ألغى ريارة وتعرض للنقد بسببها.. ما قصة دونالد ترامب مع جزيرة جرينلاند الدنماركية؟
آخر تحديث: الإثنين 23 ديسمبر 2024 - 4:11 م بتوقيت القاهرة
منال الوراقي
عاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى إثارة الجدل مرة أخرى حول شراء الولايات المتحدة الأمريكية لجزيرة جرينلاند الدنماركية، ليعيد رغبته المثيرة للجدل التي أثارها خلال فترته الأولى من جديد إلى الواجهة.
ولكن، ما قصة الرئيس الأمريكي وتصريحاته عن شراء الجزيرة الدنماركية؟
في عام 2019، وبينما كان يخطط الرئيس الأمريكي ترامب لزيارة العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، صرح لعدة مرات عن نيته حول شراء جزيرة جرينلاند، التي تتمتع بحكم ذاتي والتي يغطي الجليد نحو 80 بالمئة من مساحتها.
وأصبح شراء جرينلاند من الدنمارك شغل ترامب الشاغل خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض، وهي الفكرة التي ناقشها في البداية على انفراد ثم أكدها لاحقا بشكل علني.
ترامب مهتم بشراء جرينلاند
ففي البداية، أثار ترامب الجدل بنشر تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "إكس"، في أغسطس 2019، حول اهتمامه بشراء جزيرة جرينلاند الدنماركية، التي تعد أكبر جزيرة في العالم، حيث نشر مع التغريدة صورة مركبة لبرجه الشهير في مدينة لاس فيجاس الأمريكية، وكأنه مقام فوق الجزيرة، لتشعل التغريدة موقع التواصل الاجتماعي.
وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في نفس الوقت، أن الرئيس ترامب مهتم بشراء جرينلاند، وقد طلب من مستشاره القانوني في البيت الأبيض النظر في الفكرة، حيث نقلت الصحيفة عن مستشارَين ترامب إن الأخير سألهم خلال نقاشات عابرة، عما إذا كان أي تحرك من هذا القبيل ممكنا.
حكومة جرينلاند: الجزيرة ليست للبيع
وحينها، أكدت وزارة خارجية جرينلاند انفتاح الجزيرة على بحث صفقات لكنها شددت على أن المنطقة ليست للبيع.
ونشرت الوزارة تغريدة جاء فيها أن "جرينلاند غنية بالموارد القيّمة مثل المعادن وأنقى المياه والجليد والثروة السمكية وثمار البحر والطاقة المتجددة وتشكل مقصدا جديدا لسياحة المغامرات"، وتابعت "نحن منفتحون على عقد صفقات، لكننا لسنا للبيع".
ترامب يجدد رغبته الملحة بشرائها
إلا أنه وبعدها بأسبوع واحد عاد ترامب لتجديد رغبته الملحة في شراء جزيرة جرينلاند من الدنمارك، وأكد الرئيس الأمريكي، وفق ما نقلته "فرانس برس" حينها، أنه مهتم بشراء جزيرة جرينلاند من الدنمارك، موضحا أن "الفكرة طرحت، فالأمر مثير للاهتمام من الناحية الاستراتيجية"، مضيفا "لكننا سنبحث الأمر" مع الدنمارك.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن ترامب استعلم مرارا من مستشاريه في البيت الأبيض حول إمكانية شراء الولايات المتحدة للجزيرة، وأظهر اهتماما بالموارد الطبيعية للجزيرة وأهميتها الجيوسياسية.
وقال الرئيس الأمريكي إن الجزيرة "تلحق أضرارا اقتصادية بالغة بالدنمارك وتخسرها نحو 700 مليون دولار سنويا... ومن الناحية الاستراتيجية، بالنسبة للولايات المتحدة، سيكون مفيدا الحصول عليها".
مستشار ترامب: نبحث شرائها رغم أنها ليست للبيع
وأكد المستشار الاقتصادي لترامب حينها، لاري كودلو، لشبكة "فوكس نيوز" أن الإدارة الأمريكية تنظر في شراء جزيرة جرينلاند، على الرغم من أن الدنمارك أكدت أنها ليست للبيع.
وقال المستشار كودلو: "أقول فقط إن الرئيس، الخبير بشراء العقارات، يرغب في دراسة... شراء جرينلاند"، مشيرا إلى أن تلك الأراضي تقع في موقع "استراتيجي" وتتمتع بموارد طبيعية مثل المعادن.
سياسيون دنماركيون: ترامب فقد صوابه
وحينها تطور الأمر، وسخر سياسيون دنماركيون، من فكرة بيع جزيرة جرينلاند للولايات المتحدة بعد تصريحات ترامب عن مناقشته الفكرة خلال جلسات خاصة مع مستشاريه، ورفضوها جملة وتفصيلا.
وأكد رئيس الوزراء الدنماركي السابق، لارس راسموسين، إن حديث ترامب ليس سوى مزحة شبيهة بكذبة الأول من أبريل، حيث قال: "لا بد أنها كذبة أبريل. جاءت في غير موعدها تماما"، وفق ما نقلت "دويتشه فيله" الألمانية.
كما ذكر سورين إسبيرسن، المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب الشعب الدنماركي: "إذا كان يفكر حقا في ذلك فهذا دليل على أنه فقد صوابه"، مضيفا: "فكرة أن تبيع الدنمارك 50 ألف مواطن للولايات المتحدة هي فكرة سخيفة تماما".
رئيسة وزراء الدنمارك: اقتراح سخيف
وأكدت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن أن "جرينلاند ليست للبيع" وإنها "ملك مواطنيها"، ووصفت اقتراح إمكانية شراء جرينلاند بأنه "سخيف".
وقالت فريدريكسن، وفق ما نقلت "سي إن إن": "جرينلاند ليست للبيع. جرينلاند ليست دنماركية. جرينلاند تنتمي إلى جرينلاند، آمل بشدة ألا يكون هذا المقترح مقصودا بجدية".
ترامب يلغي زيارته للدنمارك ويصف التصريحات بالمقرفة
وبعدما أعلنت فريدريكسن رفضها فكرة بيع الجزيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أعلن ترامب إلغاء الزيارة المقررة إلى الدنمارك، والتي كانت مقررة في سبتمبر 2019.
وانتقد الرئيس الأمريكي رئيسة الوزراء الدنماركية واصفًا تصريحاتها التي أعلنت فيها رفضها بيع جزيرة "جرينلاند" للولايات المتحدة بـ"المقرفة"، وذلك بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس.
رئيسة وزراء الدنمارك تشعر بخيبة أمل
لتعود رئيسة وزراء الدنمارك وتعرب عن خيبة أملها إزاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء زيارته المقررة إلى الدنمارك بعد رفضها عرضه شراء جزيرة "جرينلاند".
وقالت فريدريكسن، في تصريح نقلته شبكة "إيه بي سي" الأمريكية، إن الدعوة إلى تحقيق تعاون استراتيجي أقوى مع الأمريكيين لاتزال مفتوحة، مضيفة أنها كانت تتطلع إلى الزيارة ألغاها ترامب.
ترامب يتعرض لانتقادات إعلامية عديدة
وحينها، انتقدت وسائل إعلام غربية عديدة موقف ترامب، حيث انتقدت افتتاحية "نيويورك تايمز" أسلوب الرئيس الأمريكي في تعاطيه مع قضية جزيرة جرينلاند الدنماركية التي أعلن عن رغبته في شرائها وكأنها صفقة من صفقاته العقارية، ثم تراجعه عن زيارة الدانمارك لأنه لا يحتمل رفض طلبه.
ولخصت الصحيفة الأمر بأنه واحدة من أكثر المسرحيات المذهلة لرئيس لا يفتأ عن ابتكار طرق جديدة لإدهاش وتنفير وإغضاب الجميع يوميا تقريبا، وفي ما نقلت "الجزيرة".
ترامب يعود لإثارة رغبته الملحة من جديد
وبالرغم من ذلك كله،أعاد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أمس، إحياء رغبته خلال فترة ولايته الأولى بالحصول على جرينلاند من الدنمارك لصالح الولايات المتحدة، حيث ذكر ترامب الفكرة من جديد، في بيان أعلن فيه عن تعيين سفيرا جديدا له إلى الدنمارك، ليعيد الجدل إلى الواجهة مع اقتراب فترة ولايته الثانية.
وقال ترامب في البيان: "لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية أن امتلاك جرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة. سيقوم كين بعمل رائع في تمثيل مصالح الولايات المتحدة".