كمال عدوان.. لماذا سمى المستشفى الذي يخدم جزءا كبيرا من سكان غزة باسمه؟
آخر تحديث: الأحد 22 ديسمبر 2024 - 4:20 م بتوقيت القاهرة
منال الوراقي
قصف الطيران الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، حيث ذكرت مصادر طبية لـ"سكاي نيوز" أن المستشفى يتعرض لقصف إسرائيلي كثيف وعنيف جدا وغير مسبوق، دون سابق إنذار.
وأشارت إلى الجيش الإسرائيلي يقصف المستشفى بالقنابل والقذائف المدفعية، ويستهدف أقسام المستشفى برصاص قناصته، ما تسبب بأضرار جسيمة، مؤكدة أن الطواقم طبية المتواجدة في المستشفى، تجمعت في مكان واحد بين الممرات والأقسام، في محاولة لحماية أنفسهم من الشظايا والرصاص.
وقال الدكتور حسام أبو صفية، مدير المستشفى، إن الجيش الإسرائيلي أبلغهم بضرورة إخلاء المستشفى فورًا، محملًا المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث.
من جانبه، قال مدير المستشفيات الميدانية بغزة، مروان الهمص، لفضائية "الغد" إنه يجب توفير الحماية لمستشفى كمال عدوان ومطالبة جيش الاحتلال بالانسحاب من محيطه، مضيفا أنه لا إمكانيات متاحة لنقل المرضى والجرحى من مستشفى كمال عدوان.
وسبق أن استهدف الجيش الإسرائيلي المستشفى، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الكوادر الطبية والأشخاص في محيطه، وألحق أضرارا بمولدات الكهرباء وبأقسام المستشفى، الوحيد العامل في شمال قطاع غزة.
ولكن، من هو الشهيد كمال عدوان؟ ولماذا سمى المستشفى الذي يخدم جزءا كبيرا من سكان غزة باسمه؟
بحسب الموقع الرسمي لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، سميت المستشفى تخليدا لذكرى الشهيد كمال عدوان، أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية، والذي استشهد في عام 1973، وهو من سكان محافظة شمال غزة.
والشهيد كمال عدوان، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وُلد في قرية بربرة القريبة من مدينة عسقلان عام 1935، ومن ثم لجأت عائلته إلى قطاع غزة أثناء نكبة عام 1948، بحسب ما ذكرته عنه مؤسسة "خليل الوزير" الفلسطينية، التي تأسست بهدف جمع وتوثيق ذاكرة الثورة الفلسطينية.
وكان والد كمال مقاولا من وجهاء بربرة، قبل أن تلجأ العائلة إلى قطاع غزة إثر نكبة 1948، فأقامت في رفح مدة 6 أشهر ثم فضل والده الإقامة في غزة، وما لبث أن توفي فيها في عام 1952، بحسب ما ذكره مركز الناطور للدراسات والأبحاث الفلسطيني.
ودرس كمال الابتدائية في مدرسة بربرة، وفي غزة أكمل دراسته الإعدادية في مدرسة الرمال الإعدادية التابعة لوكالة غوث اللاجئين الأونروا، ثم انتقل إلى مدرسة الإمام الشافعي الثانوية، ثم التحق بجامعة القاهرة عام 1954، حيث دخل كلية الهندسة تخصص بترول ومعادن.
وغادر عدوان غزة إلى مصر في عام 1955 ومنها إلى قطر، حيث عمل مدرسا لسنة واحدة، ثم تعاقد في السعودية، وعمل مهندسا متدربا في حقل البترول مع شركة أرامكو في الدمام في عام 1958.
وكان لكمال دور طليعي في إرساء مبادئ حركة فتح الفلسطينية، وشارك في المجلس الوطني الفلسطيني منذ دورته الأولى في القدس عام 1964، حتى ترك عمله في قطر في عام 1968، وتفرغ للعمل في حركة فتح مسئولا عن الإعلام واتخذ من مدينة عمان مقرا له واستطاع أن يقيم جهازا إعلاميا متطورا.
وانتقل كمال بعد أحداث أيلول إلى دمشق وبيروت، حيث عمل على إعادة بناء جهاز الإعلام التابع لحركة فتح، وشارك في تأسيس وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح في عام 1971، وأوكلت إليه مسئولية قطاع الأرض المحتلة "القطاع الغربي".
ووفقًا لمركز الدراسات والأبحاث الفلسطيني، كان كمال مناضلا كبيرا وواعيا، حتى استشهد في عام 1973، في شقته بشارع فردان ببيروت، وقاتل مهاجميه حتى الرصاصة الأخيرة، واستطاع أن يقتل ويصيب عددا منهم قبيل استشهاده.