الأردن يتسلم رئاسة الدورة الـ 163 لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين
آخر تحديث: الثلاثاء 22 أبريل 2025 - 1:40 م بتوقيت القاهرة
ليلى محمد
بدأت منذ قليل أعمال اجتماع الدورة العادية الـ(163) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وبحضور السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية.
وتسلم الأردن، خلال الاجتماع الرئاسة من اليمن، وعبر مندوب الأردن السفير أمجد العضايلة في كلمته خلال الاجتماع عن تقديره لما بذلته الجامعة العربية من جهدٍ دبلوماسيٍ رفيعٍ ونقاشٍ بنّاء وحوارٍ هادفٍ، خلال الدورة السابقة 162.
وأضاف العضايلة أنه حوار يرتقي لمستوى قضايا أمتنا العربية ويتوافق في جديته وحرصه مع التحديات غير المسبوقة التي تواجهها منطقتنا، وهو حوارٌ جرى تحت هذه القبة، التي تجمعنا أمةً عربيةً واحدةً وقضايا موحّدة وبقواسم مشتركةٍ جسّدتها مسيرة جامعة الدول العربية، ونحن نحتفي بالذكرى الثمانين لتأسيسها، والتي استمرت رمزاً ومظلةً جامعةً للعمل العربي، وبدورها الذي نحرص على دعمه واستمراريته وتعزيزه لتبقى الجامعة حاضنةً للحوارٍ وإطاراً لحماية مصالح الأمة العربية والتصدي للصعاب التي تواجهها والعمل بجدٍّ لتحقيق طموحات شعوبها.
وتوجه السفير العضايلة بالشكر إلى اليمن، مُمثلةً بالسفير علي صالح موسى القائم بأعمال مندوبية اليمن، على الجهود الكبيرة والتنسيق الدائم والتشاور المستمر، الذي كان جلياً ومثمراً خلال ترؤسها أعمال الدورة العادية 162 لمجلس الجامعة، وهو ما انعكس على روح التعاون الأخوي والحوار المنتج حيال مختلف القضايا التي كانت مطروحة على اجتماعات الدورة في مختلف محاورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كما أعرب عن خالص التهاني بمناسبة الذكرى الثمانين لنشأة جامعة الدول العربية مستذكراً اسهامات كل من عملوا على امتداد مسيرة هذه المؤسسة العربية لتبقى بيتاً صامداً لكل العرب، معرباً أيضاً عن بالغ التقدير للدور الريادي الذي تؤديه الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ممثلةً بالأمين العام أحمد أبو الغيط والأمين العام المساعد السفير حسام زكي والأمناء العامين المساعدين ورؤساء مختلف القطاعات والكوادر الفنية والإدارية بأدائها المتميز وجهودها المباركة، التي تنعكس على عملنا واجتماعاتنا وتخدم مخرجاتها.
وأكد العضايلة، أن الأردن انطلاقاً من مبادئها القومية ورسالتها الدبلوماسية وإيمانها الخالص بأهمية وأولوية التكامل العربي وحرصها على تحقيق الوفاق والاتفاق، تنظر لجامعة الدول العربية باعتبارها الصوت الجمعي لأمتنا ومؤسسة العمل العربي متعدد الأطراف، التي تضطلع بدورٍ يوحّد الموقف ويعزز التكاتف، ومشددا على حرص المملكة، لا سيما في ظل رئاستها للدورة الحالية لمجلس الجامعة، على البناء على كل جهدٍ وعملٍ وقرارٍ عربي يصدر عن مجلس الجامعة بمختلف مستوياته.
وذكر أن المملكة الأردنية سوف تبذل وبالتنسيق مع الأشقاء العرب، كل الجهود الممكنة لتكثيف العمل المشترك وتوسيع أطر التشاور حيال قضاياه وتسريع وتيرته، تحقيقاً لإنجاز كل ما نتطلع إليه جميعاً، مع الاستمرار بالعمل على تطوير التعاون مع الدول الصديقة والتكتلات الإقليمية والدولية، التي من شأنها الإسهام في تدعيم الموقف وتعزيز الجهود التي مبعثها نصرة قضايا الأمة العربية وإعلاء ونشر مواقفها دولياً والحد من المخاطر التي تضر بمصالحها وتحصين منظومة الأمن والاستقرار الإقليمي وبشكلٍ أوسع الدولي.
وقال العضايلة: "تقف أمّتنا العربية في مرحلةٍ صعبةٍ ومحطةٍ ربما تكون من أخطر وأدق ما واجهته منذ عقودٍ. مرحلةً تعددت فيها التحديات وتزايدت الأزمات، التي تشعّبت وامتدت جغرافياً لتمسّ غير قطرٍ عربي".
وأضاف أنه على الرغم من خطورة هذه التحديات بقيت القضية الفلسطينية ولا تزال جوهر الصراع الذي تتغذى عليه كل الأزمات، وبقي غياب حلها العادل والشامل النافذة لكل من أراد إشعال المنطقة وإشغال دولها وشعوبها بويلاتٍ لا سبيل للتخلص منها إلا بحل القضية الفلسطينية حلّا عادلاً وشاملاً ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويعيد الحقوق إلى أصحابها.
وتابع أنه لا يمكن الوصول إلى عالمٍ أكثر سلاماً دون شرقٍ أوسط مستقر، والاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن الوصول إليه دون أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة.
كما أكد قائلا: "سنعمل بكلِ جهدٍ مع مختلف الأطراف لتكثيف العمل الدبلوماسي الفاعل وتعزيز صوت الحق الداعي لوقف الحرب الغاشمة، والبدء في إعادة الإعمار في إطار الخطّة العربية الإسلامية، التي أطلقتها مصر بالتنسيق مع فلسطين، وإطلاق أفقٍ سياسيٍ لمفاوضاتٍ جادة هدفها التوصّل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ وعادلٍ للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967.
كما شدد على أن "جهود وقف الحرب ودعم مسار التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وضمان إيصال المساعدات الكافية ودعم خطة إعادة الإعمار وتعزيز الدعم السياسي والمالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" ستبقى أولويات سنعمل معكم لتحقيقها، وبما يخدم الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته المركزية".
واختتم كلمته قائلا: "تحت مظلة جامعتنا العربية سنمضي قدماً في تعزيز مسارات الحلول السياسية لأزماتٍ تواجهها دولٌ عربية شقيقة، نستهدف بذلك تدعيم أمنها واستقرارها ورفض التدخل الخارجي في شئونها وصون سيادتها وتمكين وتقوية مؤسسات الدولة الوطنية فيها، كما سنستفيد، وفق مبدأ الاختصاص، على ما تنجزه المجالس الوزارية الأخرى تحت مظلة جامعة الدول العربية في مختلف المجالات السيادية والفنية، وبما يحقق المؤسسية القائمة عليه عمل مجالس الجامعة ويخدم البناء على المخرجات والقرارت التي تصدر عنها".