شواهد القبور (13).. فاطمة حشمت هانم: رثاء مؤلم لوفاتها أثناء الولادة
آخر تحديث: السبت 23 مارس 2024 - 9:21 ص بتوقيت القاهرة
محمد حسين
تحتضن مدينة القاهرة، تراثا ثريًا ومتنوعا، يقف شاهدا وموثقا لأحداث تاريخ، وشخصيات مرت على مصر في حقب مختلفة من تاريخها الممتدد.
ولا يقتصر تاريخ القاهرة على مساجدها التاريخية ومآذنها الشامخة أو القصور المنيفة؛ ففي مقابرها وجباناتها كنوزا مخفية لم يرها ولم يوثقها الكثير من قبل.
ووثق الدكتور مصطفى الصادق، أستاذ الطب المتفرغ بقصر العيني والمهتم بالتاريخ والتراث، جولاته بجبانات مقابر القاهرة التي أمضى بها سنوات عديدة، وجمع مادة ثرية من صور المقابر التاريخية، وصدرت أواخر يناير الماضي في كتاب: "كنوز مقابر مصر.. عجائب الأمور في شواهد القبور"، عن دار ديوان للنشر.
وتشارك "الشروق"، قراءها رحلة التعرف على الكنوز المخفية لجبانات ومقابر القاهرة من خلال حلقات مسلسلة تحت عنوان "شواهد القبور"، ما يمنحهم زاوية جديدة لإعادة قراءة تاريخ مصر وأحداثه وشخصياته:
الحلقة الثالثة عشرة:
نواصل حلقاتنا مع شاهد قبر السيدة فاهمة هانم حشمت، والتي ضم تفاصيل بالغة الجمال والدقة؛ حيث وثق في سطوره القصيرة مأسأتها الإنسانية بوفاتها خلال الولادة.
* عائلة وطنية
هي ابنة أحمد باشا حشمت مدير جرجا، فأسيوط، فالدقهلية، ثم وزير الخارجية، ثم المالية والمعارف، وهو من أركان اللجنة التي وضعت دستور مصر الأول سنة ١٩٢٣؛ وهي شقيقة مراد بك وحسن بك حشمت، وفقا لما ذكره الدكتور مصطفى الصادق في كتابه.
وتزوجت فاطمة هانم من ابن عمها عبد العزيز باشا فهمي محام من أعلام الحركة الوطنية).
ويتضح من الرثاء، الذي كتبه والدها أحمد باشا حشمت على شاهد قبرها، أنها تُوفِّيَت بعد ولادة ابنها - في الأغلب نتيجة لمضاعفات عملية الولادة الذي تركته في رعاية والدها يوم ٢٤ رمضان سنة ١٣٢٧ هـ الموافق 9 أكتوبر سنة ١٩٠٩.
* حوش مملوكي
دفنت فاطمة (نازلي) حشمت في مدفن والدها أحمد باشا حشمت بقرافة الإمام بجوار مدفن برهان، وهو حوش كبير على الطراز المملوكي الجديد (نيو مملوك)، وله حديقة كبيرة وحجرة دفن تضم إلى جوارها أخاها مراد بك أحمد حشمت المُتوفّى في ١١ أكتوبر سنة ١٩٣٧، وحسن أحمد حشمت المُتوفّى يوم ٢٦ يناير سنة ١٩٣٧، ووالدتها فاطمة هانم المتوفاة يوم ١٨ مارس سنة ١٩٣٦، ووالدها أحمد باشا حشمت المتوفى يوم ٨ مايو سنة ١٩٢٦.
* تفاصيل تركيبة القبر؟
التركيبة رخامية من مستويين يعلوها شاهدا قبر، المستوى السفلي يرتكز على قاعدة من الرخام الأسود ومزخرف بزخارف نباتية عبارة عن أفرع نباتية متماوجة تخرج منها أوراق نباتية منفذة باللون الذهبي بطريقة الحفر البارز، ويشغلها بحور كتابية من آيات قرآنية بخط الثلث البارز الذهبي على أرضية زرقاء، ويعلو المستوى السفلي غطاء من الرخام على أركانه الأربعة مزهرية.
المستوى العلوي يرتكز على الغطاء الرخامي، وهو مزخرف بنقوش كتابية وزخرفية مشابهة للموجودة بالمستوى السفلي، وتعلوه شرفة رخامية.
*أبيات حافظ إبراهيم توثق وفاتها الأليمة
ويعلو التركيبة شاهدا قبر من الرخام المستطيل الشاهد الخلفي (المضاهي) ينتهي من أعلى بهيئة عقد مستدير مزخرف بزخارف نباتية بارزة على شكل فرعين نباتيين متماوجين وورود، أما الشاهد الأمامي فيعلوه غطاء رأس لسيدة على هيئة تاج ذهبي، وفي وسطه هلال ونجمة خماسية، ويشغله نقش كتابي مكتوب بالخط الفارسي الذهبي على أرضية زرقاء من سبعة أسطر والشعر من نظم حافظ باشا إبراهيم -
تفصل بينها خطوط أفقية تُقرأ كالتالي:
"فاطمة حشمت
ولدت سنة ۱۳۰۷ وتُوفِّيَت يوم ٢٤ رمضان سنة١٣٢٧
يا وردة عاشت حياة الورد
عمرا قصيرا وهوت للحد
لولا بريء غافل بالمهد
يرضيك أن أحيى ليحيى بعدى
لعجلت بي زفرات الوجد".
أقرأ أيضاً: