حكايات فلسطينية (13).. إطلالة على سيرة فنان الكاريكاتير البارز ناجي العلي

آخر تحديث: السبت 23 مارس 2024 - 4:54 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

واصل الاحتلال الإسرائيلي، انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، طيلة ما يزيد على 5 أشهر، وتورط الاحتلال في ارتكاب عشرات المجازر وجرائم الإبادة المكتملة، ما خلّف آلاف من الشهداء والجرحى.

وشهدت غزة معاناة الآلاف من مجاعة، وسط نقص كبير في المواد الغذائية، والمعدات الطبية والأدوية والوقود، إضافة إلى الدمار الذي لحق بالمستشفيات.

ويعتبر الكثيرون أن العدوان الأخير على غزة يشكّل مأساة إنسانية غير مسبوقة تعد الأكثر قسوة ودموية في تاريخ القضية الفلسطينية.

وتستعرض "الشروق"، في حلقات مسلسلة محطات من تاريخ القضية الفلسطينية وصمود ومقاومة الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، وملامح من ثقافته وعاداته وتراثه، تحت عنوان "حكايات فلسطينية"، على امتداد النصف الأول من شهر رمضان المبارك:

الحلقة الثالثة عشرة

تحدثنا في الحلقة السابقة عن رمز من رموز الحركة الوطنية الفلسطينية، وهو الشيخ فريح أبو مدين الذي اعتقلته القوات البريطانية خلال أحداث الحرب واقتادته إلى معتقل في دير البلح، وهناك تعرّف إلى مدير الاستخبارات الذي قدمه إلى الضباط البريطانيين فأكرموه وقربوه إليه تقديرا لشجاعته.

وكان الشيخ فريح أبو مدين من أهم المشاركين في المؤتمر الذي عقده مشايخ بئر السبع، سنة 1934، في مضارب التياهة؛ لبحث أفضل الطرق الواجب اتخاذها لمنع بيع الأراضي في بئر السبع لليهود ومحاربة سماسرة الأراضي.

ونواصل حكاياتنا الفلسطينية مع نموذج للمقاومة الذين استخدموا أدوات وصور للنضال بعيدًا عن ميدان القتال؛ لكنها كان ذات تأثير واسع وممتد.

وتعتبر الحركة الثقافية والفنية الفلسطينية ركنا وداعما أساسيا في الحركة الوطنية كونه وسيلة الدعاية للقضية.

وخلال العدوان الأخير على الشعب الفلسطيني، عادت رسوم فنان الكاريكتير الفلسطيني البارز ناجي العلي تتصدر الواجهة، وأصبح صورته الأبرز "الطفل حنظلة" (الذي يدير ظهره للمشاهدين، عاقدا كفيه وراء ظهره، إلى رمز فلسطينى يعبّر عن الرفض والمقاومة)، عنوانا للتضامن في ملاعب المباريات العربية.

ونستعرض في حلقة اليوم ملامح من حياة ناجي العلي، كما جاء في حواره مع الروائية رضوى عاشور ، وهو حوار يستطيع القارئ أن يستشف منها روحه الساخرة والبائسة والمتفائلة بتحفظ يقول ناجي سارداً تفاصيل حياته.

* من عين الحلوة: لابد أن أرسم
يقول ناجي العلي: "ولدت في عام 1937 في قرية الشجرة بين طبريا والناصرة قضاء الجليل، ونزحت في عام 1948 إلى إحدى مخيمات الجنوب اللبناني هو مخيم عين الحلوة بالقرب من صيدا، وكغيري من ابناء المخيم كنت أشعر بالرغبة في التعبير عن نفسي فأمشي في المظاهرات وأشارك في المناسبات القومية وأتعرض كما يتعرض سواي للقهر والسجن. وفي تلك المرحلة تشكل عندي الإحساس بأنه لا بد أن أرسم".

* مجلة الطليعة.. بداية مشوار الصحافة
ويضيف ناجي: "ورغم أنني كنت قد حصلت على دبلوم في الميكانيكا والكهرباء، فقد كنت أعمل بشكل موسمي في البساتين، في قطف البرتقال والليمون، ولم يكن هناك عمل آخر متاح. ولم يكن مسموحاً لأي فلسطيني أن يكون موظف بلدية، حاولت أن أتابع دراستي وأعبر عن نفسي بالرسم، فالتحقت بالأكاديمية الرسم لمدة سنة، إلا أنني في تلك المرحلة تعرضت للسجن ست أو سبع مرات. وعملت مدرّساً للرسم فترة بسيطة بالكلية الجعفرية في صور. ثم أتيحت لي فرصة السفر إلى الكويت للعمل في مجلة «الطليعة الكويتية» وهي مجلة للتقدميين الكويتيين.

في «الطليعة» كنت أعمل كصحفي ومخرج للمجلة وسكرتير تحرير. ثم بدأت أحتل مساحة في المجلة أعبر فيها عن نفسي بلغة الكاريكاتور".

* الرمز واللغة المشتركة
وواصل: "تدريجياً اتسعت هذه المساحة فأصبحت أقدم عدة رسوم ثم صفحة كاملة، ثم صفحتين، إلى أن اكتشفت أن العمل الأسبوعي لا يفي بحاجتي وأنني راغب في التواصل مع الناس بشكل يومي. فاخترت صحيفة يومية. ولما لم يكن هناك انسجام بين خطها وتفكيري اشترطت ألا يتدخل أحد في عملي.

وكنت قد بدأت أدرك دور الكاريكاتور. وكنت ألاحظ أن رسامي الكاريكاتور في مصر المدرسة القديمة يستخدمون الحوار بكثرة، مما لا يعطي فرصة للقارئ لإعمال ذكائه، فاتجهت إلى عكس ذلك.

ورحت أخلق رموزاً يصير تكرارها نوعاً من اللغة المشتركة بيني وبين القارئ.

اقرأ أيضا: حكايات فلسطينية (12).. الشيخ فريح أبو مدين مقاوم أجبر المحتل على احترامه

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved