على رأي المثل (12).. على أد لحافك مد رجليك

آخر تحديث: الجمعة 22 مارس 2024 - 2:37 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

بينما تعد الأمثال الشعبية ترمومتر الثقافة فى كل دولة، يشتهر الشعب المصري بأمثال شعبية وأقوال قد تبدو غير مفهومة للوهلة الأولى، ولكن إذا تعمقت في الكلام فستجد أن مضمونها يحمل دلالات ومعاني عميقة.

فالمثل الشعبي هو قصة حياة ترويها الأجيال، وحكاية حكمة الأجداد الصالحة لكل زمان ومكان وإن اختلفت اللهجات، إلا أن المعنى والمغزى من المثل الشعبي يبقى واحداً تردده الألسن، إذ لا يخلو هذا المثل من بلاغة التشبيه والإيجاز والاستعارات والكلام المسجع، للوصول إلى المقصود من دون قصور.

في سلسلة "على رأي المثل" وعلى مدار شهر رمضان الكريم، تقدم لكم "الشروق" قصصا وحكايات للأمثال الشعبية المصرية والعربية استنادا لكتاب " قصص الأمثال" للكاتب المصري سيد خالد.

• على أد لحافك مد رجليك

كان هناك شاب ورث ثروة طائلة عن والده وهو وريثه الوحيد، فلم يحسن هذا الشاب التصرف بهذه الثروة، بل أخذ يبعثرها ويلعب بها فكثر عنده أصحاب الرخاء وكثرت سهراتهم عنده وكثر البذخ والإسراف والتبذير، وهم يأكلون ويضحكون ويمدحون هذا الشاب في وجهه، وهو لم يعلم.

وعندما نفد جميع ما يملك من ثروة والده، وأصبح لا يملك قوت ليلة، عندها تخلوا عنه أصحابه، فضاقت عليه الأرض، فخرج من بلدته باحثا عن عمل، يحصل منه على لقمة العيش، وانتهى به المطاف عند صاحب بستان.

استأجره صاحب البستان، لكنه لاحظ أنه لا يعرف العمل، ولم يسبق أن عمل، وأنه ابن ترف، لكن ظروفه ألزمته بذلك، فاستدعاه صاحب البستان، وقال له أنت لا تعرف العمل ولم يسبق لك العمل فما الذي أجبرك على ذلك؟ ومن أنت؟

أخبره الشاب بكامل القصة، ذهل صاحب البستان، لأنه يعرف والد الشاب، وأنه صاحب ثروة كبيرة، لا يمكن أن تنفد، ولكن هذا الشاب أنفقها بغير تصرف، ثم قال لا حول ولا قوة إلا بالله، لا أريدك أن تعمل وأن تهان وتذل، وأنت ابن فلان.

ثم قام وعقد له الزواج على ابنته ثم زوجه إياها، وأسكنه في بيت صغير قريبا منه، وأعطاه جملا، وقال "يا ولدي احتطب وبع، وكل من عمل يدك، وأنصحك بأن تمد رجلك على قد لحافك"، فصارت مثلا يجب أن يؤخذ به.
أقرأ أيضاً:

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved