الإسكندرية تحصى خسائرها فى «جمعة الغضب الثانية»
آخر تحديث: الأحد 23 ديسمبر 2012 - 10:52 ص بتوقيت القاهرة
محمد فؤاد وعصام عامر ونشوى فاروق:
«ليلة حالكة» بنفس أجواء «جمعة الغضب» الأولى 2011 عاشتها الإسكندرية على «حلبة صراع» بين المؤيدين والمعارضين للسياسات وقرارات الرئيس، حيث لم تشفع غزارة الأمطار التى اختلط بها دخان القنابل المسيلة للدموع والتى أطلقت بغزارة فى تفريق المحتجين من الجانبين حتى ساعة متأخرة من الليل.
الاشتباكات التى توسعت «أرضيتها» لم تقتصر فقط على محيط مسجد القائد إبراهيم، وإنما امتدت لجميع شوارع منطقة محطة الرمل «سوتر وشامبليون وفؤاد وميدان الخرطوم وساعة الزهور وكلية الطب وميدان سعد زغلول» ومرت بمحيط «المستشفى الميرى» إلى أن طالت «قسم باب شرقى» بعد أنباء عن اختباء إسلاميين بداخله.
عدد من المناوئين لسياسات الرئيس محمد مرسى ومؤيديه، توجهوا إلى مقر قسم شرطة «باب شرقى» بعد أنباء وصلتهم عن اختباء بعض الإسلاميين «الهاربين» بحسب تعبيرهم من معارك «الكر والفر» التى فرقتها «تكتلات الأمن المركزى» المتواجدة بكثافة فى مشهد غير مسبوق فى الإسكندرية منذ اندلاع الثور فى 25 يناير 2011.
فيما أحبط أمن المستشفى الميرى «الجامعى» محاولة بعض المتظاهرين «الإسلاميين» الاختباء داخل المستشفى عقب عمليات مطاردة من جانب المتظاهرين المعارضين، رفضا منهم لأن يكون المستشفى ساحة قتال، ولاسيما بعد تعرضه عصر الجمعة لعملية اقتحام نتيجة تسريبات بشأن اختباء متظاهرين بها، وذلك عقب حدوث مناوشات أمام بوابتها الرئيسية.
وأكد الدكتور محمد الشرقاوى، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، لـ«الشروق» أن حصيلة أعداد المصابين جراء الاشتباكات التى وقعت، بمحيط مسجد القائد إبراهيم بالمحافظة 80 مصابا، بإصابات ما بين كدمات وسحجات وجروح قطعية بالرأس، وبينها إصابة واحدة بـ«خرطوش» لشخص فى ساقه، وتم نقله إلى غرفة العمليات.
وأضاف «الشرقاوى»، إلى خروج 26 حالة من هؤلاء المصابين من المستشفى بعد تلقيهم العلاج، ولايزال 53 مصابا فقط يمثلون للعلاج، من بينهم 25 بمستشفى «رأس التين» و24 بـ«المستشفى الميرى» و3 مصابين بمستشفى «جمال عبدالناصر» إضافة إلى مصاب واحد بمستشفى «طلبة سبورتنج».
هذا وتجرى النيابة العامة بالإسكندرية، تحقيقاتها الموسعة مع نحو 30 شابا ضبطوا خلال الأحداث يقومون بالاشتباك والاعتداء على المتظاهرين من الطرفين، لاتهامهما بإثارة الشغب وإصابة 12 مجندا بالأمن المركزى و80 مواطنا، واحتراق أتوبيسى «شرطة» تابعان لوزارة الداخلية، وإتلاف سيارتى إطفاء، وثالثة مملوكة لأحد المواطنين.
وأكد بيان لمديرية أمن الإسكندرية أنها تمكنت من ضبط نحو 12 شابا بمحيط مسجد القائد إبراهيم يقومون بالاعتداء على المتظاهرين وقاموا بحرق الأتوبيسات والممتلكات العامة، كما ضبطت قوات الشرطة أيضا نحو 20 شابا تتراوح أعمارهم ما بين 16 إلى 20 عاما حال محاولتهم الاعتداء بقذف الحجارة على قسم شرطة باب شرقى بوسط المدينة.
من جانبه أكد اللواء عبدالموجود لطفى، مدير أمن الإسكندرية، فى تصريحات لـ«الشروق» أنه فى ضوء ما شهده محيط مسجد القائد إبراهيم من أحداث أسفرت عن العديد من الإصابات بين المواطنين بسبب احتقان الموقف بين المتظاهرين والإسلاميين، مؤكدا أن قوات الشرطة شكلت درعا بشريا للفصل بين الطرفين حفاظا على سلامتهم.
وأضاف «لطفى»، أن الموقف كان سيئا لكنه تم التعامل والتصدى لمثيرى الشغب بكل حسم وقوة وضبط المخالفين منهم، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، محذرا من مغبة تصاعد تلك التداعيات التى قد تحدث خلال هذه الاشتباكات.
فيما امتدت الاشتباكات حتى طالت مقر حزب الحرية والعدالة بمنطقة محرم بك، وهو ما استنكره الحزب بالإسكندرية، مؤكدين تصدى أعضائه وبعض الأهالى لما سماه بيان الحزب «بلطجية» معتبرا الاعتداءات ما هى إلا حلقة فى مسلسل الإفلاس السياسى لأنصار جبهة الإنقاذ محاولين عرقلة مسيرة الاستقرار، ومحاولات بناء الدولة.
وأوضح «الحزب» ما يقرب من 20 شخصا وصفهم بـ«البلطجية»، يرتدون أقنعة «فانديتا» قاموا بتكسير لافتتان موضوعتان على واجهة الحزب بالطابق الأرضى «علوى» بالعقار رقم 1 شارع البحر الأعظم «محرم بك» بالإضافة إلى تحطيم طبق استقبال إشارة الأقمار الصناعية الخاص بالمقر، ثم قاموا بتصوير ما فعلوه للتأكيد على تأديتهم للمهمة التى تم استئجارهم لها على حد تعبيره، نافيا أن يكون اقتحام المقر أو الاعتداء على محتوياته تم من الداخل.
فيما عبر حزب الدستور بالإسكندرية، عن استيائه الشديد مما تناقلته بعض القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، من الزَج باسم الحزب فى الاشتباكات التى حدثت اليوم الجمعة أمام مسجد القائد إبراهيم بين المؤيدين والمعارضين لمرسى، مهيبا إياها بتحرى الدقة فى نقل المعلومات وعدم الترويج لأخبار غير صحيحة.
وقال محمد منصور المتحدث الإعلامى باسم الحزب فى العاصمة الثانية، أنهم كانوا قد أعلنوا من قبل عن عدم مشاركتهم فى أى تظاهرات، والتأكيد على أن جهود أعضاء الحزب بالإسكندرية بالتنسيق مع قوى سياسية أخرى، موجهة لدعم «لا» للدستور بالمحافظات القريبة فى المرحلة الثانية من الاستفتاء «البحيرة وكفر الشيخ، ومطروح».
هذا وقد فشلت محاولات محمد سعد خير الله مؤسس «الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر» بالإسكندرية، الذى أكد أنه قام بالتوجه إلى مدير أمن الإسكندرية بالقائد إبراهيم مع وفد من «الجبهة» قبل أداء صلاة الجمعة، وطالبه بالتفاهم مع إدارة المسجد بعدم اعتلاء الشيخ أحمد المحلاوى المنبر لكونه طرفا فاعلا فى الأزمة التى قد تتفاقم وهو ما حدث ويمكن إبعاده وفقا للقانون، حيث صرح إبراهيم الحشاش وكيل أول وزراه الأوقاف بالإسكندرية بأن الشيخ المحلاوى له خطبة واحدة فى الشهر بمسجد القائد إبراهيم وقد ألقاها الجمعة الماضية وفعل ما فعل من إشعال الأوضاع بين المصريين واحتجاز معارضين وتعذيبهم داخل المسجد.
وأكد «خير الله»: كان رد مدير الأمن «التجاهل» بحسب قوله ولم يسعى لأى مبادرة لحقن الدماء بل منع المصلين من الدخول إلى ساحة القائد إبراهيم بعد احتشاد «أنصار أبوإسماعيل» بها فجرا.
وأوضح «خير الله» هذا الموقف أثبت فعليا أن المساجد التابعة لوزارة الأوقاف تدار من خلال المكاتب الإدارية لجماعة الإخوان المسلمين، ولا سلطان لأحد عليها سوى الجماعة، وهو ما يحملهم عواقب ما حدث من احتقان فى الشارع المصرى بسبب سياستهم واستغلالهم للمساجد لتحريض المصريين ضد بعضهم البعض.