هل توجد حياة ذكية خارج كوكب الأرض؟

آخر تحديث: الجمعة 23 أغسطس 2024 - 5:48 م بتوقيت القاهرة

منى غنيم

- ضابط يرصد تجربته الشخصية في إدارة مشروع للتحقيق من الأجسام الطائرة المجهولة:

- المؤلف: ليس الإنسان وحيدًا في هذا الكون الفسيح.. وهو ليس "سيد الكون" كما يتصور

قرر ضابط الاستخبارات الأمريكية السابق ، لويس إليزوندو ، كشف النقاب عن موضوع شيق لاطالما حيّر البشر في كل الثقافات وفي كل زمان، ألا وهو حقيقة وجود حياة ذكية خارج كوكب الأرض من عدمها، مستعينًا بذلك بتجربته الشخصية في التعامل مع ملف الأجسام الطائرة المجهولة والتي أوكله بها البنتاجون وذلك من خلال كتاب مذكرات جديد بعنوان "وشيك: داخل مطاردة البنتاجون للأجسام الطائرة المجهولة" صدر في العشرين من شهر أغسطس الجاري على يد دار نشر "هاربر كولينز" بعد مراجعة أمنية استمرت لمدة عام من قبل البنتاجون.

وقد تصدر "إليزوندو" عناوين الأخبار عام 2017 عندما استقال من منصبه كمسؤول استخبارات كبير حيث كان يدير مشروعًا خاصًا بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" للتحقيق في ملف الأجسام الطائرة المجهولة، وندد علنًا بعدها بالسرية المفرطة ونقص الموارد والمعارضة الداخلية داخل المشروع على مشاركة النتائج مع العامة والتي قال إنها أحبطت الجهود المبذولة.

وأثارت إفصاحات "إليزوندو" في ذلك الوقت ضجة كبيرة؛ لاسيما مع انتشار عدة مقاطع فيديو شهيرة آنذاك لأجسام وأطباق طائرة مجهولة، بالإضافة إلى أقوال مجموعة من الطيارين التابعين للجيش ممن واجهوا ظواهر جوية غير مفسرة في ذلك الوقت، وأدت تلك الإفصاحات إلى فتح تحقيقات موسعة في الكونجرس الأمريكي وأيضًا جلسة استماع في مجلس النواب عام 2023 شهد فيها مسؤول استخبارات أمريكي سابق أن الحكومة الفيدرالية عثرت بالفعل على أجسامًا محطمة من أصل غير بشري، واحتفظت بها بغرض الدراسة.

وأكد "إليزوندو"، الذي يبلغ من العمر الآن 52 عامًا، أن الولايات المتحدة الأمريكية وضعت برنامجًا مخصصًا بالكامل لاسترجاع الأجسام الطائرة المجهولة U.F.O ، واستمر لعقود من الزمان بشكل سري للغاية، وتكون من مسؤولين حكوميين يعملون مع وزارة الدفاع والعلماء المختصين، وبمرور السنوات تمكنوا بالفعل من فك شيفرة التكنولوجيا المتطورة للغاية الخاصة بتلك المركبات، وتمكنوا أيضًا من دراسة البقايا البيولوجية من أصل غير بشري الناجية من حوادث اصطدام تلك المركبات بكوكب الأرض.

وقال "إليزوندو": "ليست حياة الإنسان الحياة الذكية الوحيدة في الكون، ولا الرائدة كما نتصور"، وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع، سو جوج، إن برنامج البنتاجون الذي يعمل حاليًا على معالجة مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة - أو U.A.P، "الظواهر الشاذة غير المحددة"، كما يطلق عليها الآن - "يواصل مراجعته للسجل الخاص ببرامج U.A.P للحكومة الأمريكية".

وأضافت "جوج" أن البرنامج لم يكتشف حتى الآن أي معلومات يمكن التحقق منها لإثبات الادعاءات بوجود مشاريع مخصصة تتعلق بحيازة مواد من خارج كوكب الأرض أو باستعمال الهندسة العكسية للمواد (وهو مصطلح يعبر عن قيام البشر بتعلم تكنولوجيا الكائنات الفضائية واستعمالها لصالح تقدمهم العلمي الخاص) سواء في الماضي أو في الحاضر.

وقد عمل "إليزوندو"، لسنوات، كضابط استخبارات عسكري رفيع المستوى، وأدار برامج سرية للغاية لصالح كل من البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، وي عام 2009، تم تعيينه داخل برنامج يدور حول دراسة وتحديد التهديدات الجوية المتقدمة والمحتملة على الولايات المتحدة، وكان جزءًا من عمله التحقيق في ملف الأجسام الطائرة المجهولة.

ووصف "إليزوندو" عبر صفحات كتابه الجديد كفاحه داخل المشروع للتحقيق في تلك الظاهرة، وجهوده منذ استقالته في عام 2017 للدفع نحو مزيد من الشفافية بشأن ما هو معروف رسميًا عن الأجسام الطائرة المجهولة، كما قال أنه تعرض شخصيًا لزيارة أجسام طائرة مجهولة وهي كرات خضراء طائرة غامضة قال إنها زارت منزله أثناء عمله في وزارة الدفاع.

وفي الكتاب، أعرب المؤلف عن قلقه بشأن الخطر المحتمل على البشرية الذي يشكله وجود التكنولوجيا التي قال إنها تتجاوز بكثير ما تمتلكه الولايات المتحدة أو البلدان الأخرى، أو ما يمكن للبشر تفسيره من الأساس، وقال إن المركبة و"الذكاء غير البشري الذي يتحكم فيها" يمثلان قضية أمن قومي خطيرة للغاية، قد تصل إلى حد تهديد بقاء البشربة ذاته على الكوكب.

وقال نائب مساعد وزير الدفاع السابق لشؤون الاستخبارات، كريستوفر ميلون ، عبر مقدمة الكتاب إنه بدون "إليزوندو"، كانت حكومة الولايات المتحدة ستظل تنكر وجود الأجسام الطائرة المجهولة وتصر على إنكار التحقيق في ظاهرة قد تكون أعظم اكتشاف في تاريخ البشرية.

وقد حقق المشروع الذي قاده "إليزوندو" في العديد من المشاهدات والحوادث واللقاءات بين الأجسام الطائرة المجهولة وطائرات البحرية، كما جمع بيانات شتى حول حوادث تتعلق بعمليات عسكرية واستخباراتية، بما في ذلك صور لمناورات غير عادية للمركبات تم التقاطها مرارًا وتكرارًا بواسطة أجهزة استشعار متطورة.

وقال إنه علم في إطار المشروع أن المركبات التي تظهر "تكنولوجيا متطورة جدًا على البشر" كانت تُرصد في الواقع منذ أربعينيات القرن العشرين، وهي ليست بالأمر الجديد، وفي أوائل الخمسينيات من القرن المنصرم عندما أصبحت الأجسام الطائرة المجهولة مصدر قلق للأمن القومي إبان الحرب الباردة، تم فرض سرية صارمة على المشروع،وقال المؤلف عن ذلك موضحًا : "من يتحكم في مثل هذه التكنولوجيا يمكنه التحكم في العالم".

ولا يزال الكثير من المعلومات التي تم جمعها بواسطة هذا البرنامج سرية، ولكن تم السماح بنشر مقطعيّ فيديو للأجسام الطائرة المجهولة بناءً على طلب "إليزوندو" ونشرتهما صحيفة النيويورك تايمز عندما نشرت خبر وحدة الأجسام الطائرة المجهولة السرية التابعة للبنتاجون في ديسمبر 2017.

وقال "إليزوندو" إنه كان لديه معرفة مباشرة بما كان يناقشه، لكه لم يتمكن من شرح مصدر معرفته لدواعي أمنية. وقد حصل على موافقة البنتاجون على نشر كتابه جزئيًا من خلال نسب بعض المعلومات إلى مصادر أخرى تمت الموافقة على نشرها أو نشر تعليقاتها مسبقًا، وأضاف أنه لم يتم السماح له بمناقشة مشاركته في أي مشاريع سرية أخرى بخلاف ذلك المشروع الذي قاده ذات يوم.

وبيّن "إليزوندو" أنه تعلم الرماية وقيادة الدراجات النارية والطيران بالطائرات من والده، وقد شارك في الخدمة العسكرية الأمريكية إبان غزو أمريكا لأفغانستان، وأدار أيضًا عدة مهام لمكافحة الإرهاب ضد داعش والقاعدة وحزب الله، كما كان مديرًا لعدة مشاريع سرية في قاعدة خليج جوانتانامو البحرية والسجن.

وقال إن وكالة استخبارات الدفاع أطلقت عام 2007 مشروع تطبيقات نظام الأسلحة الجوية المتقدمة المرتبط بالأجسام الطائرة المجهولة وذلك بتمويل قدره 22 مليون دولار من خلال ميزانية من الباطن تمكن من التحصل عليها زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ آنذاك، هاري ريد.

وفي عام 2009، أصبح "إليزوندو" الضابط الأعلى رتبة الذي يدير خليفة هذا المشروع، ألا وهو تحديد التهديدات الجوية المتقدمة، جنبًا إلى جنب مع جيمس لاكاتسكي وجاي ستراتون، وكان كلا من "لاكاتسكي"، عالم الصواريخ في وكالة استخبارات الدفاع، و"ستراتون"، مسؤول استخبارات في القيادة الاستراتيجية الأمريكية، جزءًا من المشروع السابق.

وفي عام 2017، استقال "إليزوندو" من منصبه بعد أن شعر بالإحباط مما وصفه بالمعارضة الداخلية والافتقار إلى الموارد للتعامل مع ما شعر أنه تهديد خطير للأمن القومي، وقرر نقل مخاوفه إلى مجتمع الاستخبارات الأوسع والكونجرس والجمهور.

وكتب عبر خطاب استقالته المؤرخ 4 أكتوبر 2017 لوزير الدفاع آنذاك، جيمس ماتيس: "هناك حاجة حيوية للتأكد من نوايا هذه الظواهر لصالح القوات المسلحة والأمة الامريكية بأكملها"، نقلًا عن صحيفة النيويورك تايمز.

وكان العالم المخضرم الذي استشهد به "إليزوندو" في الكتاب هو هارولد إي. بوثوف الذي كان جزءًا من برنامج "إليزوندو" للأجسام الطائرة المجهولة وعمل تحت إمرته، وقد عمل "بوثوف" ، وهو فيزيائي ومهندس حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة ستانفورد، كعالم رئيسي في مشاريع سرية للغاية للحكومة للأمريكية مدة 50 عامًا، وغالبًا ما كان يقدم تقاريره مباشرة إلى رئيس وكالة المخابرات المركزية ومستشاري البيت الأبيض.

كما تحدث المؤلف عبر الكتاب عن لقاءاته الشخصية مع الأجسام الطائرة المجهولة، واصفًا كرات خضراء متوهجة بحجم كرة السلة كانت تزور منزله بشكل متقطع لأكثر من سبع سنوات، وقال إن هذه الأجسام كانت قادرة على المرور عبر الجدران، وتصرفت وكأنها واقعة تحت سيطرة ذكية ما.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved