قالت صحيفة "بوليتيكو" إن انسحاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الرئاسي يطرح على السياسيين الأوروبيين سؤالا جديدا ملحا، وهو كيف ستكون كامالا هاريس؟ وأشار سياسيون ومسؤولون من تيار الوسط في أوروبا، بصراحة، إلى أن نائبة الرئيس، والمرشحة المحتملة للحزب الديمقراطي هاريس لم تقنعهم بعد بقدرتها على التغلب على المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وفي وقت سابق من هذا العام تم تسريب تصريح لإيزابيل شنابل، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، وهي تنتقد نائبة الرئيس ووصفتها بأنها "غير مرئية"، وتتوقع أنها لن تفوز أبدا، معتبرة أن عملية اختيار الحزب الديمقراطي "فاشلة"، وفقا لوكالة روسيا اليوم. وقالت شنابل في محادثة خاصة قبل انعقاد حلقة نقاشية في فبراير، ويبدو أنها لم تكن على علم ببث تصريحاتها على الهواء مباشرة: "كان عليهم أن يحضروا مرشحا آخر لكامالا هاريس منذ البداية".
وأضافت: "إنها لن تفوز أبدا بالانتخابات، أعني أن هذا أمر ميؤوس منه"، وتابعة قائلة: "أنا لا أعرفها حتى لأنها كانت غير مرئية".
ووصف البنك المركزي الأوروبي هذه الاقتباسات بأنها "مضللة"، قائلا إن شنابل "لا تعلق أبدا علنا على الأحداث السياسية".
وفي حديث خاص انتقد أشخاص آخرون مطلعون على أسلوب هاريس في الدبلوماسية خطاباتها، متذكرين أنها كانت تميل إلى القراءة من نص معد بطريقة متقنة.
وقال اثنان من المسؤولين الذين التقوا بهاريس في مؤتمر ميونيخ الأمني في وقت سابق من هذا العام لصحيفة "بوليتيكو" إنها عرضت شخصية منقسمة على الشاشة في التجمع.
من ناحية، كانت مداخلاتها العامة مكتوبة بدقة عالية، خطابات ألقيت عبر الملقن، مع القليل من التلقائية، مع خطابها عام 2023 في نفس المؤتمر لاقى استحسانا خاصا حيث وفشلت في التواصل مع الجمهور.
وقال أحد كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي: "هناك حجة مفادها أنه كان ينبغي على الاتحاد الأوروبي بذل المزيد من الجهد لتعزيز العلاقات مع هاريس، بالنظر إلى عمر بايدن"، مضيفا: "لم يكن الأمر بهذه السهولة، ولم يكن من السهل العثور على مناسبات للقاء هاريس".
وذكرت "بوليتيكو" أنه في بريطانيا أيضا يحاول المسؤولون فهمها، على أمل أن يساعد اختيارها لمنصب نائب الرئيس في تسليط الضوء على ما قد تفعله إذا انتخبت.
وقال أحد المسؤولين البريطانيين: "سيجري الكثير من العمل لتحديد الشكل الذي ستبدو عليه رئاسة كامالا، وما تفكر فيه وتشعر به تجاه القضايا، وكيف نتعامل معها ومع الأشخاص من حولها.
أعني، أعتقد أننا بحاجة حقا إلى رؤية نائب الرئيس، ومن ثم يمكننا تقييم التذكرة بأكملها ووضع مخالبنا في كل جزء من التذكرة".