يحيي السنوار.. لماذا عارض مفاوضات إطلاق سراحه في صفقة شاليط؟

آخر تحديث: الأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 6:18 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، عاد اسم يحيى السنوار الذي يرأس الجناح السياسي لحماس في قطاع غزة، للواجهة بقوة، بعدما وُصف بأنه العقل المدبر للهجوم المباغت على الأراضي المحتلة في السابع من أكتوبر الماضي.

ووفقا لشبكة "بي بي سي"، فلا يزال آلاف الجنود الإسرائيليين يحاولون العثور على السنوار، الذي أصبح أحد أكثر الرجال المطلوبين لدى إسرائيل، التي هددت باغتياله، محملة إياه المسئولية عن الهجوم.

ويحيى السنوار الذي يمثل الخطر الأكبر على إسرائيل، كان أسير في قبضتها، حيث حكمت عليه، في عام 1988، بالسجن مدى الحياة 4 مرات، لمدة 426 عاما، أمضى منها 24 عاما في السجن، حيث كانت نقطة التحول في مساره، عندما تفاوضت إسرائيل على صفقة لتبادل الفلسطينين المعتقلين لديها مقابل الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته حماس، في عام 2011.

في كتابه "الطريق إلى صفقة وفاء الأحرار: صفقة شاليط 2006-2011"، عرض الباحث الفلسطيني محمد عبدربه مطر، مراحل المفاوضات، منذ أسر المقاومة الفلسطينية الجندي الصهيوني جلعاد شاليط في يونيو 2006، وحتى إتمام عملية التبادل في أكتوبر 2011، وتحرير مئات الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال من بينهم السنوار.

وقال إن المفاوضات بالرعاية المصرية، في سنة 2009، دخلت مرحلة جديدة، فالكيان الصهيوني أيقن أن شاليط لن يعود إلا بطريقة واحدة، وهي صفقة بشروط القسام.

ففي نوفمبر 2009، تقدمت الصفقة خطوات كبيرة، وأوشكت على نهايتها وتفاءل الجميع بتوقيعها، ثم ما لبثت أن توقفت بسبب تعثر مصر في التوصل إلى تنفيذ اتفاق المصالحة الوطنية بين حركتي حماس وفتح، ولعدم استعداد الاحتلال لدفع الثمن، ما دفع حكومته إلى التراجع عن بنود كثيرة اتفق عليها، وطرح معايير جديدة رفضتها حماس، لأنها لا تلبي أدنى الشروط، وبقيت مفاوضات الصفقة مجمدة.

ونقل الأسير المحرر محمد الناعوق، أنه في بداية سنة 2010، كان هناك مفاوضات بقيادة محمود الزهار، عضو القيادة السياسية في حركة حماس، اقتربت من إنجاز صفقة تبادل بعد الموافقة على العروض المقدمة حينها، ولكن يحيى السنوار تحديدا اعترض عليها ورفضها، بعد أن علم بتفاصيلها من المحامي، حيث استثنت أعدادا كبيرة من الأسرى الكبار ومنهم محمد الشرائحة وماجد أبو قطيش، بالإضافة إلى إبعاد عدد كبير من الأسرى إلى الخارج.

على إثر ذلك أجرى السنوار، من غرفة رقم 11 من داخل سجن بئر السبع، اتصالاً هاتفياً مع الزهار وقال له: "لن أسمح بالتفرد في اتخاذ قرار الصفقة، وحدثت بينهما مشادة كلامية، ثم اتصل السنوار بالقيادي في حماس خالد مشعل، فوعده مشعل بعدم الحديث عن أي صفقة إلا بموافقة الأسرى في السجون، وقال له: "إن أردت إيقاف الصفقة سأوقفها"، وفعلا توقفت المفاوضات.

ثم اتصل السنوار بشقيقه محمد السنوار، أحد قيادات كتائب القسام في قطاع غزة، وقال له: "سلم على الحاج، واحكيله إنه الأمانة اللي عنده ما تطلع"، يقصد بالحاج الجعبري، نائب القائد العام لكتائب القسام، ويقصد بالأمانة شاليط.

وعلى إثر ذلك وُضع يحيى السنوار في العزل الانفرادي من قبل مصلحة سجون الاحتلال، ثم خرج نتنياهو في تصريح قال فيه: "لقد كنا على مشارف إتمام صفقة، لكن المعتقلين في السجون أفشلوها، الآن حماس ستدخل مفاوضات من الصفر".

وقال الكاتب إن السنوار عارض بشدة عقد الصفقة في مراحل نضوجها، فمن وجهة نظره لم يكن عدد السجناء المفرج عنهم مرتفعا بما فيه الكفاية، علاوة على أن الصفقة لم تتضمن كل الأسماء الثقيلة التي رأى أنه كان يجب الإفراج عنها في الصفقة، أولئك الذين خططوا ونفذوا أخطر حالات المقاومة، ومن بينهم حسن سلامة وعبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد.

وكانت معارضة السنوار شديدة لدرجة أن جهاز الأمن الإسرائيلي، ضغط من أجل عزله في الزنزانة، كي تستمر المفاوضات بقليل من الاضطرابات، وظلت المفاوضات قائمة حتى عام 2011.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved