في ذكرى وفاة سعد زغلول.. كيف أثر الزعيم الراحل في حياة وروايات نجيب محفوظ؟
آخر تحديث: الأربعاء 23 أغسطس 2023 - 11:22 ص بتوقيت القاهرة
محمد حسين:
تحل اليوم 23 أغسطس الذكرى الـ96 لرحيل الزعيم سعد زغلول، والذي فارق الحياة في أغسطس 1927 عن عمر بلغ 68 عامًا، بعد رحلة ممتدة من الانشغال بالقضية الوطنية المصرية.
شُيع سعد زغلول في جنازة مهيبة، قد تكون هي الأكبر في تاريخ مصر، وبقي زغلول نموذجا وطنيا حتى بعد مضى عقودًا على وفاته، ودائما ما ينال من تقدير في أحاديث المفكرين وكتابتهم، ومنهم كان نجيب محفوظ الذي حضر جنازته وكان من معجببه بحكم النشأة والتربية الوفدية.
- سعد ظاهرة طبيعية وزعيم خالص
يقول نجيب محفوظ: "دائما الحاكم مختلف عليه، أما الزعيم فمثل الظواهر الطبيعية، وكان سعد زعيما خالصا لثورة شعبية عظمى ضد الاحتلال الأجنبي، وكان والدي يتحدث دائما في البيت عن سعد زغلول، ومحمد فريد، ومصطفى كامل، ويتابع أخبارهم باهتمام كبير، كان إذ يذكر اسم أحد من هؤلاء فكأنما يتحدث عن مقدسات حقيقية، وكان يتحدث عن أمور البيت مع أمور الوطن في وحدة واحدة، وكل حدث صغير في حياتنا اليومية كان يقترن بأمر عام، فهذا الأمر وقع لأن سعد قال كذا، أو لأن السراي تعرض ضد سعد بكذا، أو لأن الإنجليز فعلوا كذا".
وكان والدي يتكلم عنهم بحماس وكأنه يتحدث عن خصوم شخصيين، وذلك وفقا لما نقله الروائي جمال الغيطاني في مقال بصحيفة البيان.
- سعد باشا وحكايات حارتنا
وفي أعمال محفوظ الأدبية لم يغب حضور سعد، حيث وصف تلقيه خبر موت الزعيم في الحكاية رقم 23 من "حكايات حارتنا".
وقال: "ذات صباح تدهمني اليقظة بعنف، استيقظ مجذوبا من عالم الغيب بقبضة مبهمة، يلفني تيار من الطنين، انصت فيقف شعر رأسي، من ترقب الشر، أصوات بكاء تتسلل إليّ من الصالة، تغرز أفكار السوء أسنانها في لحمي، ويتخايل لعيني شبح الموت، أبث من الفراش مندفعا نحو الباب المغلق، أتردد لحظة ثم أفتحه بشدة لأواجه المجهول، أرى أبي جالسا، أمي مستندة إلى الكونصول، الخادمة واقفة عند الباب الجميع يبكون، وتراني أمي فتقبل علي وهي تقول: أفزعناك.. لا تنزعج يا بني أتساءل بريق جاف ماذا؟ فتهمس في أذني بنبرة مختنقة.. سعد زغلول.. البقية في حياتك فأهتف من أعماقي، سعد وأتراجع إلى حجرتي وتتجسد الكآبة في كل منظر".