قرينة «الأستاذ» تروي قصة ارتباطهما.. والوجه الآخر لـ محمد حسنين هيكل الزوج والأب

آخر تحديث: السبت 23 سبتمبر 2023 - 9:44 م بتوقيت القاهرة

• السيدة هدايت تيمور: شرارة الحب الأولى كانت فى «فنجان قهوة» وعرضت عليه الزواج، ليرد: «طبعا»
• قلت لأمى: هو ده اللى حيسعدنى وحكون فى أمان معاه.. وبالفعل كنت «مسعدة»
تحدثت السيدة «هدايت تيمور»، قرينة الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، بمناسبة مرور 100 سنة على مولده، لتكشف للمرة الأولى عن العديد من التفاصيل الهامة حول حياته، وقصة ارتباطهما، وعن الجانب الإنسانى للجورنالجى «المنضبط الحازم».

وعرضت قناة الوثائقية التلفزيونية الجزء الأول من الفيلم الوثائقى «هيكل.. سيرة الأستاذ» والذى حمل العديد من التفاصيل المهمة حول حياته ونشأته وبدايته الصحفية وغيرها من الأمور المتعلقة بحياته.

وشهد الفيلم الظهور التلفزيونى النادر للسيدة «هدايت تيمور»، مع مقدمة سردية تقول: «بينما كان الشاب الثلاثينى يعيش سنوات بريقه الصحفى والسياسى.. صادفه الحب على الطريق، ففى يناير عام 1954 وقعت عيناه لأول مرة على مهجة القلب التى سوف ترافقه طيلة حياته».

وتحدثت قرينة الأستاذ هيكل، قائلة: «أنا هدايت تيمور.. بس أهم حاجة أنى زوجة الأستاذ محمد حسنين هيكل.. وعاشقة له.. والحقيقة اللقاء الأول فى يناير 1954 فى منزل صديق مشترك، وهو الأستاذ محمد عبدالنبى وكان لقاء اجتماعيا، واللقاء الثانى كان فى مكتب الأستاذ مصطفى أمين، ولازم أعترف أنه عجبنى».

وأضافت زوجة الأستاذ هيكل: «كتبنا الكتاب فى البيت عندنا فى مصر الجديدة، ثم ذهبنا إلى أسوان، لأنها بلد جميلة ومحمد بيحبها جدا، وكان المفروض أن نقضى شهر عسل، لكن قضينا أسبوعا واحدا فقط، بعد أن استقبل هيكل مكالمة من الرئيس جمال عبدالناصر، وطلب منه العودة وبالفعل عدنا إلى القاهرة بسبب أمر هام».

كما تحدثت السيدة هدايت تيمور، لصحيفة الأهرام بمناسبة المئوية عن الوجه الآخر للجورنالجى المنضبط الحازم، وجه الزوج، والأب والصديق.

وتروى السيدة هدايت، اللقاء الأول مع شريك حياتها، قائلة: «الدنيا بخير.. كتبها الأستاذ هيكل بعد زيارتى لمؤسسة أخبار اليوم فى أكتوبر 1954، دعما لأسبوع «جمعية النور والأمل»، وتمويلا لجهودنا فى مساعدة وإدماج المكفوفين».

وأضافت: «كان هناك شرارة بالطبع، شرارة فى (فنجان قهوة)، كنت أشربه، وبدخول الأستاذ هيكل، لسبب لم أدركه فى وقتها، ارتبكت، وانسكبت (القهوة) على تنورتى. كنت مضطربة، رغم أنها ليست المرة الأولى التى ألتقيه فيها.. فقد سبق وجمعنا لقاء عارض فى العام ذاته عند أحد الأصدقاء، لكنه لم يؤشر إلى ما ستنتهى إليه الأمور بيننا.

وأردفت: لفت نظرى مدى جاذبية شخصيته، كونه من نجوم مجاله، حسن إدارته للحوار، حتى أنك لا تملكين إلا الاستماع له.. كان ذلك الانطباع والتأثير تمهيدا لاضطرابى فى اللقاء الثانى. لكن لم أتخيل فى هذه المرحلة، كيف ستتطور الأمور.

وواصلت: تطورت الأمور والحمد الله، وكانت فترة التعارف بيننا قصيرة جدا ولكنها كانت كافية جدا، ووقتها لم أكن قد بلغت العشرين من عمرى، فيما كان يبلغ هو سن الثلاثين. شعرت بقلق من فارق العمر بيننا، لكن تراجعت تلك المخاوف أمام جاذبية وتفرد شخصيته»

وأشارت قرينة هيكل: «سعيت لأن يكون مسار الأمور بيننا واضحا، ولم يكن هو يقل عنى جدية، ، فخلال حفلة أقامتها مدام راضى، رئيسة «جمعية النور والأمل» وقتها، لشكر أستاذ هيكل على دعمه للجمعية، طلب منى الحديث على انفراد، وبدا كأنه يعرفنى بنفسه.. سنه، ومنصبه، وغير ذلك من مقدمات معروفة لعرض الارتباط، لكن دون أن يطلب ذلك صراحة.

وتتابع: فى النهاية، أنا من طلبت، أنا تقدمت إلى هيكل. فليلتها، وعند عودتى إلى البيت، وجدت أمى فى انتظارى، وبدأت محاسبتى لتكرار ترددى على «أخبار اليوم». سألتنى صراحة عن الأستاذ هيكل، وما إذا كان ينوى طلب يدى، فأكدت لها أنه (لمح)، فردت (ما ينفعش كده..). وأمام تحذيراتها واعتراضها، كلمته هاتفيا، وسألته بشكل مباشر: (أستاذ هيكل.. إنت ناوى تتجوزنى؟)، فقال لى كلمة واحدة: (طبعا)، وأمام (طبعا) هذه، رأت أمى لفت نظرى للمرة الأخيرة إلى فارق السن، وصعوبة المهنة التى يمتهنها الأستاذ هيكل، لكننى كنت واثقة من قرارى. قلت لها (ماما هو ده اللى حيسعدنى وحكون فى أمان معاه) وبالفعل كنت (مسعدة).

وأبرزت: ظللت طوال فترة خطبتى، ولدواعى الخجل وفارق السن، أقول له «أستاذ هيكل»، ثم بدأت أناديه بـ«هيكل»، حتى قاطعنى يوما بابتسامة (هدايت.. أنا اسمى محمد) لكن كثيرا ما أجدنى أشير له بـ «أستاذ هيكل» رغما عنى.

ولفتت إلى ملمح آخر فى حياته، حيث كان فنانا، بما تحمله الكلمة من معنى، ومتذوقا للفن مهتما بالفنانين. وحرص على نقل هذا الاهتمام لأولادنا.

وتؤكد: أنا إجمالا كنت أتلافى الحديث معه فى شئون السياسة، كنت أرى أنه «غرقان» فى السياسة و«الجورنال» على مدار اليوم. فعلى الأقل، يختلف ذلك عندما يعود إلى المنزل. فكنت أتحدث معه عن أمور الأولاد والبيت والعائلة وغير ذلك من شواغل بعيدة عن السياسة.

وفى ملمح آخر بشأن علاقة الكاتب الصحفى الكبير بأبنائه، قالت السيدة هدايت: كان حريصا على التواصل واستغلال كل دقيقة ممكنة للحديث مع أكبر أبنائه، ما أثر فى شخصية «على» الذى بات طبيبا مرموقا وأراه دوما واسع الاطلاع متعدد الاهتمامات. هذا الحرص لم يتغير بعد مجىء باقى الأبناء أحمد، ثم حسن. فكما قلت، كان يعطى كل ذى حق حقه. فيوم الجمعة بالنسبة له مقدس، لأنه يوم العائلة، فلا يشغل نفسه بغير أسرته فى هذا اليوم، وكنا فى الأغلب نقضيه فى منزل «برقاش».

وتحدثت عن تأثره بالأحداث من حوله، «كان رجلا ذا طابع محافظ لا يظهر مشاعره كثيرا، أو ينفعل بشكل زائد، إلا أن مشاعره كانت ضعيفة أحيانا ولكن ذلك جرى فى مرات معدودة. نكسة 1967، كانت من هذه المرات القليلة، التى انفعل فيها، ولكنه سرعان ما تمالك نفسه، وشرع فى العمل كما يجب أن يكون. أتذكر يومها أننى كنت أحاول تهدئة انفعاله، فيما كان يتحدث هاتفيا وهو يصرخ (يا اخونا حد يقف.. البلد.. البلد) وأنا شخصيا كنت أبكى وكنت أخشى عليه من الإصابة بمكروه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved