سي إن إن ترصد عقبات تنتظر أوكرانيا مع مقاتلات إف-16

آخر تحديث: الإثنين 22 مايو 2023 - 2:26 م بتوقيت القاهرة

أحمد حسن

اعتبر خبراء عسكريون غربيون أن حصول أوكرانيا على مقاتلات "إف-16" لا يمثل نهاية سعيدة لأزمة المقاتلات الجوية في أوكرانيا، لافتين إلى أن هناك العديد من العقبات المتنوعة في انتظار الأوكرانيين مع المقاتلات الجوية الأشهر.

وتلقى سعي أوكرانيا للحصول على طائرات مقاتلة أمريكية الصنع من طراز "إف-16" دفعة كبيرة، خلال عطلة نهاية الأسبوع عندما قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمه لكييف بتدريب طياريهم، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

وجاءت تصريحات بايدن في قمة مع زعماء مجموعة السبع في اليابان بعد أيام من إعلان بريطانيا وهولندا أنهما تبنيان "تحالفا دوليا" لمساعدة أوكرانيا في الحصول على طائرات "إف-16"، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تحسين دفاعاتها ضد الهجمات الجوية الروسية.

وستكون المقاتلات الجوية الشهيرة بمثابة ترقية للطائرات التي تعود إلى الحقبة السوفيتية والموجودة حاليا في أسطول أوكرانيا.

لكن، يحذر المحللون من أن الطائرات لديها نقاط ضعف قد تكون موسكو على دراية بها جيدا ويمكن أن تستغلها.

وعند سؤاله حول كون المقاتلات الشهيرة ستصنع الفرق، أجاب طيار، في الخدمة الفعلية، للمقاتلات "إف-16"، طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث عن الموضوع: "ليس كذلك".

• عقبات لوجستية

وأوضح المحللون، أن الأعداد الهائلة من هذا الطراز النشط في جميع أنحاء العالم تعني أن لديها مسارا لوجستيا راسخا وعددا جيدا من قطع الغيار المتاحة، وهي مكونات مهمة للحفاظ على قدرة الطائرات على القتال.

لكن، لاحظ المحللون أيضا أنه بالنسبة لطائرة مقاتلة حديثة مثل "إف-16"، يمكن أن يستغرق المختصين بالصيانة وقتا أطول من تدريب الطيارين.

وقال بيتر لايتون، الضابط السابق في سلاح الجو الملكي الأسترالي: "أعتقد أنه من الممكن تعليم طيار أوكراني أن يطير بطائرة "إف-16" في غضون 3 أشهر"، لكن في المقابل "تدريب طاقم الصيانة قد يستغرق شهورا أو سنوات، اعتمادا على المستوى المطلوب من الكفاءة".

كما أوضح لايتون أن 3 أشهر من تدريب الطيارين مخصصة للأساسيات، مثل التحليق بالطائرة والهبوط بأمان، ومع ذلك، تصبح الأدوار القتالية أكثر تعقيدا"، وأكد الطيار أنه "من السهل تعلم كيفية الطيران، لكن توظيف المقاتلة بشكل فعال في بيئة تهديد ديناميكية قد يستغرق سنوات".

وقال لايتون إن طياري الطائرات المقاتلة الأوكرانية الحاليين أثبتوا براعتهم، ويمكنهم التعلم قيادة طائرات "إف-16"، إذا اقتصروا على الدفاع الجوي، وأسقطوا طائرات أو صواريخ روسية متطفلة، على المدى القصير.

وأكمل: "يسقط منطقي هذا إذا حاولت تعليمهم هجوما أرضيا على ارتفاعات منخفضة، أو هجوما أرضيا في جميع الأحوال الجوية باستخدام أنظمة الأشعة تحت الحمراء والقنابل الموجهة بالليزر؛ فإن هذا سيستغرق وقتا أطول".

* أزمة المدارج والمخابئ الأمنة

من جهة أخرى، نوه محللا مؤسسة "راند" البحثية الأمريكية، جون هون وويليام كورتني، في وقت سابق من هذا الشهر، أن "إف-16" تعطي أفضل أداء على مدارج طويلة ونقية، وأكدا أنه لجلب طائرات غربية، قد تحتاج أوكرانيا إلى إعادة تمديد عدد من المدارج وربما توسيعها، وهي عملية من المحتمل أن تكتشفها روسيا.

وأضافا: "إذا كان عدد قليل من المطارات مناسبا وفي مواقع معروفة، فإن الهجمات الروسية المركزة يمكن أن تعيق الطائرات الأوكرانية من الطيران".

وفي غضون ذلك، تحدث المحللون عن أنه بافتراض أن أوكرانيا يمكنها التغلب على عقبات الخدمات اللوجستية والصيانة، والعثور على مدارج آمنة تطير منها الطائرات، فإنها لا تزال بحاجة إلى الأسلحة المناسبة (باهظة الثمن) لتكون فعالة ضد الطائرات المقاتلة الرئيسية التي تستخدمها روسيا، مثل "سو-25" و"ميج-31".

وتعد "إف-16" طائرة نفاثة ذات محرك واحد ومتعددة المهام، مما يعني أنه يمكن استخدامها في مهام جو-جو أو هجوم أرضي، ويطلق سلاح الجو الأمريكي على الطائرة التي حلقت لأول مرة في السبعينيات: "نظام أسلحة منخفض التكلفة نسبيًا وعالي الأداء".

ووفقا لدليل القوات الجوية العالمية التابع لشركة "فلايت جلوبال"، ينشط ما يقرب من 2200 طائرة من طراز "إف-16"، في جميع أنحاء العالم حاليا، مما يجعلها الطائرة المقاتلة الأكثر شعبية مع نسبة 15% من أسطول العالم الجوي.

ويقول المحللون إن الطائرات التي ستتلقاها أوكرانيا ليست أقدم الطائرات الموجودة هناك، ولكن الطائرات التي خضعت لما يسمى "ترقيات منتصف العمر"، مما يعني أنها حصلت على تحسينات تتعلق بإلكترونيات الطيران والبرامج.

وأوضح روبرت هوبكنز، الطيار السابق في سلاح الجو الأمريكي: "هناك فائض من هذا الطراز في الدول الغربية، مما يعني توافرا فوريا لها"، مضيفا أن "هناك طائرات أخرى أكثر قدرة من "إف-16"، لكنها أقل عددا وغير متاحة للنقل".

وتحدث لايتون عن أنه يمكن القول إن "أفضل طائرة من الناحية الفنية هي طائرة جريبن سويدية الصنع بسبب قدراتها القتالية وسهولة صيانتها، لكن معدل إنتاجها السنوي منخفض".

وتابع لايتون: "هولندا لديها حوالي 40 طائرة في متناول اليد، تم تحديثهم تدريجيا ولديها رادارات وإلكترونيات طيران حديثة نسبيا وقادرة على استخدام أسلحة متقدمة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved