أهالي دمياط يحتفلون بمولد «أبو المعاطي» في ليلة النصف من شعبان

آخر تحديث: الخميس 22 فبراير 2024 - 5:36 م بتوقيت القاهرة

حلمي ياسين

يحتفل أهالي دمياط في هذه الأيام، بمولد العارف بالله سيدي أبو المعاطي، الذي يبدأ من 8 إلى 15 شعبان من كل عام، وهو من أهم وأكبر الموالد بدمياط، وهو بالنسبة لأهالي دمياط، يعادل مولدي العارفان بالله المرسي أبو العباس، والسيد البدوي، ويختلف هذا العام عن الأعوام السابقة، فالمسجد والمَقام يتم ترميمهما، ولن تقام الحضرة هذا العام داخله.

وأبو المعاطي، هو الشيخ فاتح بن عثمان الأسمر الدكروري، الشهير بـ"أبو المعاطي" قدم إلى المحافظة من مراكش بالمغرب، في عام 1275 بعد هدم مدينة دمياط في عام 1250 ورحيل لويس التاسع عنها.

يقول المداح إبراهيم حمص، وكيل مشيخة الطرق الصوفية بدمياط، لـ"الشروق"، إن مولد العارف بالله سيدي أبو المعاطي يحضره أكثر من 30 ألف مريد، يأتون إليه من جميع أنحاء دمياط، ومن محافظات أخرى، للاحتفال بمولده، بخلاف الأهالي الذين يأتون بأطفالهم من أجل الفرحة والمرح، ويزور المريدون ضريحه للتبرك به، وضريحه مجاور للمسجد الذي أخذ على عاتقه ترميمه بمفرده، وتنظيفه بنفسه، ونظفه مما كان قد عشّش في سقوفه من الوطاويط، وحمل الماء إلى الصهاريج، وبلّط صحنه ورمم سطحه بالجبس، ورتب فيه إماما راتبا يصلى بالناس الخمس صلوات، وعمّره بالقرآن والأذكار ودروس العلم، كل هذا وهو لا يملك من الدنيا شيئا، ولا يسأل أحدا شيئا، بل كان يعتزل الناس شغلا بربه.

فيما يوضح الشيخ محمد سلامة وكيل وزارة الأوقاف بدمياط، أن الشيخ أبو المعاطي، كان يعيش في مسجد عمر بن العاص، فأطلق العامة على المسجد اسم أبو المعاطي، وعندما توفى شُيّد مسجد صغير ملاصق لمسجد عمر بن العاص، ودفن فيه ومقامه موجود حتى الآن، ويأتي له الزائرون من كل مكان، خاصة في موعد مولده، مشيرا إلى أن وزارة الأوقاف تهتم بالمسجد، وعندما تضرر سقف المسجد أزيل السقف لبناء سقف جديد، وترميم المسجد.

ويروي إبراهيم بحيرى من طلبة المركز الثقافي في مسجد عمر ابن العاص، أن المسجد مر بعصور مختلفة ومتنوعة، ولكن أبرزها كانت الفترة التي عاش فيه الشيخ الفاتح الأسمر الدكروري، «الشهير بأبو المعاطي»، فقد كان من أبرز قيادات الصوفية في عهد المماليك، واتخذ من هذا المسجد مقرا له، وكان يربي فيه مريدينه وأتباعه وتلاميذه، وكان يجمع فيه الصدقات ويوزعها على الفقراء والمحتاجين، فأطلق اللقب عليه لكثرة عطائه وكثرة إنفاقه على المساكين والفقراء.

وتابع: "وذكره المقريزي، عندما جاء على ذكر دمياط، في كتابه «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار» أن أبو المعاطي عندما حج كان يفارق أصحابه عند الرحيل فلا يرونه إلا وقت النزول، ويكون مسيره منفردًا عنهم لا يكلم أحداً إلى أن عاد إلى دمياط، وكان يقول لو علمت بدمياط مكانا أفضل من الجامع لأقمت به، ولو علمت في الأرض بلدًا يكون فيه الفقير أخمل من دمياط لرحلت إليه وأقمت به، وكان معظمًا للفقراء، متكبرًا على الأغنياء مما يُرسى في القلوب الزهد في الدنيا من غير موعظة ولا كلام طويل، كان إذا ورد عليه أحد من الفقراء ولا يجد ما يطعمه باع من لباسه ما يُضيفه به، وكان يبيت ويُصبح وليس عنده شيء من المال، وكان يؤثر في السر الفقراء والأرامل ولا يسأل أحدا شيئا".

واختتم بحيري: "وقد قدم من مراكش على قدم التجريد، أي جاء على طريقة الصوفية في السياحة متوكلا على الله، لأعلى شيء من أسباب الدنيا، وكان بعض فقراء الناس قد أقاموا أخصاصا على النيل في الجهة القبلية من المدينة وظل هذا الحى يكبر حتى أصبح بلدة كبيرة ذات أسواق وحمامات وجوامع ومدارس، وراح الشيخ فاتح يسقى الماء في الأسواق حسبة لله، لا يأخذ من أحد شيئا مقابل ذلك، وكان نزوله في ظاهر الثغر معتزلاً الناس، مع المحافظة على الصلاة مع الجماعة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved