بعد وفاة صالح الشيبي.. ما هي سدانة الكعبة؟

آخر تحديث: الأحد 23 يونيو 2024 - 10:29 ص بتوقيت القاهرة

محمد حسين

شُيعت جنازة كبير سدنة الكعبة الشريفة الشيخ صالح بن زين العابدين الشيبي، أمس السبت، بعد صلاة الفجر في الحرم المكي، ودفن في مقبرة المعلاة.

توفي الشيخ صالح عن عمر يناهز 79 سنة، مساء أول أمس الجمعة، وشارك الشيبي منذ توليه السدانة في غسل الكعبة المشرفة أكثر من 100 مرة، وفقا لسكاي نيوز.

-ما هي سدانة الكعبة؟
سدانة الكعبة المشرفة هي خدمتها والقيام بشئونها وفتح بابها وإغلاقه ويعرف الذين يقومون بذلك بالسدنة .

وتعرف السدانة كذلك بالحجابة، ومن يقوم بها يسمون بالحجبة؛ لأنه يحجبون الكعبة عن العامة، وفقا لموقع وزارة الحج والعمرة السعودية.

- إسماعيل عليه السلام.. أول سدنة في التاريخ

ومنذ بناء إبراهيم عليه السلام الكعبة، كانت السدانة بيد ابنه إسماعيل عليه السلام، وتولى إسماعيل رفع القواعد من البيت مع والده إبراهيم عليهما السلام، كما ذكر في القرآن الكريم.
وجرت العادة أن يوضع مفتاح باب الكعبة المشرفة لدى أكبر السدنة سنًّا، وهو السادن الأول، وعند فتح الكعبة يشعر السادن الأول جميع السدنة الكبار منهم، بوقت كاف ليتمكنوا من الحضور جميعًا إن أمكن ذلك أو بعضهم؛ وذلك ليقوموا بغسلها بمعية ولي الأمر والأمراء وضيوفه الكرام، وفي الوقت الحاضر تغسل الكعبة من الداخل مرتين، وذلك بمعية السدنة بعد القيام بفتح باب الكعبة، كما مر مفصلا في مناسبات فتح الكعبة وما بعدها.

-ما تاريخ السدانة؟

وتذكر كتب السير والتاريخ أن السدانة انتقلت بعد ذلك إلى أبناء إسماعيل عليه السلام مدة طويلة، ثم اغتصبها منهم جيرانهم وأخوالهم جرهم، ثم اغتصبها خزاعة من جرهم، ثم استردها منهم قصي بن كلاب وهو من أبناء إسماعيل، وهو الجد الرابع للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم صارت من بعده في ولده الأكبر عبدالدار، ثم صارت في بني عبدالدار جاهلية وإسلامًا، ولم تزل السدانة في ذريته حتى انتقلت إلى عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبدالله بن عبدالعزي بن عثمان ابن عبدالدار بن قصي.

-فتح مكة وآل طلحة

روى ابن سعد عن إبراهيم بن محمد العبدري عن أبيه محمد بن عمر عن شيوخه، قالوا: قال عثمان بن طلحة: لقيني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة قبل الهجرة، فدعاني إلى الإسلام فقلت: يا محمد العجب لك حيث تطمع أن أتبعك، وقد خالفت دين قومك وجئت بدين محدث، وكنا نفتح الكعبة في الجاهلية الاثنين والخمي ، فأقبل يوما يريد أن يدخل الكعبة مع الناس فأغلظت عليه ونلت منه، فحلم عني ثم قال: "يا عثمان لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت"، فقلت: "لقد هلكت قريش وذلت"، قال: "بل عمرت يومئذ وعزت"، ودخل الكعبة فوقعت كلمته مني موقعا فظننت أن الأمر سيصير كما قال، فأردت الإسلام فإذا قومي يزبرونني زبرا شديدا، فلما كان يوم الفتح قال لي يا عثمان: "أئت بالمفتاح فأتيته به، فأخذه مني ثم دفعه إلي وقال: "خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم، يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته، فكلوا مما وصل إليكم من هذا البيت بالمعروف فلما وليت ناداني، فرجعت إليه"، فقال: "ألم يكن الذي قلت لك؟ فذكرت قوله لي بمكة قبل الهجرة "لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت فقلت: بلى.. أشهد أنك رسول الله، فقام علي بن أبي طالب ومفتاح الكعبة بيده وقال: يا رسول الله أجمع لنا الحجابة مع السقاية! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أين عثمان بن طلحة؟ فدعا فقال: "هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء" قالوا: وأعطاه المفتاح ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- مضطبع بثوبه عليه، وقال "غيبوه إن الله تعالى رضي لكم بها في الجاهلية والإسلام".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved