فبراير 2019 - 3:43 م بتوقيت القاهرة

رضا الحصري:

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن معالم جبال التيه بسيناء تضم ثلاثة سلاسل وهى جبل الراحة في الغرب ويشرف على خليج السويس، وجبل خشم الطرف في الشرق ويطل على خليج العقبة، وجبال العجمة في الوسط عند القوس المحدب.
وأشار إلى أن هذه السلاسل تتميز بأنها وعرة ولا يمكن اختراقها إلا من خلال خمسة فتحات وهو ما يطلق عليه "نقب" تبدأ من الشرق بنقب الميراد، والمريخى ،ورصاء، والراكنة، ونقب وطاه، وأشهرها نقب الراكنة، في الطريق من مدينة طور سيناء والرملة إلى مدينة نخل، ونقب المريخى في الطريق من نويبع ودير سانت كاترين إلى مدينة نخل.
ويضيف" ريحان" أن من جبال التيه جبل حُسن، وهو جبل صغير يقع على طريق الحج القديم قرب مدينة نخل وحكايته أن أحد مماليك مصر أثناء عودته من هذا الطريق بعد الحج رأى بدوية رائعة الجمال تدعى "حُسن" فأخذها مع قافلة الحج العائدة وسار ورائها أخيها لإنقاذها ولما وصلت قافلة الحج إلى هذا الجبل وخلد إلى النوم قام أخيها بإنقاذها بقطع مقود الجمل الذى يحمل الهودج وفصله عن القافلة فاستيقظ المملوك ليرى سبب انقطاعه فبادره البدوي بضربة سيف قطع قدمه ثم أجهز عليه وركب الجمل وعاد بأخته وأطلق على الجبل اسم أخته "حُسن".
وأشار إلى أن جبال التيه الشهيرة في الجنوب هي جبل بضيع، والمنيدرة، وجبل قلعة الباشا، التى توجد به قلعة الجندي الشهيرة بوسط سيناء، أما في الشرق فأشهرها نقب العقبة الذي يشرف على قلعة العقبة وجبال الحمراء وهي دائرة عظيمة من الجبال في زاوية التيه الجنوبية الشرقية شمال نقب العقبة وسميت بذلك لأن لونها ضارب إلى الحمرة، وجبال الصفراء لصفرة تربتها، وجبال سويقة، وجبل عريف الناقة بشكل عرف الناقة، وجبل الحلال وسمى بذلك لوجود مراعى متسعة للإبل والغنم والمعروفة عند البدو بالحلال، وجبل الأبرقين جنوب غرب جبل الحلال وعلى رأسه مقام للشيخ الأبرقين يزورونه بدو التيه، وعد أبو قرون وعنده قبر الشيخ خليفة جد التياها.
سبب التسمية بجبال التيه
وعن سبب تسمية هذه الجبال المهمة في جغرافية وتاريخ سيناء بجبال التيه يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان يأتى فى الآية الكريمة حين جاء الأمر الإلهي لبني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة بعد رحلتهم الطويلة في سيناء من عيون موسى إلى وادي غرندل إلى سرابيط الخادم إلى طور سيناء ثم عبر وادي حبران من طور سيناء إلى الوادى المقدس طوى (منطقة سانت كاترين حاليًا) ومنها عبر عين حضرة إلى وادس غزالة ثم إلى وادي وتير حتى اقتربوا من أبواب الأرض المقدسة وجاء الأمر الإلهي " يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.
وتابع "ريحان" : قبل أن يطلب نبي الله موسى من بني إسرائيل دخول الأرض المقدسة أرسل من قبله روادًا يتجسسون الأرض وحال أهلها، ويقول المفسرون أنهم كانوا إثنى عشر رجلًا، فرأوا من جسامة أجسام أولئك القوم ما هالهم، فلما عادوا أخبروا بنى إسرائيل بما رأوا فضعفت قلوبهم ولما أمرهم نبى الله موسى بالعبور رفضوا فقدر الله عليهم التيه بين هذه الجبال 40 عامًا حتى فنى كل هذا الجيل بالكامل حتى نبي الله موسى انتقل إلى الرفيق الأعلى فى سيناء ولم يعرف له قبر، وكذلك شقيقه نبى الله هارون لم يعرف له قبر، والمقام المسمى باسمه بوادي الراحة لا علاقة له به بل هو قبر رمزي، وأمّا نبى الله موسى فأمره الله أن يصعد إلى جبل نبو وينظر إلى الأرض المقدسة دون أن يدخلها ومات على هذه الأكمة ولم يعرف له قبر

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved