الدكتور محمود مهنا: ثورة السيسى الدينية هدفها محاربة الداعين إلى كراهية الآخر

آخر تحديث: الثلاثاء 23 يونيو 2015 - 11:14 ص بتوقيت القاهرة

حوار ــ خالد موسى:

«الإسرائيليات» سبب تشويه الخطاب الدينى.. ومكتبات «الأزهر» مليئة بـ«كتابات المجددين»
أعرب الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ونائب رئيس الجامعة الأسبق، عن تقديره لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لـ«الثورة الدينية»، واعتبر مهنا فى حواره لـ«الشروق» أن دعوة السيسى هدفها «محاربة الداعين إلى كراهية ومحاربة الآخر».
وحمل عضو هيئة كبار العلماء «الإسرائيليات»، مسئولية تشويه الخطاب الدينى، ودعا لتفعيل رسائل الماجستير والدكتوراه التى ترد الأباطيل عن الخطاب الدينى والإسلام بوجه عام.

وإلى نص الحوار..

< ما موقفك من الدعوة لتجديد الخطاب الدينى؟
ــ الخطاب الدينى له ثوابت وعقائد، ولا تغيير فيها ولا تبديل، والمشكلة كلها فيما علق بالإسلام من شوائب وأكاذيب ألحقتها العادات والتقاليد البالية، التى كانت قبل الإسلام فدخلت فى أفكار المسلمين، وأقوالهم وسلوكهم، فظنها البعض من الإسلام، وهذا ما يسمى بالإسرائيليات التى تحمل الأكاذيب الباطلة، وقد تصدى لهم رجال علماء أفذاذ، بينوا الصحيح وأبطلوا الباطل مما علق بقصص الأنبياء، مثل شرب نوح للخمر المروية عن أهل الكتاب وما علق بالبيت النبوى من أكاذيب وضعها الشيعة الاثنى عشرية وغيرهم الذين لم يكونوا فى بداية الإسلام ولكن ظهروا فى فترة خلافة سيدنا الإمام على والصراع بينه وبين مع معاوية بن أبى سفيان.
والخطاب الدينى جديد قديم، بمعنى أننا نعتمد على الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وما خلا ذلك باطل، وديننا دين العقل ونص القرآن فى مئات الآيات على احترام العقل والنظر فى الكون وما يستتبعه من أدلة كونية على أن الله واحد لا شريك له.
وقد رد الكثير من علماء ومشايخ الأزهر على هذه الإسرائيليات والأباطيل التى تسىء للإسلام، مثل الشيخ محمد شغبه فى كتابه الموضوعات والإسرائيليات فى كتب التفسير والحديث، وكتاب الموضوعات للشيخ الذهبى وزير الأوقاف الأسبق، وألف الشيخ الغزالى كتب دعا فيها إلى احترام العقل وشطب كل ما يتعارض مع الاسلام والسلوك غير القويم، الذى لا يحترمه عقل ولا نقل، جاعلاً فى نظره قول الرسول «لا تجتمع أمتى على ضلالة» واحترام كتب السنة والاهتمام بالسند والمتن، والحديث الحسن والصحيح وعلم التعديل وعلم البحث والإسناد وموافقة الإسناد للعقل والنقل.

< هل تتحمل الإسرائيليات وحدها مسئولية تشويه الخطاب الدينى والإساءة للاسلام؟
ــ لا ليست وحدها، المشكلة أن مكتبات جامعة الأزهر مكتظة بالكتب العلمية التى جددت الاسلام ومحت كل ما يتنافى مع صحيح الأمة وصحيح السيرة والتاريخ، ولكن مصيبتنا العظمى فيمن لا يفهمون النص ولا يستطيعون فهم ما يرمى إليه من مبادئ، ومصيبة أطفال اليوم الذين يصعدون المنابر ويصفون الأصول والثوابت فى العقيدة والشريعة بأنها منكرات وبدع، وعلى رأسهم داعش والإخوان وأنصار بيت المقدس وتنظيم القاعدة، أنهم أساءوا للاسلام إساءة بالغة، وما أساء للإسلام فى هذا العصر إلا المسلمون أنفسهم.
وأمريكا والغرب لا يحاربون المسلمين اليوم الحرب العسكرية، ولكن يزكون الحروب الفكرية التى عن طريقها ينشغل المسلمون بأنفسهم ويدخلون فى القضايا الفرعية التى تؤدى إلى نشوب الصراعات فيما بينهم كالذى يقول إن القرآن وقيام الليل وصلاة التراويح من المنكرات، أو القول بأنه من المنكر إنهاء قراءة القرآن بصدق الله العظيم، وهو مخالف لصريح الآية القرآنية «ومن أصدق من الله حديثا»، وبالطبع كل ما ذكرته مخالف للاسلام وغرض هذا الكلام إحداث البلبلة بين المسلمين، والإساءة للدين الحنيف.

< كيف ترى دور المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر فى إطار تجديد الخطاب الدينى؟
ــ يجب على كل مؤسسة فى الدولة أن تقوم بدورها فى الارتقاء بالخطابات الاجتماعية والإعلامية والسياسية وكذلك الدينية، وأود أن أوضح أن جامعة الأزهر مليئة بالتجديد وأدعو إلى تفعيل رسائل الماجستير والدكتوراه التى تناقش، لأنها تحصر الأباطيل وترد عليها، وقد ناقشت الآلاف من الرسائل العلمية ومعظمها يتحدث عن التجديد فى الفكر ويرد الإساءات، التى تتهم الإسلام، ونحن مجددون، فقد ناقشت رسائل علمية على سبيل المثال عن التنظيم الاقتصادى والموارد الطبيعية فى القرآن الكريم، والاقتصاد فى الاسلام والعقل فى الإسلام، ورد الأباطيل وغيرها التى لا تقتصر على تجديد الخطاب الدينى فقط ولكن كل مناحى الحياة البشرية.

< كيف استقبلت دعوة الرئيس السيسى للقيام بثورة دينية؟
ــ هى دعوة نجلها ونقدرها من رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى والثورة الدينية التى دعا إليها لم يقصد منها ثوابت الدين إطلاقا، ولكن قصد تنقية الإسلام مما يسىء إليه سواء من نصوص دخيلة كالإسرائيليات أو محاربة الداعين إلى كراهية ومحاربة الآخر، إعمالاً بقوله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved