على مدار سنوات.. دار الإفتاء تؤكد: الرجال لا يضربون النساء

آخر تحديث: الثلاثاء 22 فبراير 2022 - 6:00 م بتوقيت القاهرة

ياسمين سعد

تصدر ملف ضرب الزوجات المشهد المصري مؤخرا، ونقلت عناوين الأخبار خلال الأسابيع القليلة الماضية حادثة تلو الأخرى لزوج يبرح زوجته ضربا، وفي بعض هذه الحوادث برر الأزواج موقفهم بأن ضرب الزوجات حلله الشرع، فهل هذه هي الحقيقة؟

فيما يلي نستعرض رأي دار الإفتاء المصرية في قضية ضرب الزوجات على مر السنوات، وذلك من خلال ما نشرته الدار على صفحتها على الفيسبوك من منشورات وفيديوهات.

قصة سيدنا أيوب

نشرت دار الإفتاء المصرية منشورا على صفحتها على الفيسبوك في شهر نوفمبر لعام 2015، قالت فيه إن بعض الرجال لا يفهمون قوله تعالى: "فَعِظُوهُنَّ واهجروهن فِي المضاجع واضربوهن" على وجه الحقيقة، فيسيئون استخدام هذا الحق، فالضرب في الآية يعني التأنيب لا التعذيب، ولا يستخدم إلا في حالات التمرد القصوى التي لا ينفع فيها العظة ولا الهجر، بدليل قصة سيدنا أيوب عندما حلف أن يضرب امرأته مائة جلدة، قال له ربنا: "خُذْ بِيَدِكَ ضِغْثا فاضرب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ"، والضغث هو الحزمة من الحشيش يكون فيها 100 عود، ويضربها ضربة واحدة فكأنه ضربها مائة ضربة.

حكم إهانة الزوج لزوجته

كشفت دار الإفتاء المصرية، في شهر مايو لعام 2021 عن حكم إهانة الزوج لزوجته واعتدائه عليها، مؤكدة أن الحياة الزوجية مبنية على السكن والمودة والرحمة؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].
مضيفة أن الشرعُ الشريف أمر الزوجَ بإحسان عِشْرة زوجته، حتى جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حُسْن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» (رواه الترمذي).

وقد حَثَّ الشرعُ على الرِّفْق في التعامل بين الزوج والزوجة، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفق في الأمر كله؛ فقال: «إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إلا شانَه» (رواه مسلم).

ولم يَرِد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه أهان أو ضرب أحدًا من زوجاته أبدًا، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا، ...» (أخرجه مسلم).

لذلك فإهانة الزوج لزوجته واعتداؤه عليها -سواء كان بالضَّرْب أو بالسب- أمر محرم شرعًا، وفاعل ذلك آثمٌ، ومخالف لتعاليم الدين الحنيف.

جزاء الزوج المسيء لزوجته

في شهر أكتوبر لعام 2021م، قالت دار الإفتاء المصرية إن ما يصدر من الزوج من إساءة لزوجته، هو أمرٌ غير جائز شرعًا؛ فالإسلام أمر الزوج بإحسان عشرة زوجته، وأخبر سبحانه أن الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة، فقال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21]، وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» رواه الترمذي.

أمين دار الفتوى: الإسلام لم يحل ضرب الزوجة

قال دكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عبر فيديو بثته على موقعها الرسمي على الإنترنت في شهر أكتوبر لعام 2021م، إن الإسلام لم يحل ضرب الزوجة كما يشاع، و أن الآية الكريمة «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ»، لم تصرح بالضرب، وأمرت الرجل أن يجلس مع الزوجة، ويتحدث معها ليعرف المشكلة ويقوم بحلها.

الرجال لا يضربون النساء

نشرت دار الإفتاء المصرية مطلع هذا الشهر، منشورًا مقتضبًا للحث على منع ضرب النساء قالت فيه: "الرجال لا يضربون النساء".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved