كيف قد يؤثر إعلان بايدن انسحابه من السباق الرئاسي على العلاقات الأمريكية الخارجية؟

آخر تحديث: الإثنين 22 يوليه 2024 - 1:03 م بتوقيت القاهرة

هدير عادل

بعد الإعلان المفاجئ، يوم الأحد، بالانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية، لا يزال أمام جو بايدن ستة أشهر رئيساً للولايات المتحدة وقائداً اعلى، وقد يكون متوقعاً من القادة الأجانب لأن يستبعدوا الرئيس الأمريكي باعتباره "بطة عرجاء".

السياسة الأمريكية الخارجية

وحول العالم، كان رؤساء الحكومات وكبار الدبلوماسيين يستعدون لبحار من التغيير في السياسة الأمريكية تحت إدارة محتملة بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، موجهة برؤى "أمريكا أولاً" التي تحمل شكوكاً واسعة النطاق في أوروبا، وغير متعاطفة تجاه أوكرانيا، ومتشددة فيما يتعلق بالصين، وموالية لإسرائيل، بحسب تحليل نشرته صحيفة "جارديان" البريطانية.

لكن من خلال التخلي عن حملة خاسرة بدا أنها ستلقي بالانتخابات لصالح ترامب، قد يكون لدى بايدن فرصة لتمرير إرثه للإدارة الديمقراطية التالية – إذا تمكن حزبه من تنظيم صفوفه بسرعة حول مرشح يمكنه جعلهم قادرين على المنافسة في نوفمبر.

وقال كوري شاك، مدير دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد "أمريكان إنتربرايز": "أعتقد أن الإعلان يضع (بايدن) في موقف أقوى، لأن احتمال مواصلة السياسة في إدارة ديمقراطية أصبح أكثر ترجيحاً الآن".

وسيتم اختبار بايدن، يوم الاثنين، مع اتجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس وعقد سلسلة اجتماعات عالية الرهانات في البيت الأبيض، والتي يمكن أن تؤثر على ما إذا كان يمكنه التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس أو التفكير في هجوم عسكري واسع النطاق على طول الحدود مع لبنان. وتريد إدارة بايدن وقف إطلاق النار وقد حذرت نتنياهو من تصعيد الصراع.

وفي المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأسبوع الماضي، شارك عدد من السفراء الأوروبيين الذين يسعون للبقاء قرب حملة ترامب. لكن بعد انسحاب بايدن، ربما يتأرجح الزخم نحو الوسط.
وأوضح شاك أن "القادة الأجانب يسعون جميعاً للقاء ترامب والمقربين منه، والآن سيتدافعون للقاء المنافسين الديمقراطيين واكتشاف من قد يكون مؤثرا معهم".

وكان من المقرر بالفعل أن يعقد نتنياهو اجتماعات مع نائبة الرئيس كامالا هاريس في واشنطن، بحسب ما قاله المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، خلال إحاطة صحفية الأسبوع الماضي. وسيكون لدى نتنياهو على الأرجح خطوط اتصال مع حملة ترامب، وفقاً لما قاله دبلوماسي أوروبي.

وأضاف: " أعتقد أن (نتنياهو) يجب أن يوازن أكثر قليلاً ما يسمعه في واشنطن من الجانبين. عاد الأمر الآن إلى كونه سؤالاً مفتوحاً مجدداً بشأن الطريقة التي ستسير بها الانتخابات".

وتأتي الانتخابات الأمريكية في لحظة حيوية في الشؤون العالمية، مع صراعين كبيرين في أوكرانيا وغزة، وتحذير الحزبين الأمريكيين من تنافس متزايد بين القوى العظمى والصين، وحلفاء أوروبيون قلقين من قبل روسيا وسياسة "أمريكا أولا" المحتملة في عهد ترامب، التي يمكن أن تشهد إدارة أمريكا ظهرها للقارة.

ردود فعل عالمية

في سياق متصل، تدفقت رسائل الامتنان والدعم على بايدن بعد إعلانه تنحيه عن المضي في سباق الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وتأييده لنائبته كامالا هاريس لتكون المرشح الديمقراطي التالي.

وكانت هذه اللحظة غير المسبوقة الثانية في السياسة الأمريكية في غضون أكثر من أسبوع، بعد محاولة لاغتيال ترامب في تجمع انتخابي في بنسلفانيا يوم 13 يوليو، ليحتشد بعدها قادة العالم حوله مرشحاً عن الحزب الجمهوري.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي التقى بايدن هذا الشهر في واشنطن، إنه يحترم قرار الرئيس ويتطلع للعمل معاً لما تبقى من فترة ولايته.

وأضاف ستارمر، خلال منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "أعلم أن، كما فعل طوال مسيرته المهنية المذهلة، أنه سيكون قد اتخذ قراره بناء على ما يعتقد أنه الأفضل للشعب الأمريكي".

وتوجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بالشكر لبايدن على كونه "صديقا حقيقيا" لبلاده، قائلا: "إنه رجل عظيم، وكل شيء يفعله يوجهه حبه لبلاده".

وفي مؤتمر صحفي، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن بايدن يسيتحق الاعتراف به "لعدم وضعه لنفسه أولاً مجددا، ولكن إيلاء الاعتبار الأول لما يعتقد انه في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، كما فعل طوال حياته العامة".

كما توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالشكر لبايدن على دعمه الثابت لحرب بلاده ضد روسيا، حيث دعمتهم الولايات المتحدة بالسلاح والمساعدات العسكرية والدعم الدبلوماسي، رغم ردود الفعل السلبية من الجمهوريين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved