«طوخ القراموص».. قرية عالمية لصناعة «ورق البردى» بالشرقية

آخر تحديث: الخميس 23 مايو 2019 - 5:04 ص بتوقيت القاهرة

كتبت ــ فاطمة على:

مع دخولك قرية «طوخ القراموص» التابعة لدائرة مركز ومدينة أبوكبير، بمحافظة الشرقية، تجد مساحات شاسعة مُمتدة بطول وساحة القرية المزروعة جميعها بنباتات «البردى»، والذى تُخالط أوراقه الخضراء حوائط أغلب منازل أهالى القرية، فيما تُعد المنازل هى الأخرى بمثابة «الورش» لصناعة ورق البردى.
وتُعد القرية هى الوحيدة على مستوى العالم فى زراعة وصناعة نبات وورق البردى، والذى يعود تاريخه لعصر الدولة المصرية القديمة، فيما تبلغ مساحة الأراضى المنزرعة بالبردى على مستوى القرية نحو عشرة آلاف فدان.
ويعمل أهل القرية من الرجال والشباب وربات البيوت فى زراعة وصناعة نبات وورق البردى، وعملية التحويل التى تمر بعدة مراحل على مدار عامل كامل، حتى يُصبح بعدها النبات ورقًا صالحا للاستخدام والكتابة أو الرسم عليه، فيما تواجه القرية وأهاليها مشكلة كبرى تتعلق بالمياه اللازمة للزراعة، فضلًا عن عدم وجود أى مساعدات من جانب المحافظة فى عملية تسويق المنتج.
وعن كيفية تحويل النبات إلى ورق صالح للاستخدام، يقول الحاج مصطفى حامد، أحد المزارعين، إن الصناعة تستهدف تحويل النبات إلى ورق خام، حيث يقوم المزارعون بأخذ الجذور والعيدان من الأرض، وقصها لعدة مقاسات، ثم تحويلها لمجموعة شرائح يتم تخميرها بطريقتين، إما عن طريق «الطبخ»، أو يتم سلقها، على أن يتم وضع كل ورقة داخل قطعة قماشة وحدها، وبعدها تأتى مرحلة العصر، حيث يتم عصر الورق وتركه يجف، وبعدها يكون جاهزًا للاستخدام.
الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، أصدر قرارًا بتشكيل لجنة قومية عليا للإشراف وإعداد ملف الصون العاجل لحرفة صناعة ورق البردى، والعمل على إدراجها ضمن قائمة التراث اللا مادى بمنظمة «اليونسكو».
من جانبها، تقول الدكتورة أسماء عبدالعظيم، المتحدث الرسمى باسم محافظة الشرقية، إنه يتم حاليًا التحضير لوضع جدول زمنى يتم من خلاله الخطوات التنفيذية اللازمة لإعداد الملف الخاص بـ«صون» وتوثيق مهنتى زراعة وصناعة نبات وورق البردى بقائمة التراث اللا مادى بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».
فى ذات السياق، شدد الدكتور مصطفى جاد، عميد المعهد العالى للفنون الشعبية، وخبير التراث اللا مادى، فى تصريحات لـ«الشروق» تشكيل لجنة من الخبراء والباحثين فى مجال الحرف الشعبية، للحديث حول زراعة وصناعة مهنة ورق البردى، ودراسة مشاكل الحرفة وأدواتها والأشكال المستخدمة وانتشارها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved