احتفاء بمسيرة عبد الدايم الشاذلي في ثاني ليالي رمضان بالحديقة الثقافية
آخر تحديث: السبت 23 مارس 2024 - 1:55 م بتوقيت القاهرة
محمود عماد
شهدت الليلة الثانية من ليالي الحديقة الثقافية بالسيدة زينب، أمس الجمعة، عددا من الفعاليات الثقافية والفنية التي أقامتها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، ضمن برنامج ليالي رمضان، المقدم بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر مسعود شومان، وذلك في إطار برامج وزارة الثقافة.
وواصل الفنان محمد عزت راوي السيرة الهلالية، قصة "دياب بن غانم" فبعد أن ضل طريقه في الجبل، ندم على ما فعله قائلا: "يا ليتني اتبعت كلام والدي عندما نصحني بمشاورة الأمير أبوزيد، وظل يلتفت يمينا ويسارا ليجد طريقة للرجوع إلى منزله، وفي لحظة نظر أمامه فوجد بعض من الطيور فاستنتح أنها لابد تقف على بعض الغلال، فاقترب منها ليجد أنها تقف على بئر من الماء، فنزل من على حصانه ليتوضأ يدعي الله أن يجد الطريق الصحيح، وأثناء صلاته أتت إليه غزالة من الجبل الوجه وجه إنسان ولكن في هيئة حيوان".
وقدم السيرة الشاعر والباحث مسعود شومان، موضحا أن السيرة الهلالية واحدة من الكنوز الكبرى وجزء من تراثنا، وسجلت في منظمة اليونسكو كعنصر من عناصر التراث غير المادي، ولها أجزاء كبيرة تبدأ بالمواليد ثم الريادة الكبري، ثم الريادة الصغرى، والتغريبة ثم ديوان الأيتام، وكل جزء له قصصه، والسيرة تعبر عن العادات والتقاليد، وبدأت السيرة من أرض نجد مرورا بالعراق ثم بلاد الشام مرورا بمصر وأرض المغاربة.
وأقيم بمقهى نجيب محفوظ، أمسية شعرية لعدد من الشعراء، وشارك الشاعر محمد التمساح بقصائد "حلاوة روح، واقفين طوابير، سما روحك"، ألقت الشاعرة حنان شاهين قصيدة "أبين زين".
وألقت الشاعرة فكرية غانم، قصائد "متئدا، وابتهالات البنفسج"، وقصيدة بعنوان: "ليلى" ألقاها الشاعر صلاح داوود.
واختتمت الأمسية، بالشاعر حسين الموافي وقصيدة "نهى عبق الورد"، وأدار الأمسية الشاعر سعيد شحاته.
وتضمنت الليلة حلقة جديدة من برنامج "عطر الأحباب" عن الشاعر عبد الدايم الشاذلي.
وتناول الشاعر سعيد شحاتة سيرته الذاتية، موضحا أن "الشاذلي" ولد بمحافظة كفر الشيخ في 30 مارس 1952.
وكتب في الشعر والأغنية والمسرح والسينما والسيناريو، وصدر له الكثير من الدواوين منها "بصمات منقوشة بالحنين على جدار الزمن، وكتاب العشق"، وكتب مسرحيات "عاشق الموال، وحلم الواد نجم، والأولة مصر"، وقدم للسينما فيلم "اللي رقصوا على السلم" عام 1994.
وتابع "شحاتة"، حديثه أن "الشاذلي" حصل على شهادة تقدير من الرئيس السادات في العيد الأول للفن والثقافة عام 1979، وجرى تكريمه من قصور الثقافة في مؤتمر أدباء مصر الدورة العاشرة عام 1995، ورحل عن عالمنا 1997.
واختتم حديثه بإلقاء قصيدة للشاعر الراحل من ديوانه "العشق"، وجاءت بعنوان: "محبة".
وتقام فعاليات برنامجي واحة الشعراء وعطر الأحباب بإشراف الإدارة العامة للثقافة العامة برئاسة الشاعر عبده الزراع.
وأقيم حول توقيع للمجموعة القصصية "شطحات منسية" الصادرة عن هيئة قصور الثقافة، للكاتب د. أحمد جمال الدين موسى وزير التعليم الأسبق.
وفي بداية حديثه، قدم الشكر إلى الهيئة، وعبر عن سعادته بوجوده في هذا المكان المميز والعريق، وتحدث عن اهتمامه بالأدب منذ فترة طويلة وهذه المجموعة دليل على ذلك؛ لأن بها كتابات منذ عام 1968 وتدل على أن الأدب متجذر في الأعماق منذ فترة طويلة.
وتحدث الناقد أسامة عرابي، عن المجموعة القصصية، معتبرا أنها مواجهة صريحة مع الأفكار والقيم السائدة ينقلها كاتبها لتعبر عن همومه وتطلعاته المتغيرة في ضوء العلاقة المستجدة بين تجربته وظروفه المحيطة.
وأشار إلى أن أحداث المجموعة تدور بين أعوام 1968 و2007 وهي فتره شهدت تطورات عدة في مصر انتقل معها المجتمع المصري من طور إلى طور.
وأضاف أن المجموعة تبدأ بقصة الكاتب شوكت عيسى المهموم بقضايا الريف وأحواله وتناقش قضية مزمنة عانى ويعاني منها الريف المصري وهي العلاقات الطبقية الأساسية للريف لم تتغير وسلطة كبار الملاك إلى البرجوازية الريفية المتسلطة.
والقصة الأخرى "مدينة نصر شبرا"، واتخذ منها الكاتب من معاناة المواطنين المصريين اليومية مع المواصلات العامة التي تشكو من تكدس البشر ومعارك لا تنتهي لكشف أعماق الواقع المصري بكل مرارته وأبعاده الحياتية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح "عرابي"، أن قصة "الأبدية المفقودة" تأخذ منحنى فلسفيا عن الحياة، متسائلا: "هل هي مجرد عبث؟، وماذا عن العدم وكيف نميزه عن الوجود؟، وكيف نخلق فكرة عن الوجود من خلال هذا العبث:؟ وأن نجد معنى لحياتنا، وإلا ما كان لنا بقاء على وجه البسيطة".
وتحدث الشاعر والناقد محمد الكفراوي، عن المجموعة القصصية متناولا حكاية "جعفر ابن السائح وقصصه" وما تحمله من هواجس وأفكار وأسئلة عن الوجود والعدم عن الحياة والموت عن الإنسان وذاته، والكاتب نجح وبرع في أن هو يستعيد شخصيات ريفية من قلب الريف المصري، مثل شخصية جعفر بن السائح والتي تنتهي على فاجعة، بجانب شخصيات أخرى ومبدعين ومخرجين وفلاسفة قدمهم الكاتب في أسلوب غاية في البساطة والجمال؛ ليحيى هذه الشخصيات ويقدمها بطريق شيقة تجذب القارئ.
وأشار د. عمرو سرحان عميد كلية طب المنصورة الأسبق، إلى أن نشأة الكاتب في قرية بمحافظة الدقهلية، شكلت وعيه وتفكيره فهذه المجموعة نتيجة هذه الرحلة الحياتية منذ مولده بالقرية مرورا بحرب أكتوبر وبعتثه إلى فرنسا.
وتناقش المجموعة الأسئلة الوجودية والأبدية المفقودة والموت والحياة والعدم وكلها أمور فلسفية تعبر عن الذخيرة المعرفية والمعلوماتية للكاتب التي مر بها خلال حياته وأراد أن ينقلها للناس.
وتقام فعاليات حفلات التوقيع بإشراف الإدارة العامة للنشر برئاسة الحسيني عمران.
وشهدت الليلة، إقامة عدد من ورش الفنون التشكيلية، منها تشكيل بالورق أوريجامي، رسم حر، عمل سبح زينة رمضان، عمل النجمة والهلال، فانوس رمضان، وورشة حكي عن "صلاح الدين الأيوبي"، وتلوين شخصيات رمضان، ومجلة حائط، وورشة اكتشاف مواهب محمد بكر، وكيفية رسم المانديلا، ومسابقة ثقافية وتوزيع جوائز.
واستقبل المسرح، عرضا فنيا لفرقة سوهاج للموسيقى العربية بقيادة المايسترو خالد حبشي، وسط تفاعل كبير.
وقدمت عددا من الأغاني الطربية منها "وصفولي الصبر، ويا صلاة الزين، وكل ما أقول التوبة، ويا بركة رمضان، والحياة حلوة، وشوفت حبيبي، وطاير ياهوا، وأمانة ياليل".
يشار إلى أن البرنامج الثقافي يقدم بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ومن خلال الإدارات العامة التابعة لها "الثقافة العامة، والتمكين الثقافي، المواهب، والجمعيات الثقافية، والنشر" والمشرف التنفيذي للفعاليات بالحديقة أماني شاكر مدير عام المكتبات.
وتقام العروض الفنية بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبدالمنعم، من خلال إدارتي المهرجانات والموسيقى وتستمر الفعاليات حتى 20 رمضان.
وأطلقت هيئة قصور الثقافة، الليالي الرمضانية هذا العام بمواقعها المركزية الكبرى، في 4 مواقع بالقاهرة منها قصر ثقافة روض الفرج والحديقة الثقافية بالسيدة زينب ومسرح السامر وقصر السينما.
وتنظم الهيئة، فعاليات ليالي رمضان في 6 محافظات مصرية تمثل أقاليم مصر كافة، وهي: المنيا والإسماعيلية والأقصر والبحيرة والدقهلية والفيوم، وأنشطة هيئة قصور الثقافة المتعددة في كل الفروع الثقافية بباقي المحافظات.
وأعدت الهيئة، برنامجا لأطفال المناطق المطورة "بديل العشوائيات"، وتقدم أنشطة مكثفة بمبادرة "أنت الحياة"، بالتعاون مع مؤسسة "حياة كريمة" في 14 محافظة.