روسيا تلوح باللجوء لـ«السلاح النووى».. وأوكرانيا تحشد الدعم لقرار أممى يدعو للسلام

آخر تحديث: الأربعاء 22 فبراير 2023 - 8:53 م بتوقيت القاهرة

عواصم ــ وكالات الأنباء

ــ بكين وموسكو ترفضان عودة «عقلية الحرب الباردة».. وفرنسا: نراقب أنشطة شركات صينية يشتبه فى مساعدتها لروسيا
لوحت روسيا، اليوم، بإمكانية لجوئها لاستخدام السلاح النووى فى حال أرادت الولايات المتحدة هزيمتها، وذلك بالتزامن مع عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعا تأمل كييف وحلفاؤها خلاله فى حشد أكبر دعم لقرار يدعو إلى سلام «عادل ودائم» قبيل الذكرى الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، بعد غد.

وقال نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسى ديمترى ميدفيديف، إنه سيحق لروسيا الدفاع عن نفسها بأى سلاح بما فى ذلك السلاح النووى فى حال أرادت أمريكا هزيمتها.

واعتبر ميدفيديف، على قناته على تطبيق «تليجرام»، أن ما قاله الرئيس الأمريكى جو بايدن فى خطابه فى بولندا، أمس، من أنه إذا أوقفت روسيا عمليتها العسكرية، فإن الحرب ستنتهى الآن هو «كذبة»، على حد تعبيره.

وتابع: «إذا توقفت موسكو الآن دون تحقيق نصر فى أوكرانيا سيعنى ذلك أن روسيا لن تبقى موجودة وستتمزق إلى أشلاء»، مضيفا: «فيما إذا توقفت الولايات المتحدة عن إمداد كييف بالأسلحة فإن الحرب ستنتهى».

من جهته، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، أمس، إن قوات بلاده تتشبث بمواقعها على خط المواجهة فى شرق أوكرانيا، على الرغم من الضغوط الكبيرة التى تواجهها من الهجمات الروسية المستمرة.

وأضاف فى خطابه الليلى المصور: «من المهم للغاية أنه لم يطرأ أى تغيير على الخطوط الأمامية على الرغم من الضغط الكبير على قواتنا»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وذكر زيلينسكى، أن القوات الروسية تتكبد «خسائر فادحة» فى الهجمات المستمرة فى منطقتى دونيتسك ولوجانسك، محور القتال الرئيسى.

يأتى هذا بالتزامن مع اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة فى ذكرى الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تأمل كييف وحلفاؤها خلاله فى حشد أكبر دعم لقرار يدعو إلى سلام «عادل ودائم».

وقدمت نحو 60 دولة مشروع القرار الذى «يؤكد ضرورة التوصل فى أقرب المهل إلى سلام شامل وعادل ودائم فى أوكرانيا وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة».

وسيطرح النص للتصويت فى نهاية المناقشات التى تستمر حتى اليوم على الأقل.

وعلى غرار قرارات سابقة، يؤكد النص من جديد «التمسك» بـ«وحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها»، و«يطالب» بالانسحاب الفورى للقوات الروسية.

كما يدعو إلى «وقف القتال». لكنه لا يشير إلى خطة السلام المكونة من عشر نقاط التى قدمها زيلينسكى فى نوفمبر الماضى.

وقالت مصادر دبلوماسية إن أوكرانيا التى طرحت الخطة فى مرحلة أولى، تخلت عنها لمحاولة الحصول على أكبر عدد ممكن من الأصوات، تعادل على الأقل تلك التى جمعت فى أكتوبر الماضى عندما صوتت 143 دولة لصالح قرار يدين ضم روسيا لعدد من الأراضى الأوكرانية.

من جهتها، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى خلال زيارة إلى كييف، أمس الأول، أن دعم بلادها لأوكرانيا فى التصدى للحرب «لن يضعف» على الرغم من وجود خلافات داخل الائتلاف الحاكم فى روما بشأن هذه المسألة.

وقالت ميلونى خلال مؤتمر صحفى مشترك مع زيلينسكى فى كييف: «لقد أردت (المجىء إلى كييف) لإعادة التأكيد على دعم إيطاليا الكامل لأوكرانيا فى مواجهة العدوان الروسى، وللتأكيد مجدّدا على أن لا نية لإيطاليا بأن يضعف هذا الدعم».

بدورها، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، أمس، أن بلادها تراقب أنشطة شركات صينية يحتمل أنها تقدم مساعدة لروسيا فى حربها على أوكرانيا، وذلك فى وقت يثير فيه التقارب بين موسكو وبكين قلقا متزايدا لدى دول الغرب.

وعند سؤالها عن شراكة استراتيجية محتملة بين الصين وروسيا، قالت كولونا فى تصريحات لشبكة «فرانس 5»: «هناك شركات صينية خاصة نراقب أنشطتها عن كثب بما يتعلق بهذا الأمر».

وكان وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن قد أكد أن شركات صينية تقدم ما وصفه بـ«مساعدة غير فتاكة» لروسيا لدعمها فى حربها مع أوكرانيا.

وأكدت كولونا أن فرنسا تتحدث «بكل دبلوماسية ووضوح» مع بكين، معبرة عن أملها بألا تقدم يد العون لروسيا، مشددة أيضا على أنها تفضل «تمسك الصين بالاستقرار الذى يفيدها على المدى الطويل».

إلى ذلك، شددت الصين وروسيا، فى لقاء بين كبير دبلوماسيى بكين وانج يى وسكرتير مجلس الأمن الروسى نيكولاى باتروشيف، على ضرورة الحفاظ بـ«حزم» على السلام والاستقرار فى إقليم آسيا ــ الباسيفيك، ومعارضتهما لـ«عودة عقلية الحرب الباردة».

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، اليوم، إن كبير الدبلوماسيين الصينيين التقى فى موسكو باتروشيف وقادة آلية التشاور الروسية الصينية، وأن الجانبين ناقشا طرق «تحسين الحوكمة العالمية»، وتبادلا الآراء بشأن الوضع فى أوكرانيا.

وأضافت الخارجية الروسية أن الجانبين عبرا عن رغبتهما فى «تعددية حقيقية» ومعارضة كل أشكال «التنمر الأحادى، وتعزيز دمقرطة العلاقات الدولية والتعددية القطبية فى العالم».

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمترى بيسكوف إنه لا يستبعد اجتماعا بين وانج يى، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين قائلا إن هناك «الكثير ليتحدثوا عنه».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved