شواهد القبور (12).. إحسان بك تشريفاتي الملك فؤاد

آخر تحديث: الجمعة 22 مارس 2024 - 2:45 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

تحتضن مدينة القاهرة، تراثا ثريًا ومتنوعا، يقف شاهدا وموثقا لأحداث تاريخ، وشخصيات مرت على مصر في حقب مختلفة من تاريخها الممتدد.

ولا يقتصر تاريخ القاهرة على مساجدها التاريخية ومآذنها الشامخة أو القصور المنيفة؛ ففي مقابرها وجباناتها كنوزا مخفية لم يرها ولم يوثقها الكثير من قبل.

ووثق الدكتور مصطفى الصادق، أستاذ الطب المتفرغ بقصر العيني والمهتم بالتاريخ والتراث، جولاته بجبانات مقابر القاهرة التي أمضى بها سنوات عديدة، وجمع مادة ثرية من صور المقابر التاريخية، وصدرت أواخر يناير الماضي في كتاب: "كنوز مقابر مصر.. عجائب الأمور في شواهد القبور"، عن دار ديوان للنشر.

وتشارك "الشروق"، قراءها رحلة التعرف على الكنوز المخفية لجبانات ومقابر القاهرة من خلال حلقات مسلسلة تحت عنوان "شواهد القبور"، ما يمنحهم زاوية جديدة لإعادة قراءة تاريخ مصر وأحداثه وشخصياته:

• الحلقة الثانية عشرة

نواصل رحلتنا في عجائب شواهد قبور القاهرة التاريخية مع شاهد أحمد بك إحسان، الذي نال درجة كبيرة من التكريم في عهد الملك فؤاد الأول، كما تميز شاهد قبره بتفاصيل مميزة مع ذكر سبب وفاته وكأنه تقرير طبي.

- ابن أبو شنب فضة

ولد أحمد بك إحسان عام 1888، وتربى في أحضان والديه راشد باشا حسني (أبو شنب فضة ونبيهة هانم يكن، فاغترف منهما كؤوس الأدب والجد والميل إلى العمل. دخل المدارس، وكان فيها مثال الذكاء والجد ومضرب المثل بين أقرانه، محبوبًا لدى جميع عارفي وداعته وأدبه وكرم أخلاقه.

- تشريفاتي الملك

عندما تولى الملك فؤاد الأول ملك مصر سنة ۱۹۱۷، قربه إليه وعينه تشريفاتيا لجلالته لما عرف فيه من الإخلاص، وأنعم عليه بالبكوية من الدرجة الثانية، ونيشان النيل الرابع في 3 محرم سنة 1337 هـ، ثم نيشان إسماعيل الرابع في 5 ربيع الأول سنة 1342 هـ، كما حصل على نيشان شیر خورشيد من الدرجة الرابعة من دولة العجم صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال، وفقا لكتاب: "مصر من عهد ساكن الجنان محمد علي باشا الكبير" لكاتبه زكي فهمي.

توفّى إحسان بك في 10 أغسطس سنة 1946، ودُفن في حوش نبيهة هانم يكن بقرافة الإمام الشافعي بجوار حوش ماه دوران قادن، وبجوار والده راشد باشا حسني المتوفى يوم 11 يونيو سنة 1905 بناءً على وصيته الشخصية، بجوار تركيبة والدته نبيهة هانم يكن المتوفاة يوم 2 نوفمبر سنة 1902 ميلادية.

- زخارف بديعة بتركيبة قبره

التركيبة من الرخام الأبيض المستطيل من مستويين المستوى الأسفل مزخرف بزخارف نباتية عبارة عن أفرع وأوراق نباتية وورود متفتحة بالحفر البارز ونقوش كتابية باللون الذهبي البارز، ومغطى بغطاء رخامي مزخرف بزخارف نباتية من أوراق نباتية وورود متفتحة.

أما المستوى الثاني مزخرف أيضًا بزخارف نباتية وكتابية بطريقة الحفر البارز داخل إطار مستطيل كتبت داخله آية من سورة الرحمن وآية الكرسي.

وتعلوه شرفة رخامية مزخرفة بزخارف نباتية وزهور وفي أوسطها هلال بداخله نجمة خماسية.

الجانب الأيسر والخلفي لهذه الشرفة فقد، واستبدل بلوح رخامي أبيض مستطيل كتب عليه: كل نفس ذائقة الموت والحمد لله رب العالمين.

التركيبة يعلوها شاهدان رخاميان الشاهد الخلفي مستطيل زخرف بزخارف نباتية عبارة عن أفرع نباتية متماوجة وأوراق نباتية وورود متفتحة، والآخر أمامي عبارة عن شاهد قبر توأمي متوج بغطائي رأس الرجل على هيئة طربوش، ونفّذت الكتابات داخل إطارين مستطيلين بطول الشاهد بخط النستعليق البارز أحدهما على اليسار لراشد باشا باللغة التركية والآخر على اليمين لأحمد بك إحسان باللغة العربية مفصولة بخطوط أفقية بارزة.

- مرض عضال حارت فيه الأطباء

وشاهد أحمد بك إحسان من ١٣ سطرًا تُقرأ كالتالي:

"بسم الله الرحمن الرحيم
كل من عليها فان
ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام
هو الحي الباقي
هذا قبر المرحوم أحمد احسان
بك نجل المرحوم راشد
حُسْنى باشا
توفي إلى رحمة الله تعالى
يوم الثلاثاء ١٤ شوال سنه ١٣٦٥هـ
الموافق ١٠ أغسطس سنه ١٩٤٦م
بعد مرض عضال حارت فيه الأطباء
وقد دفن مع والده في هذا
القبر بناء على وصية المرحوم".
أقرأ أيضاً:

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved